راديو

ملامح خارطة الطريق للتطبيع بين تركيا وسوريا عبر أستانا

انطلقت اليوم في العاصمة الكازاخستانية أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول سوريا بموجب صيغة أستانا والمقرر أن يستمر يومين.
Sputnik
تركز مناقشات الاجتماع الجاري على تغيرات الموقف الإقليمي حول سوريا والوضع الإنساني وجهود تسوية الأزمة ومسائل مكافحة الإرهاب فضلا عن إعادة إعمار سوريا وتوفير الظروف لعودة اللاجئين، وفي مقدمة جدول الأعمال بحث التقدم المسجل في خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا.
ويشارك في الاجتماع وفود سوريا والبلدان الضامنة لعملية أستانا "روسيا وإيران وتركيا"، وبحضور مراقبين مندوبين عن الأمم المتحدة ولبنان والأردن والعراق.
وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو تأمل في إحراز تقدم في العمل على خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، علي الأحمد، إن "إطار أستانا أحد الأطر الإقليمية الدولية الأكثر فاعلية في الأزمة السورية، ويختلف عن إطار جنيف في مسألة مركزية حيث يدخل في صناعة خرائط، ويتطرق إلى التفاصيل في العلاقات الإقليمية، وما تحول روسيا فعله اليوم هو هندسة علاقة بين جارتين في حالة من الندية، وتحويل الجار التركي من لدود إلى ودود".

وأشار إلى أن "الحكومتين السورية والتركية تدركان أنه لا مفر من إقامة علاقات بين البلدين بحكم الجوار الجغرافي والحدود المشترك الممتدة لنحو ألف كيلومتر، ولهذا يتعين تكليف لجنة خبراء لصياغة خارطة لهذه العلاقة".
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن خلدون، برهان كور أوغلو، أن "إعادة العلاقات بين تركيا والدول العربية بشكل قوي أثر إيجابا على الموقف بين تركيا وسوريا، وقد كان هذا مطلبا أساسيا بعد أن اكتشفنا أنه لن يحدث تقدم ملحوظ بدون تعاون وتفاهم بين سوريا وتركيا".
وأضاف أن "هذه المساعي بدأت بوساطة روسية، ومع مرور الزمن ستتطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وسيؤدي هذا بدوره إلى حل مقبول للأزمة السورية، لكن العودة الكاملة للعلاقات ستحتاج إلى فترة زمنية نظرا لتراكم المشكلات لأكثر من 13 عاما، لذلك لابد من الاستمرار في هذا المسار بقوة بعد أن أصبحت أستانا الأساس في تطوير العلاقات خلال المرحلة المقبلة".

وأكد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الهاشمية، جمال الشلبي، أن "المؤتمر الحالي هو أحد اللقاءات الهامة التي تجريها روسيا وإيران وتركيا وسوريا للوصل إلى حل نهائي، ويأتي في ظل ظروف مختلفة حيث تتجه تركيا الآن يوما بعد يوم إلى روسيا وتدرك أنها فاعل نشط في الإقليم، وقد دعمتها خلال الانتخابات".

وأشار إلى أن "روسيا تريد أن تثبت أنها تلعب دورا كبيرا في استقرار المنطقة، وأن أوراقها السياسية في الملفات العالقة في الشرق الأوسط موجودة، كما أن أيران أنهكت من العقوبات الاقتصادية وهي حاليا بحاجة إلى نافذة تتنفس منها، وهذا يتطلب أن تكون هناك علاقات جيدة مع تركيا من ناحية، وعلاقات بين تركيا وسوريا من جانب آخر".
وأوضح الشلبي أن "السبب يعود لأن إيران هي أحد الداعمين الأساسين لسوريا وهي حاليا في وضعها الصعب هذا لا تستطيع أن تقدم ما هو مطلوب لسوريا، وبالتالي تتوفر لدى كل الأطراف الدوافع لأن يجدوا حل لهذا القضية العالقة، وعليه تزداد فرص نجاح هذا اللقاء".
وأوضح الخبير أن "انعقاد هذا اللقاء بعد شهر من لقاء في موسكو، وإعلان وزير الخارجية الروسية عن لقاء جديد يدل على أن هناك توافقات على الأسس، وهناك خارطة طريق يجب أن يسير عليها الجميع من أجل التوصل أو على الأقل اثبات أن هناك حسن نوايا قد تقود إلى اتفاقات بين الأطراف تنهي هذا الصراع".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة