وحضر الحفل الوزير المفوض في السفارة الروسية مكسيم رومانوف، وسفراء الصين وكوبا والقنصل العام في السفارة السورية، إضافة إلى ممثلين عن حركة الشعب والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الشعبي ومجموعة من الشخصيات الوطنية والإعلامية من بينها النائب السابق رئيس الجبهة الوطنية التقدمية نجاح واكيم.
وألقى عضو الهيئة القيادية لـ"شيوعيون لبنانيون"، أيهم الأحمر، كلمة الحركة، وجّه خلالها التحية إلى الشعب الروسي وأحرار العالم الذين يقفون إلى جانب روسيا في حربها الدفاعية ضد حلف شمال الأطلسي.
كما أدان الموقف الرسمي اللبناني من العملية العسكرية والخضوع الكامل للإملاءات الأمريكية لمنع أي تعاون مع روسيا أو قبول هبات منها.
وقال الأحمر: "انتصر الاتحاد السوفيتي على النازية في حينه، دافعًا الأثمان الهائلة في الأرواح والعتاد، لكن ذلك لم يمنع الإمبريالية من الاستمرار في حياكة المؤامرات للقضاء عليه كمنتصر في الحرب العالمية الثانية بل شنت عليه حربا ضروسا على مختلف المستويات، الحرب الإعلامية المركزة على الاتحاد السوفيتي وشخصياته البارزة بهدف تشويه القيم التي سعى النظام الاشتراكي لتحقيقها ليس فقط ضمن حدوده الجغرافية بل لجميع الشعوب المستعمرة و المضطهدة، الحرب الاقتصادية و الحصارات و المقاطعة الشرسة لأي بلد تفاعل و أخذ بالأفكار الجديدة وحاول تحقيقها لخير شعبه وبلاده، ناهيك بالطبع عن الحرب الباردة وجرائمها ومؤامراتها و الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طالت كل زعيم حاول التحالف مع الدولة السوفياتية".
وتابع: "هل يختلف اليوم عن الأمس؟ ربما بأساليب قيادات الغرب الإمبريالي الأكثر إجراما وسرية، نحن في عالمنا العربي كنا ولا زلنا من المستهدفين الأوائل منذ احتلال فلسطين وتقسيم الوطن العربي من خلال سايكس بيكو. هناك من ارتهن للمشاريع الغربية الإمبريالية وباعوا حقوق شعوبهم بأرخص الأثمان. وهناك الأحرار الذين أدركوا أن الصراع مع الامبريالية وعلى رأسها أميركا حتمي وثمن هذا الصراع أقل بكثير من ثمن الاستسلام ومفاعيله هؤلاء الأحرار كما جميع أحرار أميركا اللاتينية وأحرار أفريقيا و آسيا مؤمنون بدور روسيا في مواجهة نظام القطب الواحد الهادف لاستعباد الشعوب ونهب ثرواتها وفي بعض الأحيان أوطانها".
وقال إنه "لا يغيب عن أي حر في العالم أن الهجمة الشرسة للغرب الامبريالي لم تعد تطال فقط الاقتصاد والسياسة والثروات الوطنية بل امتدت مفاعيلها إلى القيم الاجتماعية والعائلية والأخلاقية بل ويمكننا القول أنها امتدت إلى إنسانية الشعوب المستهدفة في جميع جوانبها، إذ نحتفل اليوم بعيد النصر لا يغيب عن ذهننا أن الحرب الدفاعية المشروعة ضد حلف شمال الأطلسي التي تخوضها روسيا ونحن معها بما أوتينا من قدرة هي حرب الدفاع عن الإنسانية جمعاء في عمق قيمها وتطلعاتها لحياة كريمة على امتداد الأجيال".
وتحدث أيهم في الكلمة عن المؤامرات التي تحاك للشعوب، قائلا: "لا يستخف أحداً بهول ما يدبر للشعوب قاطبة حتى التي لا يدرك قادتها خطورة ما أدت إليه أهداف المؤامرة ومدى شراسة حرب الجيل الرابع وحرب الجيل الخامس حيث تهدف الأولى إلى نشوء صراع يتميز بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب والسياسة وبين المقاتلين والمدنيين فتخسر الدولة الرسمية المستهدفة سيطرتها على القوات المسلحة التي تحارب على أرضها وقد يكون أحدث مثال على ذلك سوريا الحبيبة. أما الثانية (الجيل الخامس) فهي تهدف إلى نشر التراخي والتردي في الدولة المستهدفة وذلك لتعطيل أعمال المواطنين وخلق حالة إحباط في صفوفهم تدعوهم للنقمة على دولتهم باعتبارها عاجزة عن تأدية واجباتها ومثالنا في ذلك وطننا الحبيب لبنان".
وختم: "نحن نحتفل بمناسبة عيد النصر على النازية نؤكد استعدادنا لخوض معاركنا من أجل التحرر الوطني والتقدم لشعوبنا ولجميع الأحرار على هذا الكوكب، لذلك فإننا نتموضع في قلب الصراع الدائر إلى جانب معسكر المواجهة العالمية ضد الهيمنة الإمبريالية وعلى رأسها أمريكا هذا المعسكر الممتد من روسيا إلى الصين الصاعدة بقوة الحرية والعدالة الاجتماعية وكوبا الأبية المحاصرة ظلماً منذ عقود وفنزويلا التي تناضل في وجه الطاغوت الأمريكي وإيران الصاعدة رغم الحصار وسوريا قلب العروبة النابض وقلعتها التي تحطم على أسوارها أكبر أشرس حرب كونية".