ووصف كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، خلال لقاء المدير العام للشؤون الإقليمية لوزارة خارجية النرويج، مطالب جماعة "أنصار الله" اليمنية، خلال مفاوضاتها الأخيرة مع السعودية، بما في ذلك وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ورفع الحصار الاقتصادي عن الشعب، وحل مشكلة دفع رواتب موظفي الحكومة، بأنها معقولة ومبنية على الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
بدوره، أشار المدير العام للشؤون الإقليمية لوزارة الخارجية النرويجية إلى جهود بلاده للمساعدة في حل المشاكل الإنسانية في اليمن، معتبرا تحقيق مصالحة لصالح الشعب يتطلب مرونة من قبل الأطراف في المفاوضات.
وأعرب المسؤول النرويجي عن أمله في أن "تستأنف المفاوضات بين السعودية وجماعة أنصار الله في أقرب وقت ممكن، بهدف تحويل وقف إطلاق النار المؤقت الحالي إلى سلام دائم".
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أكد أن بلاده "تتواصل مع جميع الأطراف في اليمن لوقف القتال والذهاب للمفاوضات"، مضيفًا: "نرى أن المفاوضات في اليمن تحرز تقدما".
وقال عبد اللهيان، في تصريحات لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إن "التقارب مع السعودية ليس مجرد اتفاقية تكتيكية"، مشيرًا أن "هناك إمكانية كبيرة لتنفيذ مشاريع اقتصادية مع السعودية".
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية و"أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
وقالت جماعة "أنصار الله" اليمنية، حينها، إن مفاوضات تمديد الهدنة وصلت إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
ومنذ سبتمبر/ أيلول 2014، تسيطر "أنصار الله" على غالبية المحافظات في وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.