القاهرة - سبوتنيك. وقال بوريسينكو، في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "روسيا، بالطبع، على علم بالممارسات الابتزازية للغرب، وبما يمارسونه تجاه مصر بسبب صداقتها مع دولتنا".
وأضاف السفير الروسي أن "مصر وجامعة الدول العربية تتمسكان باتباع نهج متوازن تجاه الأحداث الجارية في العالم، وتحاولان بناء علاقات متساوية مع جميع اللاعبين الدوليين الرواد".
واستدل على ذلك بـ "تذكره للسلوك المخزي لسفراء الدول الغربية في تموز/يوليو الماضي، ومطالبتهم من مصر والجامعة العربية، ومقرها في القاهرة بإلغاء زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف"، مؤكدًا عدم استجابة مصر والجامعة العربية لتلك الضغوطات.
كما أشار بوريسينكو إلى أن "المفاوضات بشأن تطوير اتفاقية مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التي تعد روسيا ومصر عضوتان فيه، حول إنشاء منطقة تجارة حرة بلغت مرحلة متقدمة، وسينتج عنها فوائد كثيرة للدول الأعضاء، ومن المقرر أن تُعقد الجولة السادسة من المفاوضات في تموز/يوليو المقبل".
ولفت السفير الروسي لدى مصر إلى أن "هناك 16 ألف طالب مصري يدرسون في روسيا، كما تستعد مؤسسات تعليم عال روسية لفتح أفرع لها في مصر، بمجالات مختلفة، وأنشطة تدريبية متنوعة بداية من الطب وصولًا إلى الطاقة النووية السلمية".
وتابع: "كما يجرى تعزيز الروابط الدينية بين البلدين بما في ذلك بناء البطريركية في أفريقيا عبر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية"، وفق قوله.
ولفت إلى أن "الغرب يعمل بنشاط منذ شباط/فبراير 2022، على عرقلة وصول الروس إلى مصر باستخدام القيود المفروضة على قطاع صناعة الطيران"، مؤكدًا أنه "لولا الإجراءات العدائية وفرض العقوبات من قبل الولايات المتحدة، لتوافد السياح الروس إلى مصر بصورة أكبر، خاصة وأن عدد الرحلات أضحى يمثل الآن 20 طائرة يوميًا، بعد أن كان 50 طائرة يوميًا في 2021".
واستدرك السفير الروسي، قائلا: "لكننا نجحنا في استئناف التدفق السياحي، ويصل إلى مصر حاليًا 4 آلاف مواطن روسي يوميًا، عبر الطائرات المتجهة إلى القاهرة والغردقة وشرم الشيخ من 8 مدن روسية"، متابعًا: "وتحاول شركات الطيران الروسية والمصرية زيادة عدد الرحلات وتوسيع المسارات الجغرافية لتلبية الطلب الكبير على السفر إلى مصر".
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر إلى عام 1943، بعدما دشنت أول سفارة لمصر في موسكو، وتتعاون القاهرة وموسكو، لإنشاء مشروع الضبعة النووي بتكلفة استثمارية قدرها 29 مليار دولار، منها قرض وتمويل روسي قدره 25 مليار دولار، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية في محور تنمية قناة السويس المتوقع أن تكون حجم الاستثمارات في هذه المنطقة يتجاوز الـ 8 مليارات دولار.
وفي 20 آذار/مارس الماضي، بحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي مع وفد روسي رفيع المستوى، يضم الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، "تطورات الاستثمارات الروسية والمشروعات المشتركة في مصر في العديد من المجالات، كما تناولت المباحثات إقامة المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس"، وفق البيان الرئاسي المصري.
وتمثل السياحة الروسية نسبة 25 في المئة من إجمالي السياحة الوافدة لمصر، وقد تأثرت السياحة المصرية سلباً بالأزمة الروسية الأوكرانية الحالية.
وكانت مصر قد سجلت قبل الجائحة وفود نحو 8.4 مليون سائح، وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ سنوات، إذ بلغت إيراداته 13.03 مليار دولار، حسبما تقرير للاتحاد المصري للغرف السياحية.