ما تأثير نتائج الانتخابات التركية على العلاقات مع العراق وإقليم كردستان؟

ساعات تفصلنا عن نتيجة الانتخابات الرئاسية التركية في جولتها الثانية والتي يتنافس فيها مرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان ومرشح "تحالف الأمة" كمال كليجدار أوغلو.
Sputnik
ويرى مراقبون أن تلك الانتخابات ستلقي بظلالها على العديد من الملفات الإقليمية والدولية وعلى رأسها العلاقات التركية العراقية، خاصة أن هناك العديد من الملفات الشائكة تتعلق بإقليم كردستان والداخل العراقي.
كيف تلقي الانتخابات التركية بظلالها على الملفات الشائكة مع العراق وإقليم كردستان؟
إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية وبدء فرز الأصوات
بداية، يقول المحلل السياسي العراقي، إياد العناز، إن العلاقات العراقية التركية تتسم بتاريخها الطويل وعمق ارتباطها الحيوي لأسباب عدة، من بينها التاريخ والدين والجوار، إضافة إلى المصالح المشتركة وطبيعة التعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية ومرور الخط الاستراتيجي الذي يعتبر الشريان الرئيسي لتصدير النفط العراقي إلى ميناء جيهان التركي، ومنه إلى قارة أوروبا، علاوة على الفهم الواسع لأهمية الحفاظ على علاقات متميزة ومستمرة.
علاقات راسخة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه رغم جميع الأحداث والوقائع السياسية التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، إلا أن العلاقات بين البلدين ظلت راسخة ثابتة، يسودها مفهوم الاستمرارية والحفاظ على جوهرها لطبيعة العلاقات الوطيدة بين الشعبين العراقي والتركي.
وتابع العناز، أن المشهد السياسي التركي ونتائج الانتخابات مهما كانت، ستؤول إلى بقاء وديمومة العلاقات بين البلدين بحكم ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 15مليار دولار، ووجود كبرى الشركات التركية في العراق للبناء والأعمار في كافة المجالات، مع زيادة حجم التعاون الاقتصادي وتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية والعلمية.
أردوغان: لم يحدث مثل هذا الإقبال على الانتخابات الرئاسية التركية بنسبة 90% في تاريخ العالم
الهاجس الأساسي
وأشار المحلل السياسي إلى أن الهاجس الأساسي في العلاقة بين البلدين يظل قائما والمتمثل في الوجود الميداني لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي على الأراضي العراقية، والذي يعتبر من أهم دواعي الاهتمام الذي تسعى إليه تركيا في الحفاظ على أمنها القومي، وترى فيه معضلة رئيسية ومهمة لتعميق التعاون الأمني والاستخباري بين العراق وتركيا لمواجهته والحد من نشاطه.
وأوضح العناز، أن كل من تركيا والعراق يدركان أهمية الموقع الاستراتيجي لكليهما والتأثير الجيوسياسي الذي يتمتعان به، الذي قد يكون له تأثير على طبيعة التطورات والتوازنات السياسية في المنطقة العربية وعلى العلاقة بين البلدين، ولهذا سيسعى الجانب التركي إلى التمسك بالعلاقة مع العراق وتوسيع نطاق مساحة التعاون والتوافق خدمة لمصالحه وتوجهاته، والآفاق المستقبلية لطبيعة الدور التركي وأهمية العراق ومكانته دوليا وإقليميا.
واختتم العناز بقوله: "سيكون للعراق دور حيوي في الحفاظ على هذه العلاقة التاريخية مع تركيا والسعي للتفاهم في كثير من الملفات وأهمها حصة العراق من المياه في نهري دجلة والفرات، وتعزيز الجانب الأمني حول تحركات وتواجد حزب العمال ومنع أي ظاهرة أو تطور ميداني يؤثر على مَديات العلاقة بين البلدين".
انطلاق الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية... صور وفيديو
كردستان وتركيا
من جانبه، يقول كفاح محمود، الباحث السياسي والخبير في الشؤون الكردية والعراقية، أنه "إلى الآن لا تزال تداعيات نتائج الانتخابات التركية على المشهد في إقليم كردستان غير واضحة، وحزب العدالة والتنمية إذا فشل في الرئاسة فسوف يظل مهيمنا على البرلمان، الأمر الذي يجعل له سطوة كبيرة على عمليات إصدار القوانين والقرارات".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن كل المؤشرات تؤكد أن أردوغان يتقدم على منافسه، وفي هذه الحالة، نجد أن حزب العدالة والتنمية التركي يتمتع بعلاقات قوية وتاريخية مع إقليم كردستان بشكل خاص والعراق بشكل عام.
تطوير العلاقات
وتابع محمود: "الجميع يعلم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يسعى منذ البداية على توطيد العلاقة مع إقليم كردستان والعراق بشكل عام، الغريب أنه في ظل هذا السباق لم تستطع القوى الكردية في تركيا من الدفع بمرشح للرئاسة، ولو تم الدفع بمرشح حتى وإن لم يحقق الفوز، لكن القوى الكردية كانت ستحقق الكثير من المكاسب الثقافية والسياسية في تركيا".
قيادي في لجنة ثوار "تشرين" بالعراق: الشارع العراقي على صفيح ساخن بعد تعديل قانون الانتخابات
وأشار الباحث السياسي إلى أن "أردوغان لا يزال متقدما وفي تقديري كمراقب أنه لا يزال حتى الآن الأفضل في القيادات التركية في طرق تعامله مع الكثير من الملفات سواء التي تتعلق بالعراق أو إقليم كردستان، حيث تجمع البلدين علاقات تمتد لأكثر من عقد، تلك العلاقة قد تمنحه فرصة جيدة لتطوير تلك العلاقة".
وأغلقت صناديق الاقتراع، مساء اليوم الأحد، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية.
وقالت مراسلة "سبوتنيك"، إن "مراكز الاقتراع أُغلقت في جميع أنحاء تركيا عند الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية"، مؤكدة بدء فرز الأصوات.
الجولة الثانية للانتخابات
وانطلقت، صباح اليوم الأحد، الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية، والتي يتنافس فيها مرشح "تحالف الجمهور"، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة"، كمال كليجدار أوغلو.
مستقبل العلاقات العربية-التركية بعد انتخابات الرئاسة.. خبراء يوضحون الفارق بين فوز أردوغان وكليجدار
وفي 14 مايو/ أيار الجاري، شهدت تركيا انتخابات رئاسية، ولم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات.
وتقدم أردوغان بنسبة 49.51 في المئة، وحصل منافسه كمال كليجدار أوغلو على 44.88 في المئة، وحصل سنان أوغان، المرشح الثالث، على 5.17 في المئة. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، إجراء جولة الإعادة في 28 مايو الجاري.
وبعد الجولة الثانية من الاقتراع بين أردوغان وكيلجدار أوغلو، سيكون المرشح الذي يحصل على عدد أكبر من الأصوات الانتخابية هو الرئيس التركي المقبل، وفقًا للقانون التركي.
مناقشة