وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن مصر بذلت جهودا مضنية لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، "لكن تلك الجهود لم تؤت ثمارها"، داعيًا "المجتمع الدولي للتدخل من أجل وضع حد للعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".
وأكد شكري أن "إسرائيل تقوم بإجراءات أحادية هدفها القضاء على الدولة الفلسطينية وعلى حل الدولتين"، مضيفا: "لهذا السبب ندعو الدول الراعية لعملية والمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن".
وقال مراقبون إن الشروط التي طرحتها حركة الجهاد صعب قبول نتنياهو بها، لكنهم أكدوا إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار عبر الوساطات المصرية والقطرية.
شروط صعبة
قال شرحبيل الغريب، المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس منتدى العلاقات الدولية، إن هناك جهودا دبلوماسية تبذل منذ صباح اليوم تقودها المخابرات المصرية لمحاولة التوصل لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء للمناطق الفلسطينية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تقدمت حركة "الجهاد الإسلامي" بأربعة شروط، هي وقف العدوان الفوري على قطاع غزة، وتوفير ضمانات بألا تعود إسرائيل لاستئناف سياسة الاغتيالات، وإلغاء مسيرة الأعلام المزمع تنفيذها الأسبوع القادم في مدينة القدس، وتسليم جثمان خضر عدنان.
ويرى الغريب أن الشروط التي تقدمت بها حركة الجهاد من الصعب أن يوافق عليها نتنياهو نظرًا للظروف الداخلية لدى ائتلافه الحكومي، كما أن التوقيع على هذه البنود من شأنه أن يحرجه أمام شركائه في الحكومة، وهو ما يصعب من مهمة الوفد الأمني المصري الذي يسعى للتوصل لنتيجة خلال الساعات القليلة المقبلة، لا سيما مع استمرار القصف المتبادل وتوعد حركة الجهاد الإسلامي بالرد على اغتيال قياداتها.
وعن السيناريو المنتظر، اعتبر أن المخرج الوحيد ربما يكمن في موافقة نتنياهو على بعض الشروط، لكن شفهيًا دون التوقيع عليها، ومن ثم لن يلتزم بها؛ حيث أثبتت طبيعة التجربة مع حكومات الاحتلال المتعاقبة عدم احترام التعهدات، فسبق وأن وقعت اتفاقيات مع منظمة التحرير في أوسلو ولم تلتزم بها، وكذلك مع حركة حماس بعد تنفيذ صفقة الأسير جلعاد شاليط في عام 2011 وتنكرت لها، وأعادت اعتقال جزء من الأسرى في الضفة الغربية، وفي عام 2014 لم تلتزم بأي من شروطها، مؤكدًا أن الاحتلال لن يلتزم بأي وقف لحالة العدوان المستمرة على الشعب الفلسطيني.
ويعتقد المحلل الفلسطيني أن لا أحد يستطيع أن يلزم إسرائيل بضمانات لوقف حالة القتل المستمرة، وأن الضامن الوحيد هو توفير ميزان القوى الفلسطينية التي من شأنها أن تخضع إسرائيل للرضوخ لشروطها، وهو ما يتطلب إعادة قراءة للمشهد وعدم الانجرار في آتون مواجهة تشكل استنزافا طويلا للمقاومة الفلسطينية على قاعدة مسيرة الأعلام المزمع إقامتها الأسبوع القبل، وإمكانية أن تتفجر الأوضاع مرة أخرى، معتبرًا أن التصعيد القادم لن يكون بعيدًا.
هدنة قريبة
بدوره قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني من قطاع غزة، إن هناك محاولات مستمرة من قبل مصر وقطر والأمم المتحدة، على الرغم من عدم تعهد الاحتلال وهو ما عطل التوصل لأي اتفاق حتى الآن، حيث ترفض إسرائيل التعهد بوقف سياسة الاغتيالات.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، المقاومة الفلسطينية ما زالت ترد على القصف الإسرائيلي برشقات صاروخية في محيط غلاف غزة، وهذا يجعل مهمة الوسطاء تسير بوتيرة أسرع، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي أبدى رغبته كذلك في التوسط لوقف إطلاق النار.
وأكد أن إسرائيل تقول إن هناك إمكانية لوقف الاغتيالات السياسية لمن لا يشكل أصحابها خطرًا أمنيًا، وهي محاولة للالتفاف على جهود الوساطة وممارسة الخداع مرة أخرى.
وفيما يتعلق بإمكانية موافقة إسرائيل على الهدنة، يرى الصواف أن الوضع داخل الكيان متأزم بشكل كبير، والاحتلال سيستجيب في نهاية الأمر للوساطات، بيد أن لديه الاستعداد الكامل لخرق التعهدات في أي لحظة، مؤكدًا أن الجهود الدولية مستمرة، وإمكانية التوصل لتهدئة محتملة بشكل كبير، وقد تكون الليلة أو ربما غدًا.
اغتيالات انتقائية
أعلنت إسرائيل، اليوم الخميس، اغتيال أحمد أبو دقة، نائب قائد الوحدة الصاروخية في حركة "الجهاد الإسلامي"، في عملية نوعية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك.
وتواصل القوات الإسرائيلية قصفها على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، منذ فجر يوم الثلاثاء. وذكر الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إن الفصائل الفلسطينية أطلقت 469 صاروخا من قطاع غزة، اجتازت 333 منها الأراضي الإسرائيلية.
يأتي ذلك في ظل استمرار قصفه للقطاع ورد الفصائل برشقات صاروخية، وسط حديث عن جهود للهدنة لم تفض عن نتائج حتى الآن.
واليوم الخميس، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد قتلى الفلسطينيين نتيجة القصف الإسرائيلي وصل لـ 24 قتيلا وأكثر من 60 مصابا بينهم نساء وأطفال.