الشيخ أحمد بدر الدين حسون: العالم العربي والإسلامي لن يترك مثل هذه الجرائم دون رد

علق مفتي سوريا السابق، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، خلال حديث خاص مع وكالة "سبوتنيك"، على حادثة حرق القرآن في عاصمة السويد ستوكهولم.
Sputnik
وقال حسون، وهو آخر مفتي في سوريا قبل إلغاء هذا المنصب: "نحن أمة تؤمن بكل الرسالات السماوية والقرآن جامع لكل الأديان السماوية، وعندما يحرق هذا السويدي نسخة من القرآن يكون قد أحرق معه كل الكتب السماوية فالقضية ليست كلام أحرق، فليعلموا أننا أمة لا يؤثر على انتشارنا إحراق ورق لأنه في قلوبنا وليس في السطور.

وأضاف حسون، بالقول: "لم يُنزل القرآن على النبي على شكل نص مطبوع على الورق، بل كان محاطًا به، في قلبه وحفظه في صدره، وبدأ الناس يحملونه من صدر لصدر ومن قلب لقلب وينتقل من جيل إلى جيل إلى يومنا هذا. وعدد حفاظ القرآن في عالمنا بعدد المصاحف التي تطبع، لذلك القضية هي تحد لعواطف وإيمان ربع البشرية، لهذا أوروبا والسويد التي أصدرت قانون "اللاسامية" والتي تجرم فيه من يتكلم على فئة من الناس اليوم تهين فئة أخرى، ونحن ضد إيذاء أي شخص في عقيدته أو قوميته أو إيمانه أو التسبب بإهانة لأي إنسان، والذي حدث في السويد للمