وسيحضر ملف الانتخابات الرئاسية على طاولة المباحثات بعد فشل البرلمان اللبناني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسط انقسام سياسي حاد ينذر بطول أمد الأزمة الرئاسية.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، جورج شاهين، في حديث لـ"سبوتنيك"، أنه "من الصعب تقديم المعلومات الدقيقة عن وقائع زيارة لودريان، كل ما أعلن من الجانب الفرنسي حتى هذه اللحظة أنه سيكون اليوم في بيروت، وما كشف عنه في بيروت أنه سيكون في زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، في أول خطوة يقوم بها مساء اليوم".
وأوضح أن "لودريان ليس جديدًا أن يكون في بيروت، فهو قد أمضى مهمات عدة قبل تفجير مرفأ بيروت وبعده، وقبل وبعد زيارة الرئيس ماكرون إلى بيروت عام 2020، أمضى سنة كاملة في لبنان، سعى فيها إلى حث اللبنانيين على تشكيل حكومة مهمة ودفعهم إلى تنفيذ ما تعهدوا به من الإصلاحات، ونتذكر تلك المرحلة فقد واكب تكليف السفير مصطفى أديب، بتشكيل حكومة مهمة وقد سقطت مهمته بعد شهر، كلف بعدها الرئيس سعد الحريري، بالمهمة عينها وانتهت إلى النتيجة نفسها بعد 10 أشهر، انتهت بتكليف نجيب ميقاتي رئيس حكومة، بالإضافة إلى هذه المرحلة التي قام بها لودريان مستعينًا بالضغط الفرنسي والأوروبي لمعالجة مجموعة الأزمات الاقتصادية والمالية والحكومية والسياسية في لبنان كله يمكن استحضارها عشية المهمة الجديدة التي يقوم بها".
وقال شاهين: "هل لودريان يتسلح هذه المرة بما يضمن مهمته الجديدة وتأمين نتائجها الإيجابية على مختلف المستويات؟، وما هو واضح الآن أن الخطوة الأولى التي سيطالب بها لودريان، هي انتخاب رئيس جديد للجمهورية وقد انتهى الشهر الثامن على مرحلة خلو سدة الرئاسة من شاغلها"، لافتًا إلى أنه "سيلتقي بنفس الأشخاص الذين التقاهم منذ سنتين. الأسئلة متعددة والرهان على إمكان نجاح المبادرة يقف على حجم ما يحمله من اقتراحات، ما هو ثابت حتى الآن في ظل هذا الغموض الدبلوماسي، حتى هذه اللحظة، ليس هناك أي برنامج فرنسي معلن عن زيارة لودريان كل ما تسرب من برنامج لقاءاته وما يريده".
وذكر أن "هذه المرة الأكيد أن لودريان يتسلح بموقف الأطراف الخمسة في لقاء باريس الخماسي، ولكن هل أن جميع الأطراف الخمسة أيضا متضامنون حول طرح واحد، ليس هناك ما يضمن بأن التحرك الفرنسي يحظى بإجماع الأطراف الخمسة، لودريان سيكون في بيروت ليلتقي كل الأطراف وسفراء الدول الخمسة".
إلى ذلك، لفت شاهين إلى أن "فرنسا لم تعلن عن تغير في مبادرتها، لم تقل حتى الآن بأنها تراجعت عن طرحها للثنائي سليمان فرنجية، نواف سلام، لكن ما أوحت به الحركة الدبلوماسية أن الأطراف الخمسة غير موحدين حول هذه النظرة، وأن زيارة البطريرك الراعي إلى باريس بعد الموقف المسيحي الذي رفض الطرح الفرنسي، وتوحد حول مرشح في مواجهة من دعمت ترشيحه فرنسا ينبئ بأن تغييرًا ما قد يطرأ على هذه الخطوة".
ورأى أن "المشكلة ليست بيد الفرنسيين وليست لدى الأطراف الخمسة، إذا بقي الثنائي الشيعي في لبنان متسلحًا بترشيح فرنجية وهو يراهن على تقلبات في المنطقة، ونتائج التفاهم السعودي الإيراني وإمكان قيادته إلى تغيير موازين القوى في لبنان، بهدف تأمين فوز سليمان فرنجية برئاسة الجمهورية، هنا اللعبة وهي ليس لدى أطراف المعارضة، اللعبة ممسوكة من الثنائي الشيعي بتضامنه ككتلة نيابية واحدة وإمساكه بالقرار السياسي في هذه المرحلة وما يؤدي إلى تغيير هذه المعادلة يبقى رهنًا بما تمتلكه فرنسا من قدرات، هل أن الأطراف كلها مجتمعة حول الفرنسيين للمضي بهذه المبادرة أو لمواجهتها؟، لذلك لودريان يقوم بمهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة".
وأشار شاهين إلى أن "لودريان أمضى سنة كاملة بين 23 تموز 2020، قبل انفجارمرفأ بيروت ب 12 يوم، وواكب المرحلة بعد انفجار بيروت وزيارتي الرئيس ماكرون لبيروت، وأمضى سنة كاملة في لبنان يهدد بالعصا والجزرة يحمل طروحات، وهو أول من حذر من انهيارات كبرى في لبنان، جرت كل هذه الوقائع وانهار الوضع في لبنان ولم يوفق ماكرون لا في جر اللبنانيين إلى تنفيذ الإصلاحات ولا لتنفيذ أي شيء من المبادرة الفرنسية، كل الأمل هذه المرة أن تكون هناك عناصر تضمن له نجاح مبادرته".