مندوب فلسطين الدائم في الجامعة العربية لـ"سبوتنيك": قرارات قمة جدة إنجاز كبير للقضية

قال السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم بجامعة الدول العربية، إن الدورة الحالية من القمة العربية في جدة تمثل أهمية خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث من المقرر أن تعتمد عدة قرارات مهمة وفعالة لنصرة فلسطين.
Sputnik
وأضاف في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، على هامش الاجتماعات التحضرية للقمة العربية، أن من المقرر أن تعتمد القمة تعريفا قانونيًا للنكبة وإدانة لإنكارها، وكذلك اعتماد تشكيل اللجنة الوزارية الداعمة لفلسطين في ظل تعطيل أمريكا للجنة الرباعية.
وأوضح أن مشاركة سوريا في هذه القمة وعودتها للجامعة العربية تمثل مكسبا عربيا يضفي توازنا في موقف جامعة الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية.
وإلى نص الحوار..
بداية.. كيف ترى مخرجات الاجتماعات التحضرية للقمة العربية الحالية وتأثيرها على القضية الفلسطينية؟
القمة العربية في دورتها الحالية والتي تعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، من المتوقع أن يكون لها أهمية خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث ستعتمد تعريفا قانونيا لنكبة فلسطين، يشمل القانون على مجموعة من العناصر، من بينها بداية النكبة منذ "وعد بلفور" عام 1917، ومن ثم تسهيل الاستعمار البريطاني للهجرة اليهودية لفلسطين، ثم تواطؤ بريطانيا مع العصابات الصهيونية لارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني، 51 مجزرة أدت إلى تهجير الشعب، ثم تمتد هذه النكبة من خلال اضطهاد الشعب الفلسطيني الآن وممارسة الفصل العنصري باتجاهه.
لدينا عنصر آخر، وهو إدانة إنكار النكبة للمضي قدما في اتجاه تجريم هذا الفعل، وكذلك ستعتمد القمة يوم 15 مايو/ أيار من كل عام يوما عربيا ودوليا لاستحضار هذه الذكرى المؤلمة.
وزير الخارجية العراقي: انعقاد القمة العربية يأتي وسط صعوبات ضخمة تواجه العرب
وما القرارات التي صدرت حتى الآن ويمكن القول إنها تمثل إنجازا لفلسطين؟
هناك قرارات مهمان جدا بالقمة الحالية، الأول اعتماد تشكيل لجنة وزارية برئاسة الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية في الجامعة العربية وهي الجزائر، واعتبارا من يوم الجمعة المملكة العربية السعودية، وهذه اللجنة لها 4 مهام رئيسية؛ الأولى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتوسيع الاعتراف بدولة فلسطين بما يعني ممارسة هذه الدول لاتصالات ثنائية لمطالبة الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة بالاعتراف بفلسطين، والمهمة الثالثة الحصول على العضوية الكاملة والمستحقة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، فيما تتعلق المهمة الرابعة عقد مؤتمر دولي للسلام حسب رؤية الرئيس محمود عباس للحل.
هذه مهام اللجنة التي عقدت اجتماعها اليوم لأول مرة على هامش الاجتماع الوزاري، وأطلقت بيانا يؤكد على مهامها، وفي المستقبل القريب ستحدد خطة عمل لتحركها، وهذا إنجاز يضاف إلى هذه القمة بالنسبة لفلسطين.
فيما يتعلق بالمؤتمر الدولي.. ما رؤيتكم له وأهميته؟
هذا المؤتمر يأتي في ظل غياب اللجنة الرباعية بسبب عدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في عقدها، ويجب أن يتولى المؤتمر رعاية عملية السلام، وأن ينتج عنه آلية دولية متعددة الأطراف، عملية سلام ذات معنى محددة بسقف زمني ومستندة إلى القانون الدولي ومرجعيات عملية السلام.
الرئيس السوري يعتزم حضور القمة العربية في جدة المقرر عقدها الجمعة المقبلة
وماذا عن القرار الثاني؟
النقطة الأخرى التي نعتبرها في فلسطين إنجازا للقمة، تتمثل في تأسيس لجنة قانونية استشارية تحت مظلة جامعة الدول العربية لمساعدة دولة فلسطين في مساعيها في إطار آليات العدالة الدولية، المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل، ضد المظالم التاريخية للشعب الفلسطيني، والجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي.
لدينا آلية أخرى من المساءلة وهي وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي على قائمة العار الأممية لقاتلي الأطفال، والضغط على الاحتلال لتيسير عمل لجنة التحقيق المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان والمقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وما أهمية هذه اللجنة القانونية في الوقت الراهن؟
الدول العربية الآن لا تعطي فقط موقفا سياسيا تقليديا داعما للقضية الفلسطينية، ولكنها تشترك فعلا في المعركة القانونية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ليس من خلال آلية ثنائية بل من خلال آلية عربية متعددة الأطراف، وهي من النقاط المهمة المستجدة في هذه القمة، إضافة للمواقف التقليدية العربية الأخرى.
وزير الخارجية اللبناني لـ"سبوتنيك": لا عودة إجبارية للنازحين وعودة سوريا للجامعة خطوة مهمة لكل العرب
عودة سوريا للجامعة العربية.. لماذا قد تشكل فارقا للقضية الفلسطينية؟
فلسطين طرحت عودة سوريا لجامعة الدول العربية قبل ما يقرب من 4 سنوات، من خلال حديث مباشر بين الرئيس محمود عباس أبو مازن وأمين عام جامعة الدول العربية، ولكن كان في ذلك الوقت الأمور ليست ناضجة عربيا لعودة سوريا، ودولة فلسطين من أوائل الدول التي رحبت بعودة سوريا للجامعة، بالنسبة لنا ننظر لعودة سوريا على أنه مكسب على المستوى العربي والسوري.
اليوم الجامعة العربية بحسب قرار استئناف مشاركة الوفود السورية في جامعة الدول العربية يجب أن تساهم في حل الأزمة السورية عن طريق خطوة بخطوة آخذة بعين الاعتبار طموحات الشعب السوري، واستقرار الدولة السورية وحفظ سلامة أراضيها ووحدتها الإقليمية، وعن طريق أيضا تلبية احتياجات دول الجوار السوري، لكننا في فلسطين ننظر إلى عودة سوريا على أنها تضفي توازنا في موقف جامعة الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية.
المقداد يؤكد ترحيب العرب بالدور السوري وانعدام الخلافات حول القضايا المتعلقة بسوريا
وكيف ترى موقف سوريا بالنسبة للقضية الفلسطينية؟
هناك موقف تاريخي واضح ومعروف للدولة السورية باعتبارها داعما قويا لفلسطين، ومناصرة للقضية الفلسطينية، لذلك نرى أن وجودها ومشاركتها الأخيرة يمثل تعزيزا أكبر لفعالية الجامعة العربية باتجاه استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
كيف تنظر للعلاقات الفلسطينية الروسية؟
بشكل عام، روسيا من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية في الإطار التاريخي، ولها مواقف داعمة مقدرة من قبل القيادة على رأسها الرئيس محمود عباس ومن قبل الشعب الفلسطيني، أما من خلال جامعة الدول العربية فلدينا منتدى تعاون عربي روسي، هذا المنتدى من أهم المنتديات العربية وأكثرها فعالية ودعما للقضية الفلسطينية.
الأصدقاء في روسيا دائما يقولون لنا إنهم يدعمون القضية الفلسطينية وأي لغة تريد دولة فلسطين تمريرها من خلال منتدى التعاون العربي الروسي سوف يدعمونها في خضم الدعم الدائم الذي تقدمه الدولة الروسية لفلسطين.
أجرى المقابلة: وائل مجدي
مناقشة