برلماني سوري: 17 دولة عربية أعادت العلاقات مع سوريا وقرار الجامعة يطوي "خطأ قديما"

رحّبت أوساط برلمانية سورية بقرار مجلس الجامعة العربية 8914، بإنهاء تعليق عضوية سوريا، مؤكدة أن القرار يطوي صفحة من الخطأ عانى منها الشعب السوري لأكثر من 12 عاما.
Sputnik
في هذا السياق، أشار الكاتب والباحث السياسي، مهند الحاج علي، عضو مجلس الشعب السوري السابق، في تصريح خاص لـ "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن "توقيت اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، قبيل انعقاد قمة الرياض بنحو عشرة أيام، له انعكاسات إيجابية مهمة يمثلها الإجماع لدى قادة الدول العربية بضرورة حضور الرئيس بشار الأسد والوفد السوري القمة إذا ناسبت الظروف".

هذا سيطوي صفحة قديمة من خطأ ارتكبته الجامعة العربية بحق الشعب السوري، فهي لم تمارس دورها كإطار جامع لكل العرب، وكان بإمكانها أن تتدخل بدور إيجابي، خاصة وأن سوريا عانت وحاربت كل الفصائل الإرهابية لأكثر من 12 عام.

17 دولة عربية أعادت العلاقات مع سوريا
ولفت الحاج علي إلى أن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أكد أن جميع الدول العربية أجمعت على عودة الوفد السوري لحضور الجلسات والاجتماعات، حتى الدول التي كانت تعترض كقطر والكويت والمغرب، وأن القرار 8914 لا يلزم الدول العربية بفتح علاقات ثنائية مع سوريا إلا لمن يرغب بذلك، فهذا شأن سيادي داخلي لكل دولة على حدة".
وتابع الحاج علي، قائلًا: "نعلم أن هناك أكثر من 17 دولة عربية أعادت العلاقات مع سوريا، وهناك من يرغب بفتح السفارات وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وهناك دول ذات ثقل مثل مصر كان لها دور إيجابي يعطي ثقلا مهمًا في الجامعة".

وسبق أن قال السيد الرئيس بشار الأسد، خلال زيارته لموسكو مؤخرًا أن سوريا تركز على العلاقات الثنائية أكثر من العلاقات التي تتم ضمن الجامعة العربية، لأن العلاقات الثنائية مثمرة، ويمكن أن تساعد الشعب السوري في حل الكثير من القضايا العالقة.

عودة سوريا للجامعة ستنعكس على المشهد الاقتصادي السوري
وحول انعكاسات الانفتاح العربي على الأوضاع الاقتصادية في سوريا، قال الباحث السوري: "الانفتاح السياسي العربي على سوريا سيؤدي إلى انعكاس إيجابي على الوضع الاقتصادي السوري، فبعد أن تتطور العلاقات الثنائية بين الدول العربية وسوريا، وعندما يتم تفعيل المعاهدات التجارية الموقعة ضمن إطار جامعة الدول العربية، كالسوق العربية المشتركة وغيرها واتفاقيات رسوم الجمارك، التي تم إيقافها خلال فترة القطيعة مع سوريا على مدى السنوات الماضية".
وأردف الحاج علي، قائلًا: "اليوم عندما يعود الوفد السوري إلى الحضور بكل وزنه وثقله سينعكس ذلك إيجابًا على المشهد الاقتصادي السوري، لأنه سيصار إلى تفعيل هذه الاتفاقيات، وبالتالي ستستطيع سوريا تأمين الكثير من المواد والسلع، وستتمكن من تجاوز الحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية بنسبة كبيرة، وسيكون بالإمكان استيراد ما تحتاجه البلاد عن طريق الدول العربية والمستثمرين العرب".
المشروع الانفصالي في الجزيرة السورية يلقى رفضًا عربيًا بالإجماع
وعن الدور العربي المتوقع لحل الأزمة السورية في المرحلة المقبلة، قال عضو مجلس الشعب السوري: "بكل تأكيد سوريا نظرت بإيجابية كبيرة إلى القرار 8914 وهي منفتحة على كل العلاقات العربية، وترحب بأي دور عربي إيجابي بنّاء في هذا الإطار، ولكن في إطار حفظ وحدة وسيادة الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وهذا ما نص عليه القرار".
مستشار الرئيس الإماراتي يعلق على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية

بيان الجامعة العربية أكد على أن يحدد الشعب السوري خياراته السياسية، وعلى وحدة وسلامة الأراضي السورية ونبذ المشاريع الانفصالية، وهذا الإجماع العربي يعني أن المشروع الانفصالي في الجزيرة السورية الذي تعده الولايات المتحدة الأمريكية يلقى رفضًا عربيًا بالإجماع.

وأردف: "وهذا يدعم الموقف السوري ضد الميليشيات الانفصالية الموجودة في تلك المنطقة (شرق نهر الفرات)، ويساعد الدولة السورية على إعادة سيطرتها على تلك المناطق وتحرير آبار النفط والثروات الباطنية والزراعية فيها".
القرار 8914 سيدفع بالأوروبيين نحو دمشق
وعن قراءته لموقف الدول الغربية المتوقع بعد صدور القرار 8914، كمنصة لإعادة العلاقات الأوروبية مع دمشق، قال الباحث السوري: "هناك بعض الدول الغربية التي تتواصل مع سوريا عبر مستويات مختلفة منذ فترة من الزمن، على المستويين الحكومي وغير الحكومي وعلى المستوى البرلماني، وعلى رأس هذه الدول فرنسا وإيطاليا، وقد لاحظنا أن هناك حركة نشطة باتجاه سوريا من قبل هاتين الدولتين".
بكين ترحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية

بكل تأكيد ما حدث في الجامعة العربية سوف يشجع الكثير من الدول الأوروبية على إعادة علاقاتها مع سوريا، لأنها تريد التعاون في مجال إعادة المهجّرين إلى بلدهم سوريا، وترى أنهم يشكلون عبئًا كبيرًاعليها، وخاصة فرنسا.

وتابع: "لذلك لن تجد السبيل أو الحل لهذه المشكلة إلا من خلال التعامل مع الحكومة السورية، وسوريا منفتحة على كل العلاقات الإيجابية، التي تحترم سيادتها ووحدة أراضيها، والتي تدين الإرهاب، وبكل تأكيد دمشق تفتح أبوابها في هذا الإطار تحت هذه البنود".
وأصدر وزراء خارجية جامعة الدول العربية، عقب اجتماعهم في القاهرة، أمس الأحد، قرارًا باستئناف مشاركة وفود سوريا باجتماعات مجلس الجامعة، وكل الأجهزة التابعة لها، اعتبارا من السابع من مايو/ أيار الجاري.
وجاء في بيان المجلس، أن قرار الجامعة جاء انطلاقا من حرص الدول الأعضاء على أمن واستقرار سوريا وعروبتها، وسيادتها، ووحدة أراضيها، وسلامتها الإقليمية، والمساهمة في إيجاد مخرج للأزمة السورية لرفع المعاناة عن الشعب السوري، ووضع حد للأزمة الممتدة وللتدخلات الخارجية في شؤونها، ومعالجة آثارها المتراكمة من إرهاب ونزوح ولجوء.
مناقشة