ورد غروشكو في بيان عبر موقع الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، على ادعاءات ماكرون حول "تبعية" روسيا لجمهورية الصين الشعبية: "لقد اعتدنا منذ فترة طويلة على التصريحات المتكررة لقيادة فرنسا، وكذلك دول أخرى من تكتل التجمع الغربي حول الانتصار الوشيك والحتمي لنظام كييف وحول الاقتصاد الروسي الذي انهار عمليا في ظل عبء العقوبات، وحول العزلة الدولية المزعومة لروسيا".
لقد بات واضحاً للجميع في العالم، بمن فيهم "الشركاء الغربيون" أنفسهم، أن كل هذا ليس أكثر من أضغاث أحلام.
وأضاف غروشكو: "أصبح من الواضح أنه، تحت ضغط الواقع، انتقلت النخب السياسية في الدول الأوروبية من تلقين الدعاية لمواطنيها إلى إقناع أنفسهم بصحة مسار المواجهة لتدميرهم أسس الأمن الإقليمي والدولي".
وأردف غروشكو: "إن استمرار الضخ المتهور للأسلحة من قبل نظام كييف الفاشي هو الطريقة الوحيدة لإعفاء أنفسهم من المسؤولية عن الأزمة التي أغرقوا فيها العديد من البلدان والمناطق بسياستهم الطائشة المتمثلة في تجييش الجيران ضد بعضهم البعض، بعد كل شيء، فإن رفض قصر النظر الجيوسياسي هذا سيكون بمثابة الاعتراف بأخطائهم، ولا يمكن للغرب أن يفعل ذلك".
وأوضح غروشكو: "كما لا يمكنهم التخلي عن محاولاتهم التفريق بين الأصدقاء القدامى بأي وسيلة، وتأليب بعض البلدان ضد البعض الآخر، و "تكبيل أذرع" دول جنوب وشرق العالم حتى ينسوا مصالحهم الوطنية لصالح الطموحات الجيوسياسية لسادة العالم السابقين".
في هذا السياق، نتفهم كلام الرئيس الفرنسي حول علاقات روسيا مع الصين، من الواضح أن التعزيز التدريجي للعلاقات الودية التي أثبتت جدواها والاكتفاء الذاتي وغير الانتهازي للشراكة الاستراتيجية بين بلدينا باتت تؤرق باريس.
وتابع غروشكو: "يخاف الغرب عمومًا من تشكيل نظام متعدد الأقطاب حقيقي للعلاقات الدولية يحدث أمام أعيننا مع عدد من المراكز المستقلة، بما في ذلك روسيا والصين".
هذا النظام العالمي الجديد الناشئ يعني نهاية قرون من هيمنة بلدان المليار الذهبي.
وختم غروشكو: "ومن هنا كانت المحاولات بكل الوسائل لإيقاف أو أقله كبح هذه العملية (النظام المتعدد)، ومع ذلك، في الصورة الناشئة للعالم سيتعين على ماكرون، مثل غيره من قادة الغرب، أن يتصالح مع واقع العلاقات القوية والمتساوية والاحترام المتبادل بين موسكو وبكين".