في هذا التقرير نتناول الإجراءات التي حددتها الهيئة العليا للانتخابات التركية لسير اليوم الأول في الانتخابات وكيفية حساب الأصوات وإعلان الفائزين، وفقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات التركية وهي اللجنة منذ بداية الانتخابات وحتى نهايتها من أجل إدارة ترتيب الانتخابات بأمانة، أو إجراء جميع المعاملات اللازمة، وفحص جميع الشكاوى والاعتراضات الانتخابية، بموجب المادة 79 من الدستور.
مواعيد وأماكن التصويت
بداية من الساعة السادسة من مساء اليوم السبت، بالتوقيت المحلي التركي، بدأت مرحلة الصمت الانتخابي التي يحظر فيها أي مظاهر للدعاية الانتخابية، ووفقا للمادة 49 من القانون رقم 298 الخاص بالأحكام الأساسية للانتخابات وسجلات الناخبين، والذي ينص على أن فترة الدعاية الانتخابية تبدأ قبل 10 أيام من موعد الانتخابات، وتنتهي في السادسة من مساء اليوم السابق للانتخابات.
من المتوقع أن يدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في جميع أنحاء البلاد لانتخاب أعضاء البرلمان، حيث يخوض 24 حزبا سياسيا و 151 مرشحا مستقلا السباق الانتخابي.
وبحسب الهيئة العليا للانتخابات التركية، يشارك في هذه الانتخابات 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، بينهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبا سيصوتون لأول مرة.
ويبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا، في جميع أنحاء البلاد، حتى الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي لتركيا، أما في حال وجود ناخبين ينتظرون داخل المقار المخصصة للتصويت سيسمح لهم بالتصويت حتى بعد إنتهاء المدة القانونية المحددة.
مقار خاصة لضحايا الزلزال
في 6 فبراير الماضي، ضرب زلزال قوي 11 مدينة تركية، بما في ذلك كهرمان ومرعش وهاتاي، ما تسبب في وفاة أكثر من 50,000 شخص وفقًا للأرقام الرسمية. وبالرغم من أن ثلاثة أشهر قد مرت على هذه الكارثة، إلا أن المناطق المتضررة لا تزال تعاني من مشاكل كالنقص في السكن والمياه وإمدادات الكهرباء.
ورغم هذا الوضع ينبغي على المتضررين الذهاب إلى مناطق الكارثة للمشاركة في عملية التصويت، واتخذت السلطات المحلية مجموعة من الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية التصويت للمتضررين، وتوفير الدعم اللازم لهم لإتمام هذه العملية.
واتخذت الهيئة العليا للانتخابات التركية، تدابير مختلفة في الولايات الـ11 المتضررة من الزلزال، لإجراء الانتخابات بشكل سليم في مراكز مسبقة الصنع مخصصة لذلك، أنشئت في حدائق المدارس المتضررة جراء الزلزال، وبهذا يتمكن الجميع من الإدلاء بأصواتهم.
وبحسب اللجنة العليا، سيسمح للناخبين الذين غادروا منطقة الزلزال الإدلاء بأصواتهم في المدن التي يقيمون فيها حاليا.
ممنوعات في التصويت
وضعت اللجنة العليا للانتخابات التركية بعض المحاذير أثناء عملية التصويت، حيث يحظر إدخال الهواتف المحمولة، والكاميرات إلى مكان التصويت، وسيطلب من حاملي هذه الأجهزة تركها عند لجنة صناديق الاقتراع واستعادتها بعد انتهاء عملية التصويت.
وكذلك يحظر تقديم الأخبار والتنبؤات والتعليقات على نتائج الانتخابات في الإذاعات وجميع أنواع أجهزة البث حتى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي، أي مع انتهاء الموعد الرسمي للتصويت، وسيتم رفع حظر البث المتعلق بالانتخابات بعد الساعة التاسعة مساء، وقد ترفع الهيئة العليا للانتخابات الحظر قبل ذلك.
ومن المحظورات أيضا حمل الأسلحة حتى للذين يملكون تصريحا بحملها، وكذلك يحظر حمل أي أداة يمكن أن تستخدم سلاحا.
ويحظر بيع المشروبات الكحولية واستهلاكها في الأماكن العامة، ابتداء من الساعة 06:00 من يوم الانتخابات حتى الساعة 00:00.
ووفقا للجنة العليا للانتخابات، هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود الهيئة العليا للانتخابات للحفاظ على النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية، وضمان تمتع جميع المرشحين بنفس الفرصة، وتمكين الناخبين من اتخاذ قراراتهم بحرية واختيار المرشح الأفضل لهم.
كيف يتم حسم التصويت
أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، أحمد ينار، يوم الجمعة الماضي، أن النتائج الأولية للانتخابات العامة والرئاسية سيتم الإعلان عنها في مساء يوم الاقتراع نفسه.
وستلغى الأصوات التي لم يتم وضع إشارة "نعم" أو "تفضيل" عليها، أو تم وضع اختيار أكثر من تحالف، أو حزب أو مرشح ليس في نفس التحالف.
لكي يتمكن أي حزب من دخول البرلمان الذي يضم 600 مقعد، يتعين عليه الحصول على 7% من أصوات الناخبين، أو أن يكون جزءا من تحالف يحصل على هذه النسبة.
ولذلك سعت الكثير من الأحزاب إلى المشاركة في تحالفات، وسبق وأن صرح تحالف أحزاب المعارضة الستة عن رغبته في تغيير هذا الوضع في إطار الإصلاحات التي يقترحها.
أبرز التحالفات
كما أسلفنا تعد التحالفات أمرا ذا أهمية كبيرة للحصول على مقاعد في البرلمان، ومن أبرز التحالفات في الانتخابات هذه المرة؛ تحالف الشعب (الجمهور)، وهو تحالف تشكل بين حزب العدالة والتنمية (الحاكم) وحزب الحركة القومية عام 2018، عقب انقلاب 2016 الفاشل، وتشكل وقتها لخوض انتخابات 24 يونيو/ حزيران 2018، ونجح فيها بأغلبية مقاعد البرلمان ومقعد الرئاسة، ويحكم من وقتها، ويضم التحالف حاليا أيضا حزب الرفاه الجديد، بينما أعلن حزب "الاتحاد الكبير" دعمه للتحالف دون الانضمام إليه رسميا.
وفي مواجهة هذا التحالف يأتي تحالف الأمة المعارض الذي تم تشكيله خلال الانتخابات الأخيرة بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير وحزب السعادة والحزب الديمقراطي، وانضم إليه بعد ذلك حزبا المستقبل بزعامة أحمد داود أوغلو، والديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان. ويسعى التحالف إلى الفوز في الانتخابات ووضع حد لحكم حزب العدالة والتنمية الذي استمر منذ عام 2002.
وهناك أيضا تحالف الأجداد، ويضم أحزابًا يمينية ويشمل "حزب الظفر، حزب القويم، حزب العدالة، وحزب دولتي"، وتم الإعلان عن سنان أوجان كمرشح رئاسي للتحالف. ويعارض التحالف وجود المهاجرين غير النظاميين والأجانب، في تركيا، وأعلن أن أجندته تتمحور حول ترحيل الأجانب.