وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، مساء أمس السبت، أن اشتيه التقى مع مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، هيفاء أبو غزالة، وطالب خلال اللقاء بأهمية الزيارات لفلسطين للاطلاع على الأوضاع على أرض الواقع.
وناشد رئيس الوزراء الفلسطيني، وفد الجامعة العربية، بأهمية الزيارات إلى الأراضي الفلسطينية وضرورة "حشد الدعم للقضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال وانتهاكاته بحق شعبنا، ولتشكل رسالة أمل وتعزيز صمودنا".
وناقش اشتية مع وفد الجامعة آخر المستجدات وتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتداءات المستوطنين الإرهابية المتواصلة على عدد من البلدات والقرى وما شهدته من حرق للمنازل والمركبات.
وفي سياق متصل، فتح مستوطنون مسلحون ببنادق آلية النار تجاه بلدة "أم صفا" الفلسطينية وسط الضفة الغربية المحتلة وذلك خلال اقتحامها وإحراق عدد من المنازل والسيارات، مساء أمس السبت، حيث نشرت قناة "كان" الاسرائيلية الرسمية مقطع فيديو يظهر عددا من المستوطنين وهم يطلقون النار على القرية دون أن ترد تقارير فورية بوقوع ضحايا.
واعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار وقائد الشرطة كوبي شبتاي، أن عنف المستوطنين اليهود "إرهاب قومي" يزيد من الهجمات الفلسطينية ويضر بالشرعية الدولية للأجهزة الأمنية في "محاربة الإرهاب".
وقالوا في بيان مشترك: "في الأيام الأخيرة، تم تنفيذ اعتداءات عنيفة من قبل مواطنين إسرائيليين ضد فلسطينيين أبرياء في أراضي يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
وأضافوا: "هذه الهجمات مخالفة لكل القيم الأخلاقية واليهودية وهي أيضا إرهاب قومي بكل معنى الكلمة، ونحن ملزمون بمكافحتها".
واعتبر البيان أن عنف المستوطنين يزيد مما سماه "الإرهاب الفلسطيني" و"يضر بدولة إسرائيل وبالشرعية الدولية للأجهزة الأمنية لمحاربة الإرهاب الفلسطيني ويصرف قوات الأمن عن مهمتها الأساسية ضد الإرهاب الفلسطيني"، على حد تعبيره. وشهد أمس السبت، اقتحام عشرات المستوطنين قرية أم صفا شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ما أثار ردود فعل منددة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن نحو 60 مستوطنا اقتحموا قرية أم صفا ورشقوا الفلسطينيين بالحجارة، قبل أن يضرموا النار في منزلين على الأقل. كما أضرم عشرات المستوطنين النار في ثلاث سيارات فلسطينية وشاحنة في القرية.
واندلعت مواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهم، وأصيب جندي إسرائيلي بعد رشقه بحجر إثر وصول قوات الجيش إلى المكان، وفق المصدر ذاته.
وتصاعدت اعتداءات المستوطنين خلال الأيام الأخيرة على الفلسطينيين بالضفة وسط تشجيع وزراء في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وأول أمس الجمعة، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليهود المتشددين إلى إقامة المزيد من البؤر الاستيطانية غير الشرعية وفق القانون الإسرائيلي في الضفة.
والأربعاء الماضي، اقتحم مستوطنون بلدة تُرمسعيا شمال شرق مدينة رام الله، وقاموا بالاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين فيها، وتبع ذلك خروج أهالي البلدة للتصدي لعملية الاقتحام ومحاولة إخماد النيران التي تم إشعالها في عدد من السيارات والمحاصيل الزراعية.
ومنذ ذلك الوقت، أسفرت هجمات المستوطنين في عدة قرى فلسطينية، عن سقوط عشرات المصابين الفلسطينيين، وشمل ذلك مناطق تمتد من ترمسعيا شمال شرق رام الله حتى دير شرف غرب نابلس شمالي الضفة الغربية.
وجاء هجوم المستوطنين وقتها، بعد يوم من عملية إطلاق نار تم تنفيذها عند مستوطنة "عيلي" شمال الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل 4 مستوطنين، إضافة إلى مقتل فلسطينيين اثنين نفذا الهجوم.