وأكد في حوار مع "سبوتنيك"، استمرار التواصل والتشاور مع وكالة الفضاء الروسية، والعمل على بحث البرامج التي تتوافق مع مصلحة المملكة وروسيا، في إطار الاستخدام السلمي للفضاء، للعمل المشترك فيها.
ولفت التويجري إلى أن المملكة تولي اهتماما خاصة باقتصاد الفضاء، وانعكاساته على الصعيد الوطني والعالمي وتحسين جودة الحياة على الأرض.
إلى نص الحوار...
بداية دكتور بشأن انطلاق أول الرحلات إلى الفضاء يوم 21 مايو/ أيار 2023... حيث يضم أول طاقم رائدة ورائد فضاء سعوديين... ما هي تفاصيل إعداد الطاقم قبل مغادرته للفضاء وانعكاسات هذه الخطوة على المملكة؟
كأي طاقم لمهمة فضائية، جرى استكمال جميع محطات التدريب ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، وشملت التدريب على اختراق الغلاف الجوي، وتأثير الجاذبية، ومحاكاة الفضاء لمدة 12 يوما، بالإضافة للتعامل مع تأثيرات الجاذبية على أجسادهم.
كما تدربوا على المعدات والإجراءات اللازمة لإتمام المهمة في محطة الفضاء الدولية، في المركز الوطني للتدريب والبحوث الفضائية (NASTAR)، أحد المرافق الخاصة بمحاكاة الطيران الحديثة، وكذلك في مركز جونسون التابع لوكالة ناسا الفضائية، ضمن برنامج (HERA) لمحاكاة بيئة محطة الفضاء الدولية.
بشأن استراتيجية الهيئة السعودية للفضاء، والتي وضعت مجموعة من الأهداف الأولية لخدمة مصالح الأمن الوطني والحماية من المخاطر المتعلقة بالفضاء... ما المسارات التي عملت عليها المملكة في هذا الإطار وحجم ما تحقق في كل مسار حتى الآن؟
هي استراتيجية شاملة وواضحة، ولها أهدافها السامية التي تقود المملكة نحو الفضاء بصفة جيدة، منها جزئية رواد الفضاء، وأخرى تتعلق بالاستكشافات واستخدام الفضاء.
يمكننا القول إن الاستراتيجية تنظر للأمام ضمن رؤية 2030، التي وضعتها المملكة ويتم العمل عليها بشكل متواصل.
في العام 2022 أعلن محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي محمد بن سعود التميمي، خلال مؤتمر "حوار أبو ظبي للفضاء"، أن المملكة العربية السعودية تجري محادثات لإطلاق مشروعات مهمة بالفضاء... ما أهم المشروعات التي تعمل عليها المملكة في الوقت الراهن؟
أحد المشاريع الآن هو مشروع رواد الفضاء، الذي ينعكس بصورة إيجابية على السعودية، والشباب في المنطقة العربية والإسلامية، حيث سنرى أول رائدة فضاء من المملكة تنطلق يوم غد الأحد، نحو الفضاء، وهو ما يشجع الشباب في المنطقة.
هناك مشاريع أخرى يتم العمل عليها، وربما أفضل عدم الحديث عنها حتى تعلن بصورة رسمية.
في 2019 وقعت اتفاقية تفاهم بين (الهيئة السعودية للفضاء) و(مؤسسة الفضاء الحكومية الروسية)، وإعلان نوايا مشتركة في مجالات "الرحلات الفضائية المأهولة"... ما أوجه التعاون بين البلدين في مجال الفضاء حاليا... وكيف ترى مستقبل التنسيق والتعاون بين البلدين أيضا في المجال؟
خلال العام 2019، وقعت مذكرة النوايا بين المملكة وروسيا، بشأن الاستخدام السلمي للفضاء، لكن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على إبطاء جميع الأعمال.
من جهة أخرى فإن العمل مع وكالة الفضاء الروسية مستمر حتى الآن، وهناك مباحثات مستمرة بيننا وبينهم، وبالتأكيد نعمل على البرامج التي تتوافق مع مصلحة المملكة ومصلحة الجانب الروسي، بحيث تكون هناك مهمات مستقبلية للتعاون والعمل فيها بشكل مشترك. كما أؤكد أننا على تواصل مستمر ومباشر، وننظر لما يمكن أن يقدمونه هم أيضا.
بشأن "برنامج ابتعاث الفضاء" الذي يأتي ضمن أهداف رؤية 2030... ما الذي اتخذ حتى الآن في هذا البرنامج وما هي أهدافه الكاملة ومراحل التنفيذ؟
يأتي البرنامج ضمن أهداف هيئة الفضاء، بحيث يعمل على ابتعاث الطلبة والتكفل بجميع تكاليف الدراسة في الدول المختلفة، سواء كان في روسيا أو الصين، وكذلك أوروبا والولايات المتحدة، ليحصلوا على الشهادات العليا في التخصصات التي تهم قطاع الفضاء، بما ينعكس على زيادة رأس المال البشري، والمختصين بالمجال في المملكة، وحتى الآن جرى ابتعاث الكثير من المبتعثين في العديد من التخصصات بما يفي بمتطلبات قطاع الفضاء.
سينطلق رائدا الفضاء ريانة برناوي، وعلي القرني، لمحطة الفضاء الدولية (ISS)، لإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى... ما أبرز التفاصيل حول هذه التجارب؟
هناك أكثر من هذا العدد في الحقيقة، حيث تتضمن 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، وهناك 3 تجارب تعليمية توعوية تهدف إلى إسهام الطلاب المهتمين بعلوم الفضاء، وهي تجارب ذات قيمة علمية كبيرة وتوعوية أعظم للجيل القادم. بالإضافة إلى التجارب التي جرى إرسالها من قبل أبناء المملكة في المدارس والتخصصات بحيث يتم تجربتها على محطات الفضاء الدولية.
ما حجم الاستثمارات التي تخصصها المملكة للفضاء... وما إن كانت هناك رؤية لزيادتها أو تطويرها؟
ترى المملكة أن قطاع واقتصاد الفضاء واعد، وهو جزء ضمن رؤية 2030، وتولي المملكة اهتماما كبيرا بالاستثمار في قطاع الفضاء كقطاع واعد، سواء كان لتنمية رأس المال البشري، أو تنمية الجيل القادم الذي يستطيع التعامل مع هذا القطاع.
ما أبرز الشراكات التي عقدتها الهيئة السعودية للفضاء وما إن كانت هناك اتفاقات مرتقبة أو مشروعات يعد لها في الوقت الراهن؟
وقعت المملكة اتفاقية "أرتميس"، مع وكالة "ناسا"، والتي تتعلق بالاستكشاف المدني للفضاء والاستخدام السلمي للقمر والمريخ والمذنبات والكويكبات، وهو ما يعكس نظرة المملكة للفضاء.
أجرى الحوار/ محمد حميدة.