هل تسفر جلسة البرلمان المقبلة عن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان؟

وسط استمرار الحراك الداخلي، والتفاوض ما بين القوى السياسية، واتصالات خارجية للدول الفاعلة في هذا الملف، ينتظر اللبنانيون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبلة، لعلها تنهي أزمة الشغور في البلاد.
Sputnik
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، دعا إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الأربعاء 14 يونيو/ حزيران الجاري.
واستبعد مراقبون أن تسفر الجلسة المقبلة عن انتخاب الرئيس، حيث لا يزال الانقسام بين القوى السياسية قائمًا، وغياب التوافق الدولي على اسم الرئيس المقبل.
وأعلن المرشح للرئاسة اللبنانية سليمان فرنجية "استعداده لحوار وطني شامل دون شروط كي نصل إلى حل لمشاكل لبنان".
الراعي: هناك مخطط ضد لبنان وندعو الأمم المتحدة لمؤتمر بشأنه لأننا يئسنا من السياسيين
وقال فرنجية، في كلمة له: "إذا تم الاتفاق بين كل القوى السياسية على مرشح يحل الأزمات فلا مشكلة لدي بذلك"، مستبعدًا إنجاز ملف اختيار رئيس للجمهورية في جلسة البرلمان الأربعاء المقبل.
وأعلنت قوى المعارضة ترشيح وزير المالية الأسبق جهاد أزعور لمنصب رئاسة الجمهورية، وذلك بعد نقاشات ومفاوضات أجرتها المعارضة مع "التيار الوطني الحر" أثمرت نتائجها عن دعم أزعور.

مؤشرات ودلائل

استبعد سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن تسفر جلسة البرلمان المقبلة عن انتخاب رئيس الجمهورية، حيث أن كل المؤشرات لا تدل على ذلك، بيد أن الاتصالات التي تجري دوليًا لم تصل إلى توافق على مرشح واحد تجتمع عليه القوى الأساسية في البلاد.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك مساعي، تسريبات، معلومات من هنا وهناك، لكن لا يوجد اتفاق جدي بين القوى الدولية، والبعض لا يزال يشير بأن هناك تباينًا بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وغيرها من الدول التي تشارك بالاتصالات، حيث لم تؤد في النهاية إلى نتائج واضحة، ولا توجد معطيات أكيدة أنه سيتم انتخاب رئيس الجمهورية.
أبو الغيط يناقش مع بوغدانوف أزمة الشغور الرئاسي في لبنان والتطورات الإيرانية والتركية
من جهة أخرى، بحسب أبو زيد، كل الحديث عن حوار وطني داخلي غير جدي، هناك بالفعل تقاطعات بين بعض الأطراف التي تلتقي حول مسائل محددة، ولكن نقاط الخلاف ما زالت واسعة وعديدة.
وأوضح أن هناك تقاطعا حدث بالفعل بين التيار الوطني الحر وبين بعض قوى المعارضة، لكنه لم يلغ التباينات الجدية والجوهرية حول مسائل أخرى عديدة، فيما لم تؤد لقيام جبهة أو تكتل أو تلاقي يمكنه إخراج لبنان من مأزقه.
وأشار إلى أن لبنان لا يزال بحالة انتظار وترقب لأن الحوارات الداخلية لم تصل إلى نتيجة والاتصالات الدولية كذلك، والانتظار سيد الموقف، فيما أن الجميع يعلم بأن جلسة يوم الأربعاء لن تفضي إلى انتخاب رئيس لكن كل الاحتمالات مفتوحة، والكل ينتظر الحوارات التي يمكن أن تجري بعد الجلسة.

أزمات قائمة

في السياق، اعتبر أسامة وهبي، المحلل السياسي اللبناني، أن "العوامل الداخلية والخارجية غير مواتية من أجل أن تسفر جلسة البرلمان المقبلة عن انتخاب رئيس الجمهورية، ولم تستو الطبخة التي وضعت على نهار هادئة من أجل إخراج لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك "انقسام عامودي بين الطبقة السياسية، فريقان متخاصمان لكل فريق اسم يعتبره الآخر تحديًا، وهو ما يؤدي إلى المزيد من الفراغ والتشنج وهو ما قد يستدعي تدخلا خارجيًا دوليًا".
جهاد أزعور... ما فرص نجاح مرشح المعارضة في تولي رئاسة لبنان؟
واعتبر أن العوامل الخارجية والاتصالات التي تحدث لا يمكنها أن توصل هذه الجلسة لانتخاب الرئيس، لا سيما بعد إعلان قوى المعارضة عن دعم أزعور وهو ما قد يتسبب في تشنجات وأزمات إضافية بالداخل، وهو ما يمكن أن يستدعي تدخلا خارجيًا للاتفاق على اسم، قد يكون قائد الجيش أو أي آخر من خارج هذه المنظومة لكن لا يستفزها أو يخفيها.
وأكد أن الطبقة السياسية لن توافق على شخص لديه الجرأة على مكافحة الفساد، وفتح كل الملفات التي أدت إلى هذا الوضع، مؤكدًا أن الجلسة المقبلة ستكون استطلاعية من الطرفين، ولن يكون هناك نصاب في الدورة الثانية على الإطلاق.
ويعاني لبنان من أزمات سياسية كثيرة، آخرها شغور المنصب الرئاسي منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وفشل البرلمان في انتخاب بديل له على مدار إحدى عشرة مرة، وهو ما انعكس في عدة أزمات اقتصادية يعانيها اللبنانيون في حياتهم اليومية.
وتزامنت الأزمة السياسية مع أخرى اقتصادية خانقة أنهكت اللبنانيين، ووصلت نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى 1200%، وفقدت الليرة المحلية أكثر من 95% من قيمتها أمام الدولار.
مناقشة