سوريا تسعى بشكل جاد للانضمام إلى التكتلات الاقتصادية العالمية الجديدة كبريكس و شنغهاي

أعرب وزير المال السوري، كنعان ياغي، اليوم الخميس، في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، عن أهمية مشاركة وفد بلاده في المنتدى الاقتصادي الدولي المقام في سان بطرسبورغ الروسية.
Sputnik
وقال ياغي لـ "سبوتنيك": "إن أهمية مشاركة وفد الجمهورية العربية السورية في هذا المنتدى الاقتصادي، الذي أصبح حقيقة من أهم المنصات والمنتديات الدولية على المستوى الاقتصادي، والذي يوفر مناخا وفضاء لتبادل الخبرات والأفكار والطروحات والتقييم للنظام الاقتصادي الحالي، الذي أصبح يعاني بشدة وخلق سلسلة من الإشكالات الدولية، وهو بحاجة إلى مراجعة وإعادة نظر في الديناميات الخاصة بالاقتصاد العالمي، يدفع بنا للمشاركة وتبادل الخبرات مع الجانب الروسي والدول المشاركة".
وأضاف: "وبالتالي، وجود بلادنا اليوم هنا في هذا المنتدى هو لمشاركة الجميع بالطروحات المقدمة، ونسهم برؤيتنا وقراءتنا للاقتصاد العالمي وإلى أين يجب أن يذهب".
وأكد ياغي على عمق العلاقات بين سوريا وروسيا الاتحادية، وقال:

من جهة أخرى، نحن نتمتع بعلاقات صديقة مع روسيا الاتحادية، وتنبع أهمية مشاركتنا من أهمية الطروحات التي يطرحها المنتدى، على صعيد الاقتصاد العالمي الذي يعاني من قطبية واحدة منذ أكثر من 25 عاما، والانتقال إلى نظام عالمي اقتصادي أكثر حرية وشفافية.

المصالح المشتركة بين الأطراف

كما أشار ياغي إلى المشاركة الواسعة لعدة دول والدور الفاعل الذي تقوم به مشاركة بلاده في مثل هذه المنتديات، مضيفا:

نحن نتحدث عن مشاركة دولية واسعة، أكثر من 130 دولة تشارك حاليا في هذا المنتدى الدولي الكبير، وسوريا اليوم في طور إعادة الحرارة للعلاقات الاقتصادية، إن كان بينها وبين الدول الصديقة أو الشقيقة، وبالتالي تجري اللقاءات مع كافة شركائنا الرئيسيين على هامش المنتدى".

وزير المال السوري لـ"سبوتنيك": دمشق تعتزم التقدم بطلب للانضمام إلى "بريكس" و"شنغهاي"
ونوّه وزير المال السوري إلى الرسالة التي أتى بها المنتدى الاقتصادي الدولي هذه السنة، في حق الشعوب في التنمية المستدامة، وقال:

نحاول دراسة الاتفاقيات الموجودة أساسا لإعادة إحيائها وإعادة النظر بها، وعلى أي أساس يجب أن تُبنى هذه العلاقات، والمنتدى يتحدث عن السيادة الوطنية وحق الشعوب في التنمية المستدامة على أساس المصالح المشتركة، وكل هذا المناخ يوفر بيئة ومنصة مهمة لتبادل الأفكار بين سوريا وكافة الأطراف الفاعلة".

المعاملات التجارية بين البلدين

كما تحدث ياغي عن آليات لتسوية المعاملات التجارية بين روسيا الاتحادية وسوريا، وقال في حديثه لوكالة "سبوتنيك":

إنه لا توجد معيقات للتعاملات التجارية بين بلادنا وروسيا، ونحن نعمل منذ فترة على خلق آليات لتسوية المعاملات التجارية بين روسيا الاتحادية وسوريا، وكل العالم حاليا يبحث عن آليات جديدة للابتعاد عن هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية، ومن الأولى بالدول ذات العلاقات الاستراتيجية أن تبحث عن بديل محلي حقيقي، يكون بديلا فنيا وماليا للدولار الأمريكي".

