مدير المجلس المصري للعلاقات الخارجية: الصراع في السودان أخطر على مصر من سد النهضة

أكد عزت سعد، الرئيس التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، والسفير المصري السابق لدى موسكو، أن عدم الاستقرار في السودان أخطر على مصر من سد النهضة، الذي تقيمه إثيوبيا على نهر النيل.
Sputnik
جاء ذلك في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، قال فيه إن القاهرة تولي هذا الأمر الاهتمام الأكبر في تلك المرحلة، وتحاول بكل الطرق وقف نزيف الدماء السودانية وجمع أطراف الصراع على مائدة واحدة للتفاوض.

وقال عزت سعد: "الجهد الأساسي لمصر، في هذه المرحلة، هو كيفية العمل على استقرار الأوضاع وإيقاف الاقتتال الداخلي في السودان".

وتابع: "أولوية مصر الآن هى وقف إطلاق النار وحقن الدماء والتعامل مع الآثار الإنسانية الكارثية للصراع في السودان"، مضيفا: "هذا الأمر يضع أي قضية أخرى مثل سد النهضة في المرتبة الثانية من اهتمامات القاهرة".
جامعة الدول العربية تعلن تشكيل لجنة سعودية مصرية للتواصل مع طرفي النزاع في السودان
وأوضح الدبلوماسي المصري السابق أن إثيوبيا لا تلقي بالا لأحد ولا حتى للصراع الدائر في السودان المجاورة لها، أما بالنسبة لمصر كدولة جوار مهمة للسودان، فإنها ترى أن الصراع الدائر لا يقل أهمية إن لم يكن أكثر أهمية من أزمة سد النهضة.
واستطرد: "نحن أمام بلد كبير مثل السودان مهدد في سلامته الإقليمية، علاوة على المئات من القتلى والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم، ولذا فإن تهدئة الأوضاع في السودان هي التي تحظى اليوم بالأولوية لدى صانع القرار المصري".
وقال دبلوماسي سعودي، في وقت سابق اليوم الاثنين، إن "مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان والمنعقدة في السعودية لم تحرز تقدما كبيرا".
وأوضح في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية، إن "الوقف الدائم لإطلاق النار ليس مطروحا لأن كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة".
مصر: نتطلع لأن تسفر محادثات جدة عن وقف شامل ودائم لإطلاق النار في السودان
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، ليل الأحد/ الاثنين، عن بدء محادثات تمهيدية بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في جدة يوم السبت الماضي.
وأكدت الخارجية السعودية، أن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية حثتا الطرفين على الانخراط بجدية في المحادثات، وذلك حتى يمكن تحقيق وقف فعال لإطلاق النار، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى وضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال العدائية.
حميدتي ووزير الخارجية المصري يبحثان المبادرات الرامية لإيجاد حل شامل بالسودان
وبحسب بيان الخارجية السعودية، أعرب الطرفان تحمل مسؤولية رفع المعاناة عن الشعب السوداني، بما يتضمن الوصول لاتفاق على الإجراءات الأمنية، لتيسير وصول المساعدات الإنسانية العاجلة واستعادة الخدمات الضرورية لمن هم في حاجة لها.
وكشفت الخارجية السعودية، أن المحادثات استمرت يوم 7 مايو/ أيار، كما ستستمر خلال الأيام التالية، على أمل الوصول إلى وقفٍ فعال ومؤقت لإطلاق النار، لإمكانية إيصال المعونات الإنسانية للمتضررين.
وتدور منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع.
مناقشة