واعتبرته الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، "امتدادا لحملات التصعيد التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية كسياسة رسمية لخلق الفوضى والتوترات والعنف في ساحة الصراع"، مطالبة بموقف دولي فاعل ضاغط على الاحتلال لوقف الاقتحامات عامة، وللمسؤولين الإسرائيليين بشكل خاص.
كما أدانت الخارجية "عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي داخل أنفاق ساحة البراق في مدينة القدس المحتلة، كجزء لا يتجزأ من سياستها الرامية إلى تكريس ضم القدس وتهويدها وفصلها تمامًا عن محيطها الفلسطيني، لإغلاق الباب نهائيًا أمام أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية".
وأعلنت رفضها "أية قرارات تعتمدها الحكومة الإسرائيلية في هذا الاجتماع الاستفزازي بشأن رصد المزيد من الميزانيات بشأن الاستيطان في القدس، أو قرارات لبناء وحدات استيطانية جديدة، بهدف تعزيز سيطرتها وفرض سيادتها على المدينة المقدسة".
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن "جميع إجراءات الاحتلال وسياساته تجاه القدس باطلة وغير شرعية ولا تنشئ أي حق لإسرائيل في ضم القدس أو السيادة عليها"، مطالبة أيضا بموقف دولي واضح يدين هذا الاجتماع.
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق اليوم، رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، من داخل أنفاق حائط البراق (يسميه الإسرائيليون الحائط الغربي)، الملاصق للمسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية.
وللمرة الثانية منذ عام 2017، عقدت الحكومة الإسرائيلية اليوم اجتماعها الأسبوعي من داخل الأنفاق الممتدة من حائط البراق وصولا إلى المسجد الأقصى، وذلك احتفالا بالذكرى الـ 56 لاحتلال القدس الشرقية عام 1967.
وقال نتنياهو في كلمة متلفزة، بدا فيها صدى صوته واضحا من النفق: "قال أبو مازن (الرئيس الفلسطيني) قبل بضعة أيام في الأمم المتحدة، أنه ليس هناك علاقة تربط الشعب اليهودي بجبل الهيكل (التسمية الإسرائيلية للحرم القدسي/ المسجد الأقصى)، وإن القدس الشرقية هي جزء من أراضي السلطة الفلسطينية".
وأضاف: "نقول لأبو مازن مرة أخرى، إن قلب دولة إسرائيل التاريخية - مدينة داود - كان هنا قبل 3 آلاف عام. العلاقة العميقة بين الشعب اليهودي والقدس، هي علاقة لا مثيل لها بين الأمم".
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، اقتحم وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى، رفقة عشرات المستوطنين، ما أثار ردود فعل فلسطينية وعربية منددة.
والخميس الماضي، اقتحمت مسيرة الأعلام الإسرائيلية منطقة باب العامود، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة في مدينة القدس، بمشاركة آلاف المستوطنين وبحماية من الشرطة الإسرائيلية.
وردد المستوطنون هتافات عنصرية تنادي بالموت للعرب، واعتدوا على عدد من الصحفيين الذين تواجدوا في المكان، فيما نشرت القوات الاسرائيلية قناصتها، وانتشرت في المكان بشكل كثيف وحولته لثكنة عسكرية، بذريعة تأمين المسيرة.
وشارك في المسيرة الإسرائيلية وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، ووزير المال بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في "الكنيست" يولي إدلشتاين، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، بالإضافة إلى نواب في الكنيست.