وينخرط في هذه الاعتداءات شخصيات إسرائيلية رسمية، مثل نائب رئيس البلدية في القدس، أرييه كينغ، الذي يقود عشرات المستوطنين للهجوم على السياح المسيحيين، ويقول دميتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس لوكالة "سبوتنيك":
"منذ قدوم حكومة نتنياهو اليمينة المتطرفة ازدادت نسبة الاعتداءات الإرهابية على الرهبان والمسيحيين وعلى السياح أيضًا، والتي يرتكبها عصابات المستوطنين، الذين يستهدفون التواجد المسيحي في البلدة القديمة، خاصة منطقة الحي المسيحي في باب الخليل، وحي الأرمن، مدعومين من التصريحات التحريضية من قبل حكومة الاحتلال، وتعتبر غطاء سياسي لهؤلاء المتطرفين لممارسة جرائمهم ضد المسيحين في البلدة القديمة".
ويضيف دلياني: "فضلًا عن التصريحات التحريضية من قبل حكومة نتنياهو، هناك غطاء حكومي يدعم هذه الاعتداءات من خلال وجود إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي الذي أعطى مزيدا من الدعم والتغطية على جرائم المستوطنين، ووجود وزير المال بتسلئيل سموتريتش الذي رفع الموازنة المقدمة للمستوطنين".
تنامي اعتداءات المستوطنين اليهود على المسيحيين بالقدس منذ مطلع العام الجاري
© Sputnik . Ajwad Jradat
ومنذ بداية العام الحالي، سُجلت اعتداءات كثيرة من قبل المستوطنين على المقدسات المسيحية والمسيحيين، أبرزها قبل نحو شهر، عندما اقتحم 4 مستوطنين دير "راهبات المحبة" قرب الباب الجديد في القدس، وتمكن الحارس من إبعاد المقتحمين عن المكان، علما أن النزلاء في الدير هم من الأطفال ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك في شهر نيسان/ أبريل الماضي، وخلال احتفالات المسيحيين بعيد الفصح المجيد، سجلت اعتداءات على المسيحيين ورجال الدين خلال حملهم الصليب وسيرهم في "درب الآلام"، بالبصق والشتائم، وإضافة إلى ضرب باب بطريركية الأرمن الأرثوذكس في البلدة القديمة.
وفي شهر آذار/ مارس الماضي، اقتحم مستوطنان كنيسة "ستنا مريم" في مدينة القدس، واعتدوا على رجال الدين والمصلين بأدوات حادة ووجهوا الشتائم لهم، وأصيب أحد رجال الدين بجرح في الرأس، وقبلها بشهر قام مستوطن بتحطيم أحد التماثيل للسيد المسيح داخل كنيسة "حبس المسيح".
ومنذ بداية العام، حطم المستوطنون اليهود شواهد قبور وصلبان أكثر من 30 قبرًا في المقبرة البروتستانتية، وخطوا شعارات عنصرية على جدران البطريركية الأرمنية في البلدة القديمة، وعبارات الموت للأرمن، والموت للمسيحيين، ويقول جابي سليمان، أحد سكان البلدة القديمة في القدس لـ "سبوتنيك":
"الهدف من هذه الاعتداءات هو تقليل عدد المسيحين المتواجدين في البلدة القديمة، من خلال ترهيبهم وجعلهم دون حماية وأمان، ونطالب العالم بالتدخل لوقف هذه الاعتداءات الممنهجة ضد التواجد المسيحي في القدس، والذي يتناقص يومًا بعد يوم".