يشكل اللاجئون السوريون والدولة السورية ككل جانبًا حساسًا وحساسًا للغاية في السياسة الداخلية والخارجية التركية. الأتراك حساسون للغاية تجاه أي إجراءات تتخذها السلطات فيما يتعلق باللاجئين، حيث تحميهم القيادة التركية وتمدهم من الفوائد التي تأتي من جيوب المواطنين الأتراك. لذلك فإن إعادة انتخاب أردوغان هي الفرصة الأخيرة لأنقرة لحل قضية اللاجئين السوريين أخيرًا".
وتابع: "في هذا الصدد، يجب أن يبذل قصارى جهده ويقرر أولاً وقبل كل شيء كيفية استيعاب اللاجئين بطريقة لا تضر بالمواطنين الأتراك، وهكذا أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، مرارًا وتكرارًا أنه يجب إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. لذلك مع كل هذه العوامل يجب على أردوغان أن يتفاعل بطريقة مباشرة مع السلطات الشرعية في سوريا، لديه الكثير من العمل للقيام به".
وتابع: "بعض اللاجئين يخافون من الدعاية الغربية، التي نجحت في الواقع بشكل جيد، الآن هم خائفون من أن يدمرهم النظام السوري، رغم أن النظام على العكس تماما فهو ينتظر عودة اللاجئين".
وأضاف: "بلدنا اليوم هو المنصة الدولية الرئيسية والأكثر أهمية بشأن القضية السورية، ليس الولايات المتحدة، ولا الصين، وبالتأكيد ليست إيران. موسكو شكلت مع دمشق علاقات قوية وبالمقابل روسيا تتمتع بعلاقات عملية ومتسقة مع تركيا".
وتابع: "هاكان فيدان، بحسب بعض التقارير، لديه كل الفرص للتوصل إلى اتفاق مع المسؤولين السوريين، وقد التقى بالفعل ببعض رجال الدولة السورية على هامش عدد من الأحداث، لكن كانت هناك اجتماعات مغلقة أي أن هذا الشخص لديه فرص جيدة للتواصل مع المسؤولين السوريين".
"لا ينبغي لأردوغان أن يفقد ماء الوجه وسط ذلك الجزء من الناخبين الأتراك، الذين ألهمهم لفترة طويلة بأنه لن يلتقي بالأسد أبدًا، ربما لن يكون هناك اجتماع حتى نهاية العام، لكن قضية اللاجئين السوريين يجب حلها قبل بداية الخريف على أقرب تقدير".
وأضاف: "إما أن يحل هذه المشكلة في غضون 3-4 أشهر، أو ستبقى هذه القضية على حالها كما هي الآن، وعندها لن يكون الأمر سهلاً على أردوغان ".