دمشق - سبوتنيك. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، اليوم الاثنين، عضو لجنة المصالحة السورية عمر رحمون لوكالة "سبوتنيك".
وقال رحمون: "هناك الكثير من المصالح المشتركة التي تدفع أردوغان ليكون متوافقا مع روسيا نظير الموقف الروسي الداعم لأردوغان".
وأوضح أن الرئيس التركي "يعلم جيدا أن روسيا دعمته ووقفت إلى جانبه الآن وأيضا حتى في الانقلاب المزعوم (عام 2016)".
ومضى بقوله: "لروسيا الكثير من المصالح مع تركيا. بشكل عام روسيا لا تتدخل بالانتخابات لكن بطريقة أو بأخرى هناك بعض المصالح المشتركة بين أردوغان وروسيا لذلك كان هناك دعم روسي لأردوغان وهذا بحد ذاته سيحتم على الرئيس التركي المضي في تحقيق المصالح الروسية التركية المشتركة على أكثر من محور سواء الملف السوري او الأوكراني أو في القرم أو البلقان ومشكلة أرمينيا وأذربيجان".
وحول نظرته لعلاقة أردوغان مع الغرب ما بعد إعادة انتخابه رئيسا لتركيا قال رحمون: "بكل تأكيد تركيا عضو في حلف الناتو وكان هناك تنسيق مشترك بين أردوغان والحكومات الغربية في السابق ولكن الآن هناك علاقة شائكة بينه وبين بايدن وليس هناك توافق على كل الملفات بينهما خاصة الملف الكردي".
وتابع: "بتقديري نجاح أردوغان هو فشل للسياسة الأمريكية وفشل لما كانت تريده أمريكا التي كانت تريد تقسيم سوريا ودعم قسد (قوات سوريا الديمقراطية) انتقالا لتقسيم تركيا ودعم الأكراد في تركيا. نجاح أردوغان يفشل المشروع الأمريكي وسيرتد آثار هذا النجاح بشكل مباشر على قسد التي تدعمها أمريكا في سوريا شرق الفرات".
وعن انعكاسات فوز أردوغان على المعارضة قال رحمون "ستستمر بالعمل فمنذ اللحظة الأولى لإعلان فوزه دعا كليجدار أوغلو جمهوره إلى الاستمرار في الكفاح والعمل لتحجيم دور أردوغان ومحاولة أخذ أصواته انتقالا إلى مرحلة الانتخابات المحلية التي ستجري في آذار/مارس عام 2024".
واستدرك قائلا: "لن يكون أردوغان أقسى بعد فوزه ضد معارضيه وسيحاول أن يستوعب ويمد يده لجمهور المعارضة وكليجدار أوغلو وسيحاول أن يعطي جمهور المعارضة أكثر مما أعطاهم في السابق لكي يكسبهم في الجولات القادمة".
وأضاف أن "أردوغان لا يفكر بطريقة الانتقام من الجمهور الذي صوت ضده ولكن في ملف الأكراد ستكون سياسة أردوغان قاسية وضد الأحزاب التي تحالفت معهم وبالتالي المرحلة القادمة حاسمة في تركيا سواء في الملف الكردي السوري أو التركي".
وعن تأثير فوز أردوغان على الاقتصاد التركي وكيف سينعكس عليه رأى رحمون أنه "ليس في الإمكان أكثر مما كان وليس في جعبة أردوغان ما يقدمه للاقتصاد التركي المتهاوي"، على حد قوله.
وقال إن "تركيا تعاني من أزمة اقتصادية والليرة التركية هوت إلى 21 ليرة مقابل الدولار وهي لا تزال تهوي حتى بعد إعلان نتائج الانتخابات كان هناك انهيار لليرة التركية".
وأضاف أن "الاقتصاد التركي تضرر كثيرا بسياسة أردوغان في قطع العلاقات مع الخليج العربي وفي الأزمة السورية وفي تدخله بالكثير من القضايا في الإقليم وحتى في إدارته للاقتصاد التركي ومحاولته إلغاء الفوائد بالبنك المركزي التركي"، معتبرا أن "السياسة النقدية والمصرفية التركية التي يقودها أردوغان أدت إلى هذه النتائج".
وأضاف "ربما سيستفيد أردوغان من المشاريع الاقتصادية البينية مع روسيا التي وقع عليها مؤخرا سواء في موضوع الغاز أو العثور على حقول نفطية جديدة أو المحطة النووية. قد يستفيد من هذا لكن المشكلة كامنة في سياسته في التعامل مع البنك المركزي والسياسة النقدية التركية".
وأوضح رحمون أن "المشكلة أيضا في علاقته مع سوريا التي هي بوابته إلى الخليج العربي وإلى الوطن العربي بشكل عام وإلى أفريقيا وشمال أفريقيا فبقاء أردوغان في الصفوف الخلفية في الأزمة السورية إذا لم يغامر ويضحي بشيء من مكاسبه في الأزمة السورية سيبقى اقتصاده مكبلا إذا لم يفتح الطريق مع سوريا باتجاه الأردن والخليج وأفريقيا".
وأضاف أن "عدم المشاركة في حل الأزمة السورية وبقائه في موضعه تجاه سوريا سيبقي الاقتصاد التركي في هذا الشلل إضافة إلى الكثير من الملفات التي ضغطت على الاقتصاد التركي سواء كانت داخلية أو علاقاته مع الغرب وأمريكا بشكل خاص أو إدارته للسياسة الاقتصادية الداخلية أو المشكلة التي افتعلها مع الخليج العربي والوطن العربي بشكل عام".
واعتبر السياسي السوري إن "هناك الكثير من الوعود التي أطلقها أردوغان ولن يستطيع أن يفي بها في مقدمتها وعوده في طريقة التعامل مع آثار الزلزال وإعادة بناء مساكن للذين تضررت منازلهم خلال عام وهو لم يقدم لهم شيئا حتى الآن ولن يستطيع أن ينفذ وعده بتحسين الاقتصاد التركي والليرة التركية كذلك وعده بإعادة اللاجئين السوريين إلي سوريا لن يستطيع تنفيذه خلال سنة إضافة إلي وعده بعملية عسكرية تركية لطرد قسد من شرق الفرات وفي تقديري لن يستطيع تنفيذه أيضا. كل هذه الوعود لن يستطع تنفيذها لكثرة مناوئيه وأعدائه في الداخل والخارج".