القاهرة - سبوتنيك. واستضافت العاصمة الأردنية عمان المشاورات برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر، حيث اتفق الطرفان على عقد جولة مفاوضات جديدة بعد عيد الأضحى الذي يحل أواخر الشهر الجاري.
وأوضح المتحدث باسم الوفد الحكومي اليمني في مفاوضات الأسرى والمختطفين وعضو الوفد المفاوض، ماجد فضائل، أن "جولة المشاورات اختتمت اليوم وبأجواء إيجابية بعد الموافقة من وفد "أنصار الله" على تبادل السياسي الأستاذ محمد قحطان في أي عملية تبادل قادمة".
وأضاف فضائل: "طرحت عدة مقترحات للتبادل على أن يقوم كل طرف برفع هذه المقترحات لقيادته للموافقة عليها والعودة بعد العيد لجولة جديدة للاتفاق على تفاصيل التبادل"، مشيرا إلى أن "الوفد الحكومي تعامل بمسئولية والتزام كبير وجدية كاملة".
وأكد المتحدث باسم "حرص الوفد كل الحرص على إطلاق الكل مقابل الكل وفقاً لتوجيهات قيادة المجلس الرئاسي ممثلة برئيس المجلس رشاد العليمي والحكومة اليمنية".
واختتم فضائل، وهو وكيل وزارة حقوق الإنسان بالحكومة اليمنية، بالتأكيد أن "الوفد الحكومي لن يحتفظ بأي جهد يؤدي إلى إنهاء معاناة ذوي المختطفين والأسرى وعودة كل المحتجزين في السجون والمعتقلات إلى أسرهم في أقرب فرصة ممكنة".
وكانت جولة مشاورات بين الحكومة وجماعة "أنصار الله" انطلقت الجمعة الماضي، في عمّان، للكشف عن مصير المخفيين لدى الطرفين، بعد أن تعثرت في مايو/ أيار الماضي، جهود تنفيذ الزيارات المتبادلة بين الحكومة اليمنية و"أنصار الله" لسجون ومراكز اعتقال الطرفين في صنعاء ومأرب، تمهيدا لإطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى.
ومنتصف مايو الجاري، أعلن رئيس وفد الحكومة اليمنية في مفاوضات الأسرى العميد يحيى كزمان، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أنه لن تكون هناك زيارات متبادلة للسجون وأماكن الاحتجاز ولا جولة مفاوضات جديدة، ما لم تكشف جماعة "أنصار الله" عن مصير السياسي محمد قحطان.
وردت جماعة "أنصار الله" على اشتراط الحكومة اليمنية بكشف مصير السياسي محمد قحطان، بالمطالبة بإيضاح مصير عدد من أسرى الجماعة.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 17 أبريل/ نيسان الماضي، استكمال تنفيذها الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، خلال جولة مفاوضات سويسرا أواخر مارس/ آذار الماضي، بالإفراج عن نحو 887 أسيراً، مؤكدة أنها "خطوة إيجابية نحو السلام والمصالحة في اليمن".
وتعد الأزمة في اليمن، حاليا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إذ سبق وأعلنت الأمم المتحدة أن 80% من اليمنيين لا يستطيعون توفير الطعام جراء تداعيات الحرب، (17.3 مليون يمني من أصل أكثر من 21.7 مليون، يعانون من فقر مدقع وحاجة ماسة لمساعدات إنسانية على الفور).
وخلفت الحرب كل أنواع الأمراض والأوبئة من سوء تغذية ومجاعة يعاني منه آثارها 400 ألف طفل لا يجدون ما يكفيهم من طعام وشراب ورعاية طبية.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت في اليمن 6 أشهر منذ مطلع نيسان/ أبريل العام الماضي.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة نحو 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.