ودعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، في رسائله، "المجتمع الدولي إلى الاهتمام الفوري بالعدوان المفزع الذي تشنه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، والذي يعرّض أرواح المدنيين للخطر، في غياب الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال الإسرائيلي"، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وشدد منصور على "ضرورة تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن جميع انتهاكاتها لحقوق الإنسان وجرائم الحرب، وأنه لا يمكن أن يستمر المجتمع الدولي بالقبول بهذا الأمر الواقع"، مؤكدا أيضا ضرورة "اتخاذ موقف حازم ضد هذا الاحتلال الاستعماري غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، والعمل بشكل ملموس وعاجل، لدعم القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان".
كما أكد على أن "الوقت قد حان لتنفيذ العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، والسعي لتحقيق العدالة من خلال الهيئات القضائية الدولية، بما في ذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية؛ ولإدراج إسرائيل كمنتهك لحقوق الطفل".
وشيّع الفلسطينيون في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، جثامين الشبان الخمسة الذين قتلوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على مخيم جنين، يوم الاثنين الماضي، وانطلقت مواكب تشييع الشبان من منازل ذويهم إلى المساجد لأداء صلاة الجنازة عليهم ثم مواراتهم الثرى، وصدحت الجماهير بهتافات منددة بالعملية العسكرية الإسرائيلية على جنين، وداعمة للمقاومة الفلسطينية.
وأصيب 7 جنود إسرائيليين أثناء اقتحام القوة الإسرائيلية مخيم جنين واعتقالها فلسطينيين، وأثناء خروجها، انفجرت عبوة ناسفة بآلية عسكرية وتضررت عدة آليات أخرى، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجنود الإسرائيليين أصيبوا في كمين لمسلحين فلسطينيين في جنين، وإن بعضهم في حالة خطرة.
من جهتها، تبنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي"، في بيان تلك العملية، مؤكدة أنها أوقعت الجنود الإسرائيليين في كمين محكم، وقال ماهر الأخرس، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، لوكالة "سبوتنيك": "الشعب الفلسطيني مجبر أن يقاوم، وما حدث اليوم هو درس للاحتلال الذي يقتل الشعب الفلسطيني، وعليه أن يعلم أن اقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية سيدفع ثمنها باهظًا".
وشاركت في العملية الإسرائيلية الطائرات العسكرية التي قصفت أهدافًا في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية قبل 20 عاما، وحلقت طائرات "أباتشي" والمسيّرات الإسرائيلية لساعات في سماء جنين، ورافق ذلك أصوات اشتباكات متقطعة بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
من جهتها، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن هذا الاقتحام الإسرائيلي هدفه تفجير المنطقة، والوضع الحالي لا يمكن استمراره، داعية المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية خاصة، إلى التدخل فورا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
ووصفت العملية العسكرية الإسرائيلية بالاجتياح المصغر، ما أعاد إلى أذهان الفلسطينيين الاجتياح الذي شهده مخيم جنين في أبريل/ نيسان عام 2002، وقُتل خلاله 58 فلسطينيًا، ودمر 455 منزلًا بالكامل.