باسيل لـ"سبوتنيك": لا حل لأزمة الانتخابات الرئاسية بلبنان إلا بالتوافق على رئيس لا يشكل تحديا لأحد

قال رئيس "التيار الوطني الحر" اللبناني، النائب جبران باسيل، إنه "لا حل لأزمة الانتخابات الرئاسية إلا بالتوافق على رئيس لا يشكل تحديًا لأحد، وغير ذلك إضاعة وقت وخسارة أكثر للبلد".
Sputnik
وأضاف في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك" أن "إدانة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هي إدانة لكل المنظومة الحاكمة، بالمقابل هناك طريقة لإزاحته من خلال القضاء اللبناني وتعيين بديل عنه من دون اجتماع الحكومة"، لافتًا إلى ضرورة أن يأتي شخص بإدارة مؤقتة لحين انتخاب رئيس جمهورية وتأليف حكومة.
كما اعتبر باسيل أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية بحد ذاتها مؤشر إيجابي لمكان سوريا الطبيعي، مؤكدا استفادة لبنان وتأثره إيجابيًا من هذا الأمر.
جبران باسيل لـ"سبوتنيك": ملف النازحين السوريين أولوية لأن استمراره يعني زوال لبنان
إلى نص الحوار...
-تصدّر ملف حاكم مصرف لبنان سلم الاهتمامات في الآونة الأخيرة، بعد صدور مذكرة توقيف دولية بحقه، إضافة إلى المطالبات المحلية والدولية بإقالته وتعيين حاكم جديد للمصرف، بداية كيف تعلقون على هذه التطورات وما هو المخرج الأنسب لهذا الملف؟
ظهر رأس الجليد بكل شيء كنا ننادي به ونناضل من أجله بموضوع الفساد، وكنا نسميه رأس المنظومة المالية وعندما أطلقتُ عليه اسم حاكم لبنان لم أكن أبالغ لأنه تبين كم أن الشبكة المالية الموجودة والمصالح المرتبطة بها- في السياسة والمصارف والاقتصاد- حجمها كبير، لذلك هذه إدانة ليس لشخص رياض سلامة، فهو يمثل منظومة كاملة متكاملة متواطئ ومتآمر ومتشارك معها وهي بالسلطة وتبين رئيس حكومة لديه معاملات مالية في شركاته، هذا الذي ظهر حتى الآن وقد يظهر ما يزيد عن ذلك، لذلك الموضوع هو إدانة لكل المنظومة الحاكمة في لبنان.
أما المخارج لهذا الملف فطبيعي كان من المفترض أن يقال سلامة منذ مدة، ففي حكومة حسان دياب اتخذ القرار السياسي ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري عارضه، وبذلك يكون هو من منع إقالته، هو نفسه من فرض التجديد له.
إعلام: مذكرة اعتقال ألمانية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة
الدفاع المستميت عن رياض سلامة إن كان بالإتيان به أو برفض إقالته يؤكد الإدانة لكل المدافعين عنه، ولذلك كان من المفترض إقالته في حينها وعندما وعدوا بأنه لمجرد أن يدعى عليه ستتم إقالته لم يحصل هذا الأمر وكانت لا تزال هناك حكومة ورئيس جمهورية، ووقع عليه إدعاء من القضاء اللبناني وقدموا له الحماية.
الآن أصبح هناك ادعاء دولي ومذكرة توقيف دولية وأقل أمر أن يقدم استقالته، والواضح أنه لا يريد الاستقالة لأنه وجه رسالة واضحة وتهديدية للسياسيين إذا أردتم اغتيالي فسأفضحكم لذلك هم غير قادرين على إقالته لأنه هددهم.
بالمقابل هناك طريقة لإزاحته من خلال القضاء اللبناني وتعيين بديل عنه من دون اجتماع الحكومة، وأيضأ حجة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بكل ما يقوم به مجرد حجج لتضييع الناس، الجدية بإقالة سلامة وتعيين شخص مؤقت عنه لإدارة الوضعية الشاذة في مصرف لبنان هي متوفرة عبر القضاء، وهم لا يريدون القيام بها لأنهم يريدون الإبقاء على رياض سلامة قدر المستطاع.
إعلام: حاكم مصرف لبنان المركزي باق في منصبه حتى انتهاء ولايته
-هل أنتم مع أن يستلم النائب الأول للحاكم مهام المصرف المركزي أم أن تقوم حكومة تصريف الأعمال مجتمعة في ظل شغور سدة رئاسة الجمهورية بتعيين حاكم جديد للمصرف؟
النص القانوني واضح أن يستلم النائب الأول لحاكم مصرف لبنان، هناك حلول قضائية من خلال القضاء تتم إقالته وتعيين بديل عنه.
يجب أن يأتي شخص بإدارة مؤقتة لحين انتخاب رئيس جمهورية وتأليف حكومة عندها تتحمل المسؤولية بتعيين حاكم جديد، إلى حينه، لا يجب أن يحمل أي أحد مسؤولية سياسية، يجب أن يتم اختيار شخص مناسب بالتوافق على قدراته المالية ونزاهته وكفاءته.
خبير مصرفي: مذكرة توقيف حاكم مصرف لبنان لا تؤثر على علاقة المصارف المحلية مع المراسلة
-هل تتخوفون من تداعيات مالية سلبية على خلفية أزمة حاكم المصرف المركزي، لا سيما بعد خطر وضع لبنان على القائمة "الرمادية" للدول الخاضعة لرقابة خاصة بسبب"ممارسات غير مرضية"؟
أكيد، لأنه بمجرد وجود حاكم مصرف مركزي أصلًا بالشبهات التي دارت حوله قبل الادعاء هي كانت كافية لاستقالته، فكيف بإدعاء في لبنان ومن ثم مذكرات توقيف خارجية وهي كافية لأن تسرع وتزيد من الانهيار المالي، وبالتالي رئيس الحكومة ورياض سلامة وكل من يحاول حماية هذه الوضعية مسؤولين عن الانهيار القادم بسبب تصنيف الوضع الرمادي وغيره من خطورة وقف التعامل مع لبنان بسبب وجود شخصية من هذا النوع على رأس الهرم النقدي في لبنان وهنا الخطورة.
الخطورة أن رياض سلامة اليوم يتسبب بانهيار إضافي بالنقد الوطني وهو ليس سارقًا فقط بل غبي في السرقة لأنه ورط سياسيين، والخوف أن يكون غباؤه متواصلًا لأنه يعتقد أنه ما زال بإمكانه حمايتهم وهم يستطيعون حمايته لأن وضعه سيسوء أكثر قضائيًا ودوليًا وستنكشف أمورا أكثر وأكثر، ويمكنه حماية نفسه ولكن بطريقة مختلفة عما يقوم به الآن.
وزير المالية اللبناني يعقد اجتماعا مع مسؤولة أممية لـ "منع الانهيار المالي" في البلاد
-مرّت سبعة أشهر على الفراغ الرئاسي في لبنان، من دون وجود تطورات تذكر على الملف باستثناء ما يحكى عن مبادرة فرنسية قد تأتي برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، اليوم أين يقف التيار الوطني الحر من ملف الانتخابات الرئاسية؟
لا توجد إمكانية عملية لانتخاب رئيس بمحور ضد محور مع فريق ضد فريق، ولا توجد إمكانية نجاح لهكذا رئيس إذا وصل، وهناك مشكلتان صعوبة وصوله وإذا وصل لا يمكنه النجاح .
لذلك، وبمقاربة جديدة للتيار ليست من عاداتنا السياسية، نحن مع التوافق لسنا مع فريق المواجهة ولسنا مع فريق الممانعة، نحن ما بين الإثنين ونستطيع التعاطي مع الإثنين ونقول إنه لا يوجد حل لأزمة الرئاسة إلا بالتوافق على رئيس لا يشكل تحديًا لأحد ولا يفرق بل يجمع، هذا هو الحل الوحيد وغير ذلك إضاعة وقت وخسارة أكثر على البلد.
إعلام: فرنسا قايضت جبران باسيل على قبوله فرنجية رئيسا للبنان مقابل اختيار حاكم للبنك المركزي
-هل تتوقعون انفراجا قريبا في ملف الانتخابات الرئاسية على ضوء تمسك "حزب الله" بمرشحه سليمان فرنجية؟
في ظل تمسك "حزب الله" بمرشح واحد الأمور صعبة، وأنا من الرافضين القيام بشيء يشكل مواجهة أو تحديًا لـ "حزب الله"، لكن الحزب لا يستطيع تحدي كل اللبنانيين.
عمليًا يجب القبول بأمر من إثنين إما التوافق أو التسليم باللعبة الديمقراطية داخل المجلس النيابي. أما خيار البقاء في الفراغ مثلما يتصرف "حزب الله" ضرره غير مقبول ولا محمول على البلد، وهذا أحد أسباب الخلاف الأساسية.
حزب الله: حل الوضع المأزوم يكون بإنجاز الاستحقاقات وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية
كيف يمكن وصف علاقة "التيار الوطني الحر" بـ "حزب الله" اليوم؟
علاقة التيار مع "حزب الله" عادية لا فيها القرب الذي كان في السابق ولا القطيعة، نتفق على أمور كثيرة نجدها ضرورية وأساسية لحماية لبنان وللدفاع عنه وللحفاظ على الوحدة الوطنية ونختلف على أمور أيضَا كبيرة وليست بسيطة لأنها تتعلق بالدولة في لبنان وبالوضع الاقتصادي والمعيشي فيه وبالحاجة إلى معالجة مختلفة، هم لا يزالون على رأي مختلف معنا بهذا الموضوع وهذا سبب إشكالا كبيرا وليس صغيرًا .
جبران باسيل عن سبب حضوره جلسة البرلمان اللبناني: من أجل التصدي للفراغ في البلديات
-هل من الممكن أن يقدم التيار مبادرة لكسر جمود الملف الرئاسي؟
لا توجد إمكانية لمبادرة طالما أنهم متمسكون بموقف واحد، عندما يكون لديهم قبول للحوار الفعلي الذي فيه أخذ ورد و نتيجة، نحن حاضرون وكل دقيقة نعبر عن حفاظنا على عنصر القوة الذي يمثله "حزب الله" ولا نريد التفريط به، ولا نريد أن يتحداه أي أحد من اللبنانيين ولا نسمح أن نخسره لبنانيًا لكن بنفس الوقت غير قادرين على الاستمرار بنمط هو بالنهاية نتيجته تدميرية للكيان والوطن والدولة.
رئيس الحكومة اللبنانية يعلق على المناورة العسكرية لـ"حزب الله" في معسكراته في الجنوب
-من أبرز الأزمات اليوم أزمة النازحين السوريين، هل ما زال يشكل ملف النازحين أولوية بالنسبة الى التيار، وكيف السبيل إلى إنهاء هذه الأزمة؟
أكيد أولوية لأن استمراره هو زوال للبنان، كل دولة لديها هويتها ومميزاتها وعندما تفقد الدولة هويتها، عندها لا يعود هناك وجود لشعب لبناني ويصبح سوريًا وفلسطينيًا على أرض لبنان، نحن بمسار تناقصي باللبنانيين الموجودين على أرض لبنان وتزايدي لغير اللبنانيين الموجودين على الأراضي اللبنانية، بالمسار الديمغرافي وهذا ليس من باب مسيحي مسلم بل لبناني وغير لبناني، ولذلك ملف عودة النازحين هو أولوية مطلقة ولذلك قمنا بزيارة إلى إيطاليا والفاتيكان للحديث عن هذا الموضوع.
هناك مساع لتوطين النازحين السوريين في لبنان وقد أعلن عنها أصحابها، ولذلك لم تعد فقط قصة خوف أو توجس بل قضية خطر قائم بوجوده الفعلي وممارسة أفعال مثل الدفع للنازحين بالدولار والمطالبة بأوراق ثبوتية للنازحين مقابل إعطاء سجلاتهم، كل هذا يظهر أنه ليس هناك فقط نية بل عمل تنفيذي لإبقائهم في لبنان.
مفوضية اللاجئين: ندعم عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بشرط ضمان أمنهم
- هل عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، تسهل مسألة إعادة النازحين الى سوريا؟
عودة سوريا إلى الجامعة العربية بحد ذاتها مؤشر إيجابي لمكان سوريا الطبيعي واستفادة لبنان وتأثره إيجابيًا من هذا الأمر، ولكن من الممكن أن تكون بداية مسار تحرص فيه الدول العربية على استقرار سوريا وعلى استقرارها هي ومنهم لبنان والعراق والأردن بالحد الأدنى، وهذه الدول الثلاث وسوريا إذا لم تكن مستقرة الخليج لن يكون مستقرًا، وبالتالي هذه مصلحة خليجية إضافية للاهتمام بهذا الملف وطبعًا مصر في قلب هذه المعادلة، وبالتالي كل هذه الدول إذا اجتمعت وقررت القيام بمعالجة ملف سوريا والوضع في سوريا فعلى خلفية الاستقرار في سوريا وإعادة وضعها إلى الطبيعي فيحتم معالجة ملف النازحين وهذا الملف يعالج تدريجيًا بمجرد أن تتعافى سوريا وتبدأ بإعادة الإعمار.
أجرت الحوار: زهراء الأمير
مناقشة