وفي زيارته للصين، بحث عباس آخر تطورات القضية الفلسطينية وما تقوم به إسرائيل من "أنشطة استيطانية وانتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وقال مراقبون إن تعزيز الشراكة بين الصين وفلسطين يأتي في ظل فشل الدول الغربية في الضغط على إسرائيل لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، مؤكدين أهميتها في دعم الاعتراف الدولي بفلسطين.
وتناولت المباحثات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وآلية اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، إضافة إلى تشجيع الشركات الصينية للاستثمار والعمل في فلسطين.
أهمية سياسية
اعتبر جمال نزال، المتحدث باسم حركة "فتح"، وعضو مجلسها الثوري، أن الصين دولة مركزية في العالم، بما لها من وزن اقتصادي كبير، ومكانة دولية عظيمة، أبرز معالمها أنها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وهو أمر مهم وضروري.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك خصوصية كبيرة في العلاقات الفلسطينية مع الصين، لا سيما أن بكين تعد من أقدم وأكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، منذ تدشين حركة فتح، إذ قدمت دعمًا كبيرًا وبأشكال مختلفة ومتنوعة، مؤكدًا أن فلسطين حريصة على استمرار علاقاتها مع بكين وتطويرها بشكل أكبر الفترة الحالية.
ولفت إلى أن الصين تملك علاقات جيدة مع الدول العربية والإسلامية، ويمكن لفلسطين أن تكون جزءًا من منظومة هذه العلاقات، كما أن السلطة الوطنية تسعى للمسار الثنائي مع بكين وتركز عليه.
وفيما يتعلق بأهمية هذه الشراكة، قال القيادي في حركة فتح إن فلسطين والسلطة تؤمنان بتوسيع إطار الدول المشاركة في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل البحث عن حل يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح نزال أنهم يدعمون توسيع الرباعية الدولية لتشمل دولا مهمة وفاعلة وكبيرة، على رأسها البرازيل والهند، وأن يكون للصين بشكل خاص دور مميز في هذا الموضوع بما تملكه من تأثير وعلاقات مع دول كثيرة لها ارتباط بهذا الأمر.
الاعتراف بفلسطين
من جانبه، اعتبر تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" للصين تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأتي الزيارة في ظل الحصار الكبير الذي تتعرض له السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير، ووسط عدم استجابة أي طرف في المجتمع الدولي لأي مبادرة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ولفت إلى أن "فلسطين تتطلع إلى علاقة استراتيجية وقوية مع الصين تفضي إلى إعطاء الأمل للشعب في إمكانية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والبدء في إجراءات فعلية على أرض الواقع لبناء دولة فلسطينية مستقلة على كل الأصعدة، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية".
وأوضح أن الصين من أكبر الدول الداعمة لفلسطين، لا سيما من خلال وجودها في مجلس الأمن، مع دولة الجزائر التي تمثل المجموعة العربية، وهو ما من شأنه أن يؤثر في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لمحاولة دفعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية كحقيقة على الأرض، وليس مجرد شعارات.
وقال إن التطلع الفلسطيني بحاجة إلى ترجمة عملية من قبل الصين، وهو ما يدعم زيادة التقارب وتكثيف العلاقات الاستراتيجية بينهما، بما في ذلك زيارة "أبو مازن" الجارية.
وجدد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، دعوته لتصبح فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وذلك خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في بكين.
وقال إن المخرج الرئيسي للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معلنا عن استعداد بلاده لتعزيز التنسيق والتعاون مع الجانب الفلسطيني بشأن التغيرات العالمية والتطورات الجديدة للوضع في الشرق الأوسط.
يذكر أن وزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، قد أبلغ في شهر نيسان/ أبريل الماضي، نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني استعداد بلاده للمساعدة في محادثات سلام، في اتصالين منفصلين، مشددا على مسعى بكين لمحادثات سلام على أساس تطبيق "حل الدولتين".
وومنذ أبريل 2014، توقفت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، على خلفية تملص تل أبيب من خيار حل الدولتين، ورفضها وقف الاستيطان والإفراج عن قدامى الأسرى.
ويزور الرئيس الفلسطيني الصين في زيارة تهدف إلى بحث علاقات بلاده معها في ظل الثقة المتبادلة وعلاقات التعاون، التي نمت بصورة كبيرة على مدى العقود الماضية. وتتزامن زيارة عباس إلى الصين مع الاحتفال بالذكرى الـ 35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.