وفيما تم إجراء دراسة حول مضادات الكولين من قبل جامعة واشنطن ومجموعة الصحة، وهي نظام للرعاية الصحية في سياتل، أجرى فريق من الباحثين من فرنسا وكندا دراسة أخرى على البنزوديازيبين، وفق صحيفة "تايمز أوف إنديا".
ومضادات الكولين هي فئة من الأدوية التي تمنع عمل الناقل العصبي (الأسيتيل كولين)، والذي ينقل الإشارات بين الخلايا، وتستخدم هذه الأدوية لعلاج بعض الحالات المرضية، مثل: فرط نشاط المثانة، وسلس البول، واضطراب الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض المعدة، وغيرها.
أما دواء البنزوديازيبين فهو عقار طبي ينتمي إلى عائلة المهدئات و المنومات، يستخدم جرعات قليلة منه لحالات الاكتئاب كمزيل للتوتر، أما الجرعات الكبيرة منه تستخدم كمنومات.
مضادات الكولين
تتبعت الدراسة التي أجرتها جامعة واشنطن ومجموعة الصحة 3500 رجل وامرأة تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر لمدة سبع سنوات. قاموا بتسجيل الأدوية التي تناولها المشاركون قبل 10 سنوات من بدء الدراسة. ووجدوا أن 800 شخص أصيبوا بالخرف.
ووجد الباحثون أن "تناول مضادات الكولين لما يعادل ثلاث سنوات أو أكثر ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 54%، مقارنة بأخذ نفس الجرعة لمدة ثلاثة أشهر أو أقل".
البنزوديازيبين
بالنسبة لدراسة البنزوديازيبين، تم تحديد 2000 رجل وامرأة فوق سن 66 عامًا مصابين بمرض ألزهايمر، بالإضافة إلى 7000 رجل وامرأة لا يعانون من هذه الحالة.
بمجرد تعيين المجموعات، نظر الباحثون في وصفات الأدوية خلال السنوات الخمس إلى الست التي سبقت تشخيص مرض ألزهايمر، أحد أشكال الخرف.
كان الأشخاص الذين تناولوا البنزوديازيبين لمدة ثلاثة أشهر متتالية أو أقل يعانون من نفس خطر الإصابة بالخرف مثل أولئك الذين لم يتناولوه مطلقًا.
لكن أولئك الذين تناولوا البنزوديازيبين لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر كانوا أكثر عرضة بنسبة 32% للإصابة بمرض ألزهايمر، وأولئك الذين تناولوه لأكثر من ستة أشهر كانوا معرضين لخطر أكبر بنسبة 84% من أولئك الذين لم يتناولوا هذا الدواء.
كيف تؤثر هذه الأدوية على صحة الدماغ؟
تؤثر مضادات الكولين الشائعة مثل ديسيكلومين، وسكوبولامين على هرمون الأسيتيل كولين الفاعل في عملية التعلم والذاكرة.
بصرف النظر عن نشاط الدماغ، ينظم الأسيتيل كولين أيضا تقلص الأوعية الدموية والقلب والجهاز الهضمي.
يصنع البنزوديازيبين، بأشكاله المتعددة مثل الديازيبام، الكلورديازيبوكسيد وغيرها، حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) الذي يبطئ الخلايا العصبية في الدماغ.
أكثر من 55 مليون شخص حول العالم مصابون بالخرف
تقول منظمة الصحة العالمية: "يوجد حاليًا أكثر من 55 مليون شخص مصاب بالخرف في جميع أنحاء العالم، يعيش أكثر من 60% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. هناك ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة كل عام".
الأعراض الشائعة للخرف
العلامات الشائعة للخرف هي نسيان الأشياء، والارتباك، والضياع حتى عند الذهاب إلى أماكن مألوفة، وفقدان مسار الوقت، ومشاكل في المحادثة، وسوء تقدير المسافات بين الأشياء بصريا، وهي بعض العلامات الكلاسيكية للخرف.
يُظهر الناس أيضًا تغيرات سلوكية مثل الشعور بالقلق والحزن مرارا، والانسحاب من العمل أو الأنشطة الاجتماعية وعدم الالتفات إلى مشاعر الآخرين.
ما هي عوامل الخطر؟
فيما يلي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف:-
من المرجح أن يُصاب الأشخاص الأكبر سنا (أكثر من 65 عامًا) بالخرف.
أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر في الدم هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، غير النشطين جسديًا والمعزولين اجتماعيًا، يصابون أيضًا بالخرف في وقت لاحق من حياتهم.
كما يسهم التدخين والإفراط في شرب الكحوليات في ظهور الخرف.
تحث منظمة الصحة العالمية الناس على البقاء نشيطين بدنيًا، وتناول الطعام الصحي، والتوقف عن التدخين وشرب الكحول، ومواكبة الهوايات.