ما بعد الجلسة 12 لانتخاب رئيس لبنان... انقسام عمودي بين الأفرقاء ولا رئيس دون حوار

فشل البرلمان اللبناني للمرة الثانية عشرة من انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وذلك بعد أعدم حصول أي مرشح على الأصوات الكافية في الدورة الأولى، وفقدان النصاب في الدورة الثانية.
Sputnik
وحضر الجلسة جميع النواب البالغ عددهم 128 نائبا، في حين انحصرت المنافسة ما بين المرشح جهاد أزعور وسليمان فرنجية، حيث جاءت نتيجة عملية الاقتراع في الدورة الأولى على الشكل التالي: نال المرشح جهاد أزعور 59 صوتا، سليمان فرنجية 51، زياد بارود 7، لبنان الجديد 8، جوزف عون 1، أسماء أخرى 1، ورقة بيضاء 1.
هذه النتائج كانت متوقعة، بحسب متابعين، كونه جرت العادة أن يتفق الأفرقاء على مرشح محدد ومن ثم يتم انتخابه بأغلبية الأصوات ومن الدورة الأولى، وهذا التوافق السياسي بين الأفرقاء غير موجود اليوم، بل المنافسة في أوجها حيث انقسم البرلمان ما بين أزعور وفرنجية.
البرلمان اللبناني يخفق مجددا في انتخاب رئيس للجمهورية
وفي هذا السياق، قال النائب وعضو كتلة الوفاء للمقاومة إبراهيم الموسوي لـ"سبوتنيك"، إن "الحوار والتوافق مبدأ ثابت، ونحن لطالما دعينا له ومستمرين به، ونقول أن البلد لا يحكم إلا بالتوافق ومنطق الغلبة والكسر والتحدي والاستفزاز لن يستفيد منه أحد، ولن يؤدي إلى بناء دولة وانتخاب رئيس، يجب أن نضع النكد السياسي وراء ظهرنا ونذهب باتجاه الحوار والتوافق والتفاهم على رئيس يرضى به الأغلبية".
وقال النائب وعضو كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم، إن "موازين القوى في المجلس النيابي لا تسمح لأي فريق بفرض رأيه دون تفاهم وتوافق، ومن هذا المنطلق دعا رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار مرتين، ولكن للأسف هنالك من رفض هذا الحوار وأخذ البلد إلى مكان آخر من التوترات، وأمعن في ارتكاباته وأخطائه ونرى اليوم ما نراه نتيجة هذا الخطأ في المعادلات السياسية لأن هناك من فضل التقاطع في المصالح على المبادئ وعلى المصلحة الجامعة للبلاد".
وفي المقابل قال النائب وعضو كتلة "لبنان القوي" رازي الحاج، إن "الدستور يقول أنه يتم انتخاب الرئيس بدورات متتالية، وهذا ما يسهل النقاش بين النواب ومن المؤكد أن التصويت يختلف ما بين دورة وأخرى، طالما هناك فريق يمنع حصول دورة ثانية، ويريد انتخابات رئاسية معلبة سلفا، ويريد أن يفرض عليك مرشح وعليك القبول به بالترغيب والتهديد والتهويل، لن يكون هناك رئيس".
رئيس مجلس النواب اللبناني: انتخاب رئيس الجمهورية لن يتحقق إلا بالتوافق والحوار
وبدوره، قال النائب المستقل أسامة سعد، تعليقًا على الضغوطات التي تعرض لها المستقلون للتصويت للمرشح أزعور، إن "هذه الضغوط لا تؤثر علينا أولا، وهذا نوع من التهويل ومصادرة الرأي ونوع من الإرهاب الفكري، نحن لا نتأثر به وتتجه نحو خياراتنا الوطنية التي تعبر عن إرادة من صوت لنا في الانتخابات البرلمانية، وهذا ما عملنا عليه اليوم وهذه قناعاتنا لأننا نرى أن الأطراف المتنافسة التي لديها تموضعات حادة لن تنتج رئيس وحلول جدية ووطنية لبلد يعاني هذا الحجم من الأزمات والانسداد السياسي والانهيارات الاقتصادية وتداعياتها على شعبنا بغذائه وصحته وتعليم أبناءه وتأمين مستلزماته الحياتية".
وتابع: "هذه الاصطفافات الحادة لا تنتج حلول، لذلك نقول للقوى التي تداولت السلطة على سنوات طويلة تواضعوا وارجعوا خطوة للوراء، وننتخب رئيس قادر على قيادة مرحلة انتقالية انقاذية مع حكومة بصلاحيات استثنائية، ليتم وضع البلد على طريق التعافي، والتحديات والعنتريات لن توصل إلى مكان".
مناقشة