نظرت دراسة نُشرت في 16 مايو/ أيار الجاري، في مجلة PLOS Biology، في منتج طبيعي مصنوع في التربة يسمى نورسيوثريسين (nourseothricin) تم اكتشافه في عام 1942.
شجع ظهور العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية على البحث عن مضادات حيوية جديدة.
تعد مقاومة المضادات الحيوية مشكلة طبية خطيرة للغاية ومتنامية، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قتلت مقاومة مضادات الميكروبات ما لا يقل عن 1.27 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وارتبطت بنحو 5 ملايين حالة وفاة في عام 2019.
في الولايات المتحدة وحدها، تحدث أكثر من 2.8 مليون عدوى مقاومة لمضادات الميكروبات كل عام، ويموت أكثر من 35000 شخص نتيجة لذلك.
يحتوي نورسوثريسين على أشكال متعددة من جزيء معقد يسمى الستربتوثريسين. كانت هناك آمال كبيرة في أن يكون الستربتوثريسين عاملا قويا ضد البكتيريا المسماة البكتيريا السالبة الجرام. هذه البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، لها طبقة واقية خارجية سميكة ويصعب قتلها بالمضادات الحيوية بشكل خاص.
لسوء الحظ، كان نورسوثريسين ساما للكلى وفقا لنتائج تجربة بشرية محدودة غير منشورة في وقت ما، في الأربعينيات من القرن الماضي وتم إيقاف تطويره.
قرر الفريق في الدراسة الجديدة العودة وإلقاء نظرة ثانية على المضاد الحيوي القديم.
قال جيمس كيربي، المؤلف المشارك في الدراسة وأخصائي علم الأمراض في كلية الطب في جامعة هارفارد، في بيان: "بدأنا البحث عن الأدوية التي يمكننا استخدامها، واتضح أن هذه الحشرات الفائقة المقاومة كانت شديدة التأثر بالستربتوثريسين، لذلك تمكنا من استخدامها كعامل اختيار لإجراء هذه التجارب".
وتابع: "ما كان العلماء يعزلونه في عام 1942 لم يكن نقيا كما نعمل معه اليوم".
في الدراسات السابقة على المضاد الحيوي، عانى نورسوثريسين من تنقية غير مكتملة للستربتوثريسين والذي من المحتمل أن يكون سبب السمية. أظهرت دراسة نُشرت في عام 2022، أن الأشكال المتعددة من الستربتوثريسين لها بالفعل سميات مختلفة".
أحد هذه الأشكال يسمى الستربتوثريسين- F كان، وفق الدراسة الجديدة، أقل سمية بشكل ملحوظ بينما كان يعمل أيضا ضد مسببات الأمراض الحالية التي تقاوم العديد من الأدوية.
في هذه الدراسة، نظر الفريق عن كثب في الستربتوثريسين- F، وأيضًا كانت سلالة الستربتوثريسين-D انتقائية للغاية للبكتيريا السالبة الجرام، وكانت أقوى من الستربتوثريسين- F ضد البكتيريا المعوية المقاومة للأدوية والأنواع البكتيرية الأخرى، ومع ذلك، فقد تتسبب في تسمم كلوي بجرعة أقل.
استخدم الفريق المجهر الإلكتروني بالتبريد لإظهار أن الستربتوثريسين- F مرتبط على نطاق واسع بوحدة فرعية من الريبوسوم البكتيري. يتسبب هذا الارتباط في حدوث أخطاء في قراءة البكتيريا له، ما يساعد المضادات الحيوية على منع انتشار العدوى البكتيرية.
يعمل الستربتوثريسين- F عن طريق تثبيط قدرة الكائن الحي على إنتاج البروتينات بطريقة مخادعة للغاية.
يقول كيربي: "عندما تصنع خلية بروتينات، تحوي مخططا أو رسالة تخبر الخلية بالأحماض الأمينية التي يجب أن ترتبط ببعضها البعض لبناء البروتين. تساعد دراساتنا في شرح كيف يربك هذا المضاد الحيوي تلك الآلية بحيث تُقرأ الرسالة بشكل غير صحيح".
لا يزال الفريق يحاول معرفة الآلية الكامنة وراء كيفية عمل نورسوثريسين، لكنه وجد أنه يعمل بشكل مختلف عن المضادات الحيوية الأخرى.