وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، إن "الجبهات في الحدود الدولية السابقة بين الجنوب واليمن الشمالي مشتعلة منذ احتلال الجنوب، في مارس 2015 ولم تتوقف، وهناك محاولات مستميتة من العناصر الحوثية للعودة إلى الجنوب، بعد أن طُردت منه في نهاية عام 2015، لكن كل هذه المحاولات تقابل بصد عنيف من القوات المسلحة الجنوبية".
وأوضح صالح أن "هناك مواجهات شبه يومية بين القوات الجنوبية والعناصر الحوثية في جبهات الضالع والحد بيافع وكرش في محافظة لحج، والمحلحل في محافظة أبين، وفي كل هذه الجبهات تدفع الميليشيا الحوثية بالآلاف من أتباعها، كما تستخدم الطيران المسير، ومع ذلك تعود منكسرة دائما".
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن "القوات الجنوبية لا تقود المعركة نيابة عن الشرعية لسببين، أولها أنه لا توجد جبهات فاعلة تواجه الحوثي سوى الجبهات الجنوبية، وبعض القبائل في محافظة مأرب اليمنية، بعد أن استسلمت باقي المحافظات والقوى اليمنية للحوثي، بل وحوّلت معركتها للجنوب، كما هو في مناطق الوادي والصحراء في حضرموت ومحافظة المهرة".
وتابع: "ثانيا لأن القوات الجنوبية اليوم هي صاحبة الشرعية، وقياداتها هم القيادة الشرعية للدولة، باعتبارهم نوابا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليا".
ونوّه منصور صالح:
الجنوب يخوض مع ميليشيا الحوثي والقوى الإرهابية المتحالفة معه سرا معركة استعادة الجنوب وحمايته من الإرهاب، وفي سبيل ذلك يقابل تصعيدا مستمرا وخطيرا من هذه الميليشيا، لكنه قادر على صدها وردعها وسيخوض معها حربا مفتوحة لن تتوقف، إلا باستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطني في حدود ما قبل قيام مشروع الوحدة مع اليمن في مايو 1990.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، مقتل 3 وإصابة 3 آخرين من قواته، جراء مواجهات مع جماعة "أنصار الله" اليمنية في محافظة لحج جنوبي اليمن.
ووفق ما نشرته قوات المجلس الانتقالي الجنوبي عبر موقعها "درع الجنوب"، خلال اليومين الأخيرين من شهر مايو/ أيار الماضي، فقد أكدت "مقتل 3 جنود وإصابة 3 آخرين من اللواء الرابع دعم وإسناد خلال المعارك".
وقال البيان: "الحوثيون حاولوا التسلل من منطقة الحبج في محافظة البيضاء باتجاه منطقة قشعة عبيد الحدودية، والتي تتمركز فيها وحدات من القوات الجنوبية، بالتزامن مع شن الحوثيين قصف عنيف على عدد من مواقع قواتنا الجنوبية في جبهة يافع".
وأضافت أن "القوات تمكنت من التصدي للعناصر المتسللة من الحوثيين وتكبيدها خسائر فادحة".
يشار إلى أن التوترات بين مقاتلي الجماعة وقوات المجلس الانتقالي، كانت قد بدأت في التصاعد منذ سيطرة "أنصار الله" على مديرية الزاهِر غرب محافظة البيضاء وسط اليمن، في يوليو/ تموز العام الماضي، حيث تشهد الجبهة الواقعة بين المحافظتين اشتباكات بين الحين والآخر غالبا ما توقِع ضحايا.
وفي 17 مايو الماضي، وصف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، الوضع العسكري في اليمن بـ"الهش"، مؤكدا أن التقارير المستمرة حول العنف على مختلف الجبهات، تؤكد الحاجة إلى وقف رسمي لإطلاق النار.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" اليمنية إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.