وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، إن "المطالبة برحيل بيرتس تعبر عن رغبة الشعب السوداني الذي خرج في مظاهرات كثيرة جدا ضده و ضد بعثة اليونيتامس".
وتابع: "لم تحترم الدول الأوروبية وأمريكا المسيطرة على الأمم المتحدة رأي الأغلبية، وهي الرغبة الشعبية التي عبر عنها الآن الفريق عبدالفتاح البرهان بكل وضوح، حيث أن أحد أبرز القائمين على تفكيك السودان هو فولكر بيرتس".
وأشار عز الدين، إلى أن المبعوث الأممي فولكر "حضر للسودان بطريقة مريبة عبر طلب تقدم به عبدالله حمدوك لأصدقائه في الأمم المتحدة، دون مشاورة أحد في القيادة السودانية أوالشعب في مثل هذا الأمر الخطير باستجلاب بعثة اليونيتامس".
واتهم البعثة الأممية بقيادة فولكر بـ "التحكم في مفاصل العمل السياسي في البلاد، ليكون من أجندتها الإشراف على صياغة الدستور السوداني، وعقد الانتخابات بما يتوافق مع أجندة تيار أحزاب قوى الحرية والتغيير".
ومضى بقوله: "هذا بالإضافة للتدخلات السلبية الكثيرة في الشأن الداخلي السوداني، وبصورة انحيازية سافرة لبعض الأحزاب من تيار واحد دون بقية التيارات الوطنية".
وأشار المسؤول السابق، إلى أن مصر شعرت بعمليات الإقصاء التي تعرضت لها بعض القوى والأحزاب السودانية في اتفاق فولكر الإطاري، الأمر الذي شجعها على استضافة التيارات التي تم إقصائها مثل الكتلة الديمقراطية وغيرها من رافضي الاتفاق.
وشدد عز الدين، على أن الكثير من السودانيين يعلمون أن اتفاق فولكر هو ما أشعل الحرب "بإصرار قوى الحرية والتغيير المتحالفة مع قوات الدعم السريع، على ضرورة رفض مقترح الجيش بدمج القوات خلال عامين فقط، في حين أن تنظيم قحت ومليشياته كانت تصر على الدمج في عشرة سنوات انتقالية، وهي ما اتفق معها فولكر بيرتس عليه"، وفق قوله.
واستطرد: "كان يفترض بالحكومة السودانية وقتها القبض عليه وتحويله للمحاكمة على ما ارتكبه، ولكن الحكومة السودانية تساهلت واكتفت بالاعتذار وإظهاره أمام الرأي العام، ثم أتى أخيرا بيانه لمجلس الأمن عقب تمرد قوات الدعم السريع، حيث كان مليئا بالأكاذيب والتضليل المتعمد ومحاولة إبعاد مجلس الأمن عن أي إدانة للمليشيات المتمردة، وذلك لأن مليشيات الدعم السريع كانت أداة ترهيب في يد المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير التي هددت السودانيين بتصريح، إما التوقيع على الاتفاق الإطاري أو الحرب".
وتابع عز الدين، أنه في التقرير الأخير لـ "فولكر" "قام بالتنسيق مع اليساريين في لجنة الأطباء المركزية التابعة لتجمع المهنيين اليساريين، دون غيرهم من الأطباء الشرفاء والتيارات الوطنية غير المسيسة".
ولفت المسؤول السابق، إلى أنه بعد اندلاع الأزمة خرج فولكر بيرتس من بورتسودان بعد محاصرة المواطنين لمقر سكنه لعدة أيام، وبات غير مرغوب في تواجده بين المواطنين السودانيين الذين يصفونه بالمستعمر الأممي ومن بقايا نظام حمدوك.
وقال عز الدين، إن "دعوة البرهان جاءت حرصا على سلامته (المبعوث الأممي) وسلامة السودان كذلك، من أجل ذلك كانت مطالبة الأمم المتحدة بإستبداله بشخص آخر أكثر نزاهة وصدقا وعدلا وحكمة، وغير مرتبط بأجندة الشخص أو التيار السياسي الذي أتى به لوظيفته هذه في السودان".
وحذر المسؤول السوداني من أن "إصرار أي قوى لديها نوايا استعمارية لتفكيك السودان على حضور وبقاء فولكر في مكانه فينبغي هذه المرة على السلطات السودانية تحويله للمحاكمة بتهمة التزوير المثبتة بالوثائق، وباعترافه أمام وكيل وزارة الخارجية السودانية".
ودعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأمم المتحدة إلى تغيير مبعوثها للسودان "فولكر بيرتس"، معتبرا أن الأخير شجع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" على "التمرد".
وقال البرهان في رسالة للأمم المتحدة، أمس الأول (الجمعة)، إن "وجود فولكر بيرتس على رأس البعثة الأممية لا يساعد بتنفيذ تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)".
واعتبر البرهان أنه "ما كان لحميدتي أن يتمرد لو لم يجد إشارات تشجيع من أطراف بينها بيرتس"، وفق قوله.
إلى ذلك، دعت وزارة الدفاع السودانية، الجنود المتقاعدين و"القادرين على حمل السلاح" للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم، وذلك في تطور لافت لمجريات الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي.
في هذا الصدد، قال الكاتب الصحفي السوداني، سراج النعيم، إن المبعوث الأممي في السودان يعمل على تأجيج الصراع في البلاد، مشيرا إلى أنه له دور كبير في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع.
وأوضح أن تحركات المبعوث الأممي في السودان، تدل على أنه يمارس عمل سياسي ممنهج، وأن تصريحاته تدل على دعمه تأجيج الصراع وأنه منحاز تماما لقوات الدعم السريع.
وذكر أن الشارع السوداني بما فيه القبائل متفهم طبيعة الصراع الدائر في البلاد، لأنه يأتي لمصالح قوى عظمى، وهو أكبر من أي انتماء قبلي أو حزبي.