وتابع: "وهذا ما دأبت عليه الحكومتين لإيجاد قنوات مصرفية وآليات تسوية نقدية بديلة عن نظام "سويفت" العالمي، لتسوية المدفوعات عبر المصارف، وأيضا نبحث عن وضع آلية مقبولة بين الطرفين، وطبّقت في بعض الدول وموجودة حاليا، وباكستان منذ أول أمس دفعت قيمة أول شحنة نفط روسي باليوان الصيني، وهذه حقيقة تاريخ يجب أن نقف عنده، ومفصل لجهود يمكن أن نقول أنها منذ أكثر من ثلاثة سنوات يجري العمل عليها".
السفير السوري لدى روسيا لـ "سبوتنيك": علاقة بلادنا بروسيا "فوق استراتيجية" ونتطلع لتعزيزها أكثر

وأضاف: "وبالتالي كل الدول تسعى لذلك، نحن لدينا اتفاقيات اقتصادية في إطار عمل اللجنة المشتركة، ولدينا حجم تجاري يتطور وعلاقات مصرفية وتجارية قوية، والرغبة كذلك في تطويرها، وبالتالي لابد من خلق آليات تطوير جديدة لتسهيل التبادل التجاري بين سوريا وروسيا الاتحادية".

الانضمام إلى "بريكس" و"شنغهاي"

وقال ياغي لوكالة "سبوتنيك": "هناك فعلا طروحات لتوسيع الشراكات الاقتصادية والمصرفية بين بلدنا وروسيا الاتحادية، ليكون هناك فعلا شراكة حقيقية تصل إلى المستوى السياسي للعلاقات بين البلدين".

وتابع: "ينطوي تحت هذا العنوان كل ما يمكن القيام به من تطوير العلاقات المصرفية أو المالية أو موضوع تسهيل التبادل التجاري وإعطاء مزايا تفضي للسلع المحلية بين البلدين، وكل ذلك في إطار الدراسة والتقييم بين البلدين".

وأضاف ياغي: "من المخطط كذلك افتتاح بنك "سبيربنك" الروسي في الجمهورية العربية السورية".

اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب

وأشار ياغي إلى "المحاولات العالمية للتخلص من القطبية الأحادية، وسوريا تعتزم التقدم بطلب للحصول على عضوية منظمة "شنغهاي" للتعاون، ومجموعة بريكس".
الاتحاد الأوروبي يكشف موقفه من تطبيع العلاقات بين سوريا والدول العربية وتركيا

وقال: "إن المرحلة الحالية مختلفة، لقد بدأنا فعليا بتلمس معالم عالم أو اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب ولكن هو في الحقيقة موجود، وذلك بإضافة آليات حقيقية لتثبيت التعددية، من خلال إضافة مؤسسات اقتصادية رديفة، نحن نتحدث عن بنك التنمية الذي رأس ماله 100 مليار، وهو منافس للبنك الدولي ولكن بآليات عمل مختلفة، يدعم التنمية المستدامة والسيادة الوطنية ويسعى إلى تحقيق اقتصاد أكثر عدالة، وهذه مفاهيم مقبولة من كل العالم".

عملة احتياطية بديلة

ونوّه ياغي إلى العلاقة بين عدد المشاركين في المنتدى ورسالته، وقال لـ "سبوتنيك":

لا يمكننا الفصل بين رسالة المنتدى وعدد المشاركين، الآن العمل على إيجاد عملة احتياطية لكل دول بريكس وشنغهاي، وآليات تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية، وكل هذه البدائل تسعى لتكريس وتثبيت نظام اقتصادي جديد.

وتابع: "أصبحنا أكثر وعيا بآلية الحفاظ أو إدارة الاقتصاد العالمي، وأعتقد أننا دخلنا في مرحلة ناجحة بدأت ملامحها بالظهور، وسيكون بلدان العالم الثالث المستفيد من هذا التغير العالمي".
واختتم حديثه معنا بأن "سوريا لديها منهج تسير عليه لتعزيز شراكاتنا مع روسيا والصين، ومن باب أولى أن نتوجه شرقا، الحرب حقيقة أثرت على تطوير آليات واندماج سوريا بالتكتلات الاقتصادية، ولكننا نسعى لأن تكون سوريا عضوا فاعلا في منظمة "شنغهاي" ومجموعة "بريكس"، على الرغم من أن الأمر يحتاج إلى فترة من الزمن وبعض الإجراءات".
مناقشة