ونقل موقع "ساينس نيوز" عن الباحثين أن هذه مشكلة تمثل خطورة مضاعفة على الأشخاص الذين يعتمدون على تلك البحيرات لمياه الشرب والري، حيث يهدد جفاف البحيرات سلامة النظم البيئية والطيور المهاجرة، كما يمكن أن يؤدي إلى عواصف ترابية مدمرة.
من جانبه، يقول عالم المياه الجوفية، فانغ فانغ ياو، من جامعة فيرجينيا في شارلوتسفيل، إن نحو "ربع سكان الأرض يعيشون في أماكن تشهد فقدان مياه البحيرات".
ووجد الباحثون أن نحو 53% من بحيرات العالم تقلصت بوضوح، بينما زاد 22% فقط من هذه المسطحات المائية، واختفى ما يقرب من 600 كيلومتر مكعب من المياه على مدار 28 عاما، وهذا يمثل نحو 17 ضعف السعة القصوى لبحيرة ميد، أكبر مخزون للمياه في الولايات المتحدة.
استخدم الباحثون المحاكاة الهيدرولوجية والمناخية لاستنباط العمليات التي تؤثر على تذبذب منسوب المسطحات المائية، ووجدوا أن تغير المناخ والاستهلاك البشري كانا السببين الرئيسيين لانخفاض البحيرات الطبيعية، بينما في المخزونات الأرضية، كان تراكم الرواسب هو السبب الأساسي لفقدان المياه الجوفية.
وفي وقت سابق، ذكر التقرير السنوي الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والذي نُشر في أبريل/ نيسان الماضي، أن تغير المناخ واصل زحفه في عام 2022، حيث أثرت حالات الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة على المجتمعات في جميع القارات، وكلفتها عدة مليارات من الدولارات.
وانخفض الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، وكان ذوبان بعض الأنهار الجليدية الأوروبية غير مسبوق. وبالنسبة لدرجة الحرارة العالمية، كانت السنوات من 2015 إلى 2022 هي أشد ثماني سنوات حرارة على الإطلاق.
وسوف يستمر ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع منسوب البحر، اللذين بلغا مستويات قياسية في عام 2022، لآلاف السنين، حسبما أفاد التقرير.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، إنه "مع استمرار تزايد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستمرار تغير المناخ، لا يزال السكان في جميع أنحاء العالم يتأثرون بشدة بالأحداث الجوية والمناخية المتطرفة".
وأشار التقرير إلى أنه على مدار العام، أدت الأحوال المناخية الخطيرة والأحداث المتصلة بالطقس إلى نزوح جديد للسكان، وازدادت الأحوال سوءا بالنسبة للكثيرين من الـ95 مليون شخص الذين يعيشون بالفعل في حالة نزوح منذ بداية العام.