في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2021، أعلنت الشركة الروسية عن استئناف أعمال التنقيب الجيولوجي في ليبيا. وتسعى الدولة الليبية لرفع إنتاجها من النفط إلى مليوني برميل يوميا خلال 3 إلى 5 سنوات، حسب المؤسسة الوطنية للنفط.
وفق بيان المؤسسة الليبية الوطنية للنفط، فإن الاكتشاف النفطي الجديد جاء بعد حفر الشركة الروسية "تات نفط" واختبار البئر الاستكشافية "إف 1- 82/4"، على عمق إجمالي يبلغ 8.5 ألف قدم، بحوض غدامس.
وترتبط شركة "تات نفط" فرع ليبيا -المشغلة لمنطقة العقد 82/4، مع المؤسسة باتفاقية استكشاف ومقاسمة الإنتاج والموقعة في ديسمبر/كانون الأول 2005.
وفق الخبراء فإن الاكتشاف الجديد يعزز فرص العمل والاستكشافات الجديدة في المنطقة، ويدفع بالشركات التي لديها امتيازات بالمنطقة للعمل بوتيرة أكبر.
كما يعزز الاكتشاف أهداف الدولة الليبية في الوصول إلى مليوني برميل يوميا، بما ينعكس إيجابا على ميزانية الدولة ودخل الفرد في البلد النفطي، إذ يساهم البئر الجديد بنحو 1870 برميل نفط يوميا.
يقول عبد الجليل معيوف المستشار النفطي الليبي، إن "كل اكتشاف جديد له أهميته في تحديد المناطق ذات المؤهلات المشجعة، لكل نشاطات الاستكشاف المستقبلية".
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الاكتشاف الجديد يشجع كل الشركات التي لديها امتيازات في المنطقة للبحث والتنقيب.
ووفق المستشار النفطي فإن الاكتشاف الأخير يزيد من فرص زيادة الإنتاج، وبالتالي يعزز ميزانيات المؤسسة الوطنية للنفط، ويؤثر في زيادة الدخل بصفة عامة، لكنه يتطلب الكثير من الوقت.
وتمثل البئر الاكتشاف الثالث لنشاط الاستكشاف للشركة الروسية في منطقة العقد 82/04، كما تمتلك ليبيا أكبر احتياطيات النفط والغاز في أفريقيا، بنحو 48.4 مليار برميل.
فيما يقول الباحث الليبي محمد قشوط، إن وجود الثروة النفطية في ليبيا، جعلها محط أنظار الدول الكبرى، خاصة أن ما لم يكتشف هو أكبر بكثير مما تم اكتشافه حتى الآن.
يضيف قشوط في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "عدة مناطق وأحواض معروفة في البر والبحر، حسب التقديرات تحتوي على مليارات من البراميل والمكعبات النفطية والغازية، لكن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها ليبيا بعد سنة 2011 والأزمات التي عاشتها خلال فترة معمر القذافي حال دون الاهتمام بالقطاع المهم".
ويرى أن إعلان المؤسسة الوطنية للنفط الأخير بتعاون مع شركة "تات نفط" الروسية في حقل إيراون، يؤكد أن العديد من الآبار لم تكتشف بعد، والتي يمكن أن تعزز ميزانية الدولة ورفع سقف الإنتاج اليومي مستقبلا.
في عام 2007، وقعت الشركة الوطنية الليبية مع شركة "تات نفط" الروسية، على اتفاقية للتنقيب والإنتاج. وخططت الشركة الروسية للبدء في التطوير التجاري لحقولها في ليبيا في عام 2011، ولكنها اضطرت في مارس/ آذار من نفس العام، لوقف جميع أعمال الاستكشاف وعلقت العقود الموقعة مسبقا بسبب عملية الناتو العسكرية في ليبيا، وقامت بإجلاء كوادرها من هناك.