السفير السوري لدى روسيا لـ "سبوتنيك": علاقة بلادنا بروسيا "فوق استراتيجية" ونتطلع لتعزيزها أكثر

أكّد السفير السوري لدى روسيا الاتحادية، بشار الجعفري، اليوم الخميس، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي بسانت بطرسبيرغ، في حديثه مع وكالة "سبوتنيك" عمق العلاقات الثنائية التي تربط البلدين.
Sputnik
وقال الجعفري: "إنّ العلاقات بين البلدين تجاوزت مرحلة الصداقة والتحالف، وأصبحت فوق استراتيجية، وهي قديمة جدا، وكان لدينا قنصلا روسيا في دمشق وحلب والقدس منذ أوائل القرن التاسع عشر".

طريق الحرير الصيني

وتحدّث السفير الجعفري عن طريق الحرير الصيني، وقال: "أعتقد جازما أن هناك طريق يجب استكشافه يصل الشمال الروسي بالشرق الأوسط، وهذه دعوة لإظهار متانة وقدم العلاقة بين روسيا ومنطقتنا العربية، ونحن نتطلع لتعزيز العلاقات أكثر مع روسيا".
كما أكد الجعفري على أنّ "جميع الدول تعمل على الانتقال إلى نظام دولي جديد، فبعد حرب الخليج الأولى عندما أطلق جورج بوش الأب شعار أن "نظاما عالميا جديدا قد بدأ"، وهذا كان سنة 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وحرب الخليج الأولى، تفرّدت أمريكا بالعالم آنذاك، وأعلنت ولادة نظاما عالميا جديدا، وأخرجت أدبيات تشرح هذا النظام وهو كتاب "صراع الحضارات ونهاية التاريخ".
وزير المال السوري لـ"سبوتنيك": دمشق تعتزم التقدم بطلب للانضمام إلى "بريكس" و"شنغهاي"
وأشار الجعفري إلى أنّ "بعض الدول سلّمت بهذه الفلسفة الجديدة، وهذا النظام العالمي الجديد، للأسف كان لا نظام ولا عالمي ولا جديد، وقام بتخريب اقتصاديات الدول، وأساء استخدام الضغوط الاقتصادية لغايات سياسية، فدفعت الشعوب ثمنا باهظا جراء ذلك، هذا من الجانب الاقتصادي".
وتابع: "ومن الجانب السياسي، رأينا تدمير يوغسلافيا وتفكيكها، وأحداث جورجيا وبعدها العراق والربيع العربي كذلك وبعدها أوكرانيا ووصولا إلى كازاخستان قبل سنتين، وهذا الوضع ليس نظاما ولا عالميا ولا جديدا، بل هو فوضى عالمية".
وأضاف: "أحادية القطبية ليست في خدمة الشعوب وتنميتها، فاليوم سوريا وعدد كبير من الدول نعمل كلنا لصالح الانتقال من نظام أحادية القطب إلى التعددية القطبية، ويمكننا القول بأننا دخلنا فيه ونعمل على بلورة بشكل جماعي، حتى لا ننصدم بنفس المعوّقات".

"نادي أصدقاء الدفاع عن الميثاق"

وتحدّث لنا الجعفري عن إنشاء نادي "اليوم، أنشأنا ناديا في نيويورك، أطلقنا عليه اسم "نادي أصدقاء الدفاع عن الميثاق"، وهو نادي لكل الدول المتضررة من العقوبات، داخل الأمم المتحدة يضم 21 دولة من عدة قارّات كلها متضررة من العقوبات الغربية، فميثاق الأمم المتحدة لا يشرعن العقوبات".
وتابع: "كلنا نؤمن بالفضاء الأوراسي ومنظمة "شنغهاي"، ويبدو أن هذه المنظمات تتطلع يكون عابرا للقارات".

المادة "78" من ميثاق الأمم المتحدة

كما أشار الجعفري إلى أنه "لا توجد نزاهة في الأمم المتحدة صراحة، هي تعكس مصالح الدول النافذة فيها، يمكن أن سوريا تتميز عن غيرها كونها من الدول المؤسّسة للمنظمة يعني لم ننضم إليها لاحقا، والوفد السوري الذي كان برئاسة فارس بيك الخوري آنذاك وعضوية كبار الدبلوماسيين، كان وراء إدخال المادة "78" بالميثاق التي تنص إلى إنهاء الوصاية الاستعمارية التي كانت تسمى الانتداب، واسمها الفقرة السورية وكان بداية إنهاء عصر الاستعمار".
سوريا تسعى بشكل جاد للانضمام إلى التكتلات الاقتصادية العالمية الجديدة كبريكس و شنغهاي
وتابع: "لذلك نحن نعرف الآليات بشكل جيد، وهناك الكثير من الأمور في منظمة الأمم المتحدة، فقط على الورق ولكنه لا يطبق إلا لصالح جهات معينة".
واختتم السفير الجعفري حديثه بأن العالم تغير حتى داخل الأمم المتحدة، وقال لـ "سبوتنيك":
"سابقا وقبل أن يكون هناك عالم أحادي القطبية، كان داخل منظمة الأمم المتحدة، عدة تكتلات وكلها تقف إلى جانب بعضها البعض، بحيث أن مصالحها مصانة بالتصويت، والأغلبية كانت لصالحنا، وبعد أن تفككت هذه التكتلات أصبحت هناك هيمنة غربية على صنع القرار داخل الأمم المتحدة وتراجع القرار لصالح الهيمنة، وأصبح كل قرار بيد الغرب، ولهذا من المهم جدا العودة إلى التعددية القطبية".
مناقشة