وذكرت مجلة سويدية نقلا عن السلطات الأمنية في المدينة، أن التصريح منح لتحرك خاص، حيث سيتم اتخاذ إجراءات أمنية وقائية مع تعزيزات في مكان الحدث.
ويأتي هذا التحرك تزامنا مع إعطاء الضوء الأخضر بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية حظر الاحتجاجات التي تنظم لإحراق المصاحف.
من ناحيته قال الخبير الاستراتيجي اللبناني محمد سعيد الرز، إن "سماح شرطة السويد للعنصريين بإحراق القرآن الكريم نهار عيد الأضحى المبارك، إضافة إلى أنه يشكل جريمة ضد الأديان مكتملة المواصفات، فإنه أيضا يمثل استمرارا لنهج الغرب عموما في معاداة طلاب الحرية، وارتكاب أشنع أنواع العدوان على حقوق الإنسان وخاصة حقه في الإيمان الديني".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن هذا التصرف "ليس مستغربا من هؤلاء العنصريين إقدامهم على هذه الفعلة ضد القرآن الكريم، وبالتالي استهداف العرب والمسلمين، فتاريخهم زاخر بمثل هذه الجرائم رغم ادعاءاتهم العقيمة والكاذبة بالدفاع عن الحريات العامة".
وتابع الخبير "أن كل المبادئ والقيم التي نادى بها قادة ومفكرون غربيون، ومنها مبادئ ولسون، سقطت تحت المجازر التي افتعلها الغرب ضد سكان العالم، ومن أبرزها إبادة السكان الأصليين في أمريكا وأستراليا واستعباد ذوي البشرة السوداء بعد شحنهم قسريا من أفريقيا إلى ما يسمونه العالم الجديد".
وأضاف "كذلك ارتكاب أفظع جرائم العصر في هيروشيما وناجازاكي، وشن حملات التعذيب والإبادة في العراق واستعمار الدول الأفريقية ونهب مواردها وقتل مئات الالاف من أبناء القارة الهندية".
ومضى الرز بقوله: "أخيرا وليس آخرا اصطناع فرق وحركات تدعي الإسلام، وتمعن في القتل والذبح وتخريب الأوطان، كما اعترف رئيس المخابرات الأمريكي السابق جيمس ولسلي، كل هذه الجرائم لم يرتكبها العرب والمسلمون وليسوا هم الذين أشعلوا الحرب العالمية الأولى والثانية ومجازرهما الرهيبة، بل الغرب الذي استباح كل القيم والمبادئ، واعتمد سياسة الإبادة البشرية خدمة لمصالحه الاستعمارية ولسطوته على مقدرات الشعوب".
ووفق الخبير الاستراتيجي" تأتي جريمة إحراق القرآن الكريم في السويد استمرارا لهذا العداء الغربي ومنظومته الاستبدادية ضد حقوق الإنسان".
واستطرد الرز قائلا: "إن العالم الحر لم يعد في الغرب، وهو لم يكن فيه أبدا، وإنما هو في الشرق حيث لا مكان للنزعات الاستعمارية والاستبدادية، بل للتكامل والتعاون في التنمية والتقدم واحترام سيادة الأوطان وخصائصها القومية والدينية، ومن الطبيعي أن يكون العد التنازلي قد بدأ عند أصحاب العقول والأفكار الغربية ليبدأ على انقاضهم عالم جديد حر، يضمن الحرية والحقوق لكل البشر".
ويرى الخبير الاسترايتيجي "أن المطلوب اليوم عدم الاكتفاء باستنكار جريمة السماح باحراق القرآن في السويد بل حدوث تحرك سريع وعملي من قبل العرب والمسلمين وأصدقائهم في الصين وروسيا وسائر الدول والمجتمعات المناهضة لمنطق ونهج الاستعمار لتدفع السويد ثمن فعلتها العنصرية".
وأقدم زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، على حرق نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط احتجاجات متصلة بسعي السويد إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي.