خبيران: التجارة بين الهند وروسيا عطلت تأثير العقوبات الغربية

بلغ حجم التجارة بين الهند وروسيا 44.4 مليار دولار في السنة المالية الماضية، ما جعل موسكو خامس أكبر شريك تجاري للهند بعد الولايات المتحدة والصين والإمارات والسعودية.
Sputnik
حول هذا الموضوع تحدث لـ"سبوتنيك" اثنان من الاقتصاديين الهنود الذين تابعوا عن كثب الأحداث المتعلقة بتجارة نيودلهي المتنامية مع موسكو، حيث قالوا إن الشراكة الاقتصادية لبلادهم مع روسيا قد أحبطت المحاولات الغربية لسحق الاقتصاد الروسي.
وصرح الدكتور مانوج بانت، الذي شغل منصب مدير المعهد الهندي للتجارة الخارجية (IIFT)، وكذلك أميت راي، الأستاذ في مركز التجارة الدولية والتنمية بجامعة نهرو (JNU)، إن انتعاش التجارة الهندية الروسية جاء في وقت برزت فيه الهند كأسرع اقتصاد في العالم نموا، إذ حققت معدل نمو بنسبة 7.1% في العام المالي 2022-2023.
موسكو تفرض عقوبات جديدة على 48 أستراليا
وفقًا لبيان أدلى به حاكم بنك الاحتياطي الهندي (RBI) شاكتيكانتا داس الأسبوع الماضي، فإن الهند في طريقها لتحقيق معدل للناتج المحلي الإجمالي مماثل في العام المالي المقبل أيضا.
في ضوء ذلك، أشاد الأكاديميان بالتجارة الاقتصادية المتزايدة بين الهند وروسيا، مشيرين إلى أنها أدت دورا مهمًا في حصول الهند على المكانة التي وصلت إليها.

وأضاف راي: "لقد رسخت التجارة بين البلدين أيضا مكانة الهند العالمية بقوة كلاعب استراتيجي رئيسي في الحفاظ على توازن القوى العالمي الذي كان يميل بشكل غير متناسب نحو محور أحادي القطب يدور حول الولايات المتحدة وحلفائها بعد نهاية الحرب الباردة".

ويرى الخبير أن تحرك الهند نجح في إحباط محاولات العالم الغربي لسحق الاقتصاد الروسي من خلال فرض عقوبات خاصة على استيراد النفط الخام الذي يوفر للاقتصاد الروسي عائدات كبيرة، مؤكدا أنه "لا داعي لذكر أن هذه العقوبات أضرت بنفس القدر بالاتحاد الأوروبي أيضا، إذ تم قطع المصدر الرئيسي لإمدادات النفط الخام، ما خلق ضغوطًا تصاعدية قوية على أسعار الوقود".
بريطانيا تقر قانونا لديمومة العقوبات على روسيا حتى دفع تعويضات لأوكرانيا
وأكد على أن التجارة بين نيودلهي وموسكو أنقذت الاقتصاد الروسي، حيث زودت أوروبا بإمدادات الوقود التي تشتد الحاجة إليها؛ وهو ما عاد بفوائد كبيرة على الهند، مثل إبقاء أسعار الوقود والضغط التضخمي تحت السيطرة وتعزيز ميزانها التجاري وتوفير دفعة كبيرة لقطاع البترول.
واختتم مانوج بانت بالإشارة إلى أن التجارة بين موسكو ونيودلهي أفادت البلدين لأن روسيا لديها سلع استهلاكية لا تستطيع الحصول عليها من أماكن أخرى، كما حصلت الهند على النفط أرخص من الأسواق الأخرى، لذلك كانت التجارة في الآونة الأخيرة جيدة لكلا البلدين.
وأكد الخبير أن "العقوبات الغربية لا تؤثر كثيرا على روسيا لأن لديها كل السلع الاستهلاكية، ولديها القمح والشعير ولديهم الكثير من الغاز والنفط. لذا، فإن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة لا تؤثر كثيرا".
مناقشة