خبير سياسي: اللاجئون السوريون هم حجر الزاوية في السياسة التركية

اختتمت الجولة العشرين من محادثات "أستانا" الخاصة بتسوية الأوضاع في سوريا في العاصمة الكازاخستانية.
Sputnik
وكان من بين القضايا الرئيسية في الاجتماع، اللاجئون السوريون الذين يصل عددهم في تركيا وحدها إلى أكثر من 3 ملايين شخص.
أكد الخبير السياسي، الخبير في نادي "فالداي" الدولي للنقاش فرهاد إبراغيموف، في مقابلة حصرية مع وكالة "سبوتنيك"، أنها تلك الفرصة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحل قضية اللاجئين السوريين:

يشكل اللاجئون السوريون والدولة السورية ككل جانبًا حساسًا وحساسًا للغاية في السياسة الداخلية والخارجية التركية. الأتراك حساسون للغاية تجاه أي إجراءات تتخذها السلطات فيما يتعلق باللاجئين، حيث تحميهم القيادة التركية وتمدهم من الفوائد التي تأتي من جيوب المواطنين الأتراك. لذلك فإن إعادة انتخاب أردوغان هي الفرصة الأخيرة لأنقرة لحل قضية اللاجئين السوريين أخيرًا".

وفي السياق نفسه، أوضح إبراغيموف اهتمام المواطنين الأتراك الوثيق بمشكلة اللاجئين السوريين من خلال تفاقم الوضع الإجرامي في تركيا:
"اللاجئون السوريون هم حجر الزاوية في السياسة التركية، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن تركيا شهدت زيادة في عدد اللاجئين السوريين، ونتيجة لذلك، هناك زيادة في معدل الجريمة، وبحسب بعض التقارير، يعيش في تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ من دولة عربية، ويبلغ عدد سكان تركيا 85 مليون نسمة، ويتم تداول عدد كبير من مقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية وقنوات التلغرام، عن الخلافات بين الأتراك واللاجئين، وقد تكون هذه المواد عناصر دعاية للضغط على أردوغان لجعله يفكر أكثر في المواطنين الأتراك".
لافرينتيف: سوريا وتركيا تتفقان على "خارطة طريق" لتطبيع العلاقات
وأشار إبراغيموف إلى أن أردوغان الآن يواجه خيارًا صعبًا للغاية، وعليه القيام بعمل جاد لحل هذه القضية:
"أردوغان يواجه خيارا صعبا للغاية من ناحية وعد اللاجئين بأنهم سيحصلون على ضمان الأمن، ومن ناحية أخرى يجب عليه أولاً أن يفكر في الشعب التركي وليس بالسوريين، في الواقع يقف بين المطرقة والسندان".

وتابع: "في هذا الصدد، يجب أن يبذل قصارى جهده ويقرر أولاً وقبل كل شيء كيفية استيعاب اللاجئين بطريقة لا تضر بالمواطنين الأتراك، وهكذا أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، مرارًا وتكرارًا أنه يجب إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. لذلك مع كل هذه العوامل يجب على أردوغان أن يتفاعل بطريقة مباشرة مع السلطات الشرعية في سوريا، لديه الكثير من العمل للقيام به".

وأشار إلى أنه من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، من الضروري إعادة اقتصاد الجمهورية العربية السورية وتوفير الضمانات الأمنية لهم:
"لا يزال بعض اللاجئين يريدون العودة إلى وطنهم إذا تمت إعادة كل شيء هناك إلى الدولة قبل الحرب، وإذا تم إنشاء البنية التحتية المناسبة، وإذا تم تزويد اللاجئين بضمانات أمنية، فيمكنهم العودة بسهولة".

وتابع: "بعض اللاجئين يخافون من الدعاية الغربية، التي نجحت في الواقع بشكل جيد، الآن هم خائفون من أن يدمرهم النظام السوري، رغم أن النظام على العكس تماما فهو ينتظر عودة اللاجئين".

وشدد الخبير السياسي على أن روسيا منصة رئيسية في الملف السوري، وموسكو هي الوحيدة التي يمكنها التوسط في المفاوضات بين أنقرة ودمشق:
"ربما قبل خمس سنوات لم نكن نتخيل أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ونظيره السوري فيصل المقداد سيلتقيان في موسكو، لقد كان شيئًا من الخيال".
طهران: روسيا وسوريا وتركيا وإيران ستواصل العمل على خارطة الطريق لأنقرة ودمشق
وتابع: "على الرغم من أن أردوغان صرح دائمًا أنه لن يعترف أبدًا بالأسد أو بمسؤوليه، فإن احتمال لقاء بين أردوغان والأسد مرتفع، لكن كل شيء يعتمد على العمليات السياسية في كل من تركيا وسوريا، ويمكن لروسيا وحدها أن تعمل كضامن للوفاء بجميع الاتفاقات المحتملة بين الطرفين".

وأضاف: "بلدنا اليوم هو المنصة الدولية الرئيسية والأكثر أهمية بشأن القضية السورية، ليس الولايات المتحدة، ولا الصين، وبالتأكيد ليست إيران. موسكو شكلت مع دمشق علاقات قوية وبالمقابل روسيا تتمتع بعلاقات عملية ومتسقة مع تركيا".

ونوّه إبراغيموف إلى أن عقيدة السياسة الخارجية التركية قد تخضع لتغييرات جذرية فيما يتعلق بتغيير وزير الخارجية التركي:
"اردوغان شكل حكومة جديدة من الوزراء، تم استبدال جاويش أوغلو بالرئيس السابق للمخابرات التركية، هاكان فيدان، وهو شخص صعب المراس إلى حد ما، هل ستصبح السياسة الخارجية التركية أكثر صرامة تجاه روسيا؟ لا، ولكن فيما يتعلق بالغرب - من المحتمل جدا".

وتابع: "هاكان فيدان، بحسب بعض التقارير، لديه كل الفرص للتوصل إلى اتفاق مع المسؤولين السوريين، وقد التقى بالفعل ببعض رجال الدولة السورية على هامش عدد من الأحداث، لكن كانت هناك اجتماعات مغلقة أي أن هذا الشخص لديه فرص جيدة للتواصل مع المسؤولين السوريين".

راديو
ملامح خارطة الطريق للتطبيع بين تركيا وسوريا عبر أستانا
ولفت إبراغيموف إلى أن أردوغان يجب أن يحل القضايا المتعلقة باللاجئين السوريين خلال هذا العام، وإلا فقد يقع في مشاكل قريبًا:

"لا ينبغي لأردوغان أن يفقد ماء الوجه وسط ذلك الجزء من الناخبين الأتراك، الذين ألهمهم لفترة طويلة بأنه لن يلتقي بالأسد أبدًا، ربما لن يكون هناك اجتماع حتى نهاية العام، لكن قضية اللاجئين السوريين يجب حلها قبل بداية الخريف على أقرب تقدير".

وتابع: "بما أن الانتخابات البلدية ستجرى في تركيا العام المقبل وستكون القيادة التركية مشغولة بالشؤون السياسية الداخلية، فمن الضروري التعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين الآن".

وأضاف: "إما أن يحل هذه المشكلة في غضون 3-4 أشهر، أو ستبقى هذه القضية على حالها كما هي الآن، وعندها لن يكون الأمر سهلاً على أردوغان ".

وفي وقت سابق، أشار وزير خارجية التركي الأسبق، مولود جاويش أوغلو، إلى ضرورة إجراء اتصالات مع دمشق لحل هذه المشكلة.
أفادت وكالة الهجرة التركية في كانون الثاني/ يناير، أن 3.5 مليون سوري يعيشون في تركيا، وفي عام 2022 عاد ما يقرب من 59 ألف شخص إلى المناطق الآمنة في سوريا.
مناقشة