وأوضحت في بيان لها، أن "وفد الجيش السوداني حضر إلى جدة بواجهات متعددة، تمثل عددا من مراكز اتخاذ القرار، وبلا صلاحيات أو تفويض، ما أحدث ربكة وتأخيرا في المباحثات، انعكس ذلك في عدم الالتزام الواضح من جانبهم باتفاق وقف إطلاق النار، ما جعل الهدنة الإنسانية من طرف واحد".
كما لفتت قوات الدعم السريع أن الجيش السوداني "ارتكب خروقات وانتهاكات متعددة، مثل القصف الجوي الذي تسبب في مقتل وجرح المئات من المدنيين، وتدمير المرافق العامة والخاصة، بما في ذلك مقرات الأمم المتحدة، وطلعات طيران الاستطلاع والمسيرات، والقصف المدفعي العشوائي على المناطق المأهولة بالسكان، ما خلّف عددا من القتلى والجرحى، واحتلال المستشفيات العامة والمراكز الصحية، واغتصاب الحرائر وترويع المواطنين في مناطق شمال أم درمان، ونهب المنازل، والتحركات التعبوية للقوات وتسليح المواطنين، وعمليات القنص وتصفيات المواطنين على أساس عنصري، واعتقال المدنيين والكوادر الطبية ولجان المقاومة"، وفقا للبيان.
وأضاف البيان أن "هذه الانتهاكات المتكررة تسببت في عرقلة وإعاقة الهدف الرئيسي من الهدنة، وهو معالجة الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب السوداني بسبب هذه الأزمة"، متابعا: "لقد تأكد لنا أن الجيش السوداني من خلال تعليق مشاركتهم في التفاوض سعى إلى تفخيخ المباحثات بشروط تعجيزية مسبقة من أجل إفشال عملية التفاوض، وهو هدف خطط له وفد الانقلابيين منذ اليوم الأول، رغبة منهم في تأجيج نار الفتنة وتوسيع دائرة الحرب".
وختمت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، بيانها بالتأكيد على "العمل بكل عزم وصبر لإجهاض كافة مخططاتهم الانقلابية، وصولا إلى تحول مدني ديمقراطي يحقق الأمن والاستقرار للشعب السوداني".
وأكد شهود عيان حدوث اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، جنوبي العاصمة الخرطوم، صباح اليوم الجمعة.
وكان الجيش السوداني قد أعلن، يوم الأربعاء الماضي، تعليق مشاركته في المحادثات مع قوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية، متهمًا الدعم السريع بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، والاستمرار في خرق هدنة وقف إطلاق النار.
كما أكد مصدر في الجيش السوداني لوكالة "سبوتنيك"، أن عدم التزام قوات الدعم السريع ببعض بنود الهدنة السابقة، المتعلقة بخروج قواتها من منازل المواطنين والمستشفيات، يعتبر أبرز الأسباب لتعليق الجيش المشاركة في مفاوضات جدة.
من جهته، أكد مصدر في قوات الدعم السريع، أن إشارة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى استخدام "القوة المميتة" تأتي في إطار تعليق التفاوض.
وتوصل الجانبان، بوساطة أمريكية سعودية، إلى اتفاق هدنة تسري لمدة أسبوع اعتبارا من مساء الاثنين 22 أيار/ مايو، إلا أن أجواء التوتر والاشتباكات المتقطعة لا تزال مستمرة رغم الهدنة.
وتدور منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.