التحركات الثنائية، تطرق إليها السفير الجزائري في إيطاليا، عبد الكريم طواهرية، الذي قال: "نحن ملتزمون تماما بمعالجة الوضع في تونس، الذي يهمنا"، حسب ما نقلت "الشروق التونسية".
وتابع السفير: "نعمل عن كثب مع إيطاليا لمنع أي شكل من أشكال عدم الاستقرار في ذلك البلد، هدفنا المشترك هو المساهمة في الحفاظ على الاستقرار في تونس".
وفي مارس/ آذار، أعلنت الجزائر، تضامنها التام مع تونس فيما يتعلق بالمفاوضات التونسية مع البنك الدولي.
وذكر موقع "راديو موزاييك" أن الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، تحدث مع رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، حول العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطويرها في جميع المجالات.
وأفاد بيان صادر عن مكتب الوزير الأول الجزائري بأنه "في إطار تقاليد الحوار المستمر والمشاورات الثنائية بين الجزائر وتونس التي كرسها قائدا البلدين، تحادث ابن عبد الرحمن، مع بودن حول سبل تعزيز الدعم للشقيقة تونس من أجل تمكينها من استعادة استقرارها الاقتصادي الذي تعكف السلطات التونسية على تحقيقه".
دعم جزائري لتونس
بشأن المساعي لمساندة تونس، قال حاتم المليكي البرلماني السابق، إنه لا يمكن الحديث فعليا عن مساندة إيطالية لتونس.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الأمر يتعلق بمواجهة التحديات الإقليمية، لتزايد الهجرة غير النظامية من جهة، والطبيعة السياسية والمرجعية الفكرية للنظام الحالي في إيطاليا من جهة أخرى".
وتابع المليكي بقوله: "من وجهة نظري، فإن المسألة يجب أن تناقش في إطار أوسع بمعنى الاتحاد الأفريقي من جهة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، لتكون المقاربة أكثر فاعلية، نظرا للطبيعة المركبة للملف".
تأثير ملف الهجرة
ويرى أن الهجرة غير النظامية قد تخفي تجارة بالبشر وتجارة أعضاء، وتجارة مخدرات وأسلحة، فضلا عن تحركات لمجموعات إرهابية، وهو ما يمثل صراع نفوذ لدول كبرى.
بشأن الدعم الجزائري لتونس، يوضح المليكي أن "الجزائر دولة محورية في المنطقة، ويمكن أن تلعب دورا رئيسيا في مواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك التنسيق والتشاور، والجانب العملياتي والاستخباراتي واللوجستي خاصة، بالنظر لحالة عدم الاستقرار بالدول المجاورة".
وأشار إلى أن "تونس تعتبر من ضحايا ظاهرة الهجرة غير الشرعية، خاصة في مرحلة تواجه فيها البلاد حالة من عدم الاستقرار".
وشدد على أن مصلحة تونس تقتضي التنسيق والتشاور مع الجميع، سواء دول الجنوب والشمال.
وفيما يتعلق بقدرة تونس على التعاون الثنائي، خاصة بالنسبة للجوانب الاقتصادية، يقول المليكي" قدرة تونس على الاستفادة من التعاون الثنائي محدودة حاليا، نظرا للوضع الداخلي".
اهتمام جزائري بالوضع في تونس
من ناحيته قال منذر ثابت المحلل السياسي التونسي، إن الجزائر معنية بشكل كبير بالوضع في تونس، وأنها مستفيدة بقدر كبير من مسار 25 يوليو، الذي قضى على آمال تنظيم الإخوان في الوصول للحكم.
وأضاف في حديث لـ"سبوتنيك"، أن الملف الذي يمثل نقطة التقاطع بين الجزائر وإيطاليا لا يرتب بالهجرة والإرهاب فقط، بل يتصل بملف الغاز، في ظل أزمة أوكرانيا.
ويرى أن الاهتمام الجزائري والإيطالي باستقرار الوضع في تونس، يهدف لحفظ الاستقرار في المنطقة بشكل عام، من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ككل، حتى لا يؤثر على إمدادات الغاز من ليبيا.
وفي مارس /آذار الماضي، أعرب الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن عن "تضامن بلاده التام مع الشقيقة تونس في إطار مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وذلك انطلاقا من علاقات الأخوة والتضامن التاريخية والوطيدة التي تربط الجزائر وتونس وشعبيهما الشقيقين، وبتوجيهات سامية من السيد رئيس الجمهورية".
وختم البيان الجزائري بالتأكيد على "حرص الجانبين على تأكيد عزمهما المشترك للعمل سويا على المضي قدما نحو المزيد من التكامل الاستراتيجي والتنمية المتضامنة والمندمجة، إعمالا لتوجيهات قائدي البلدين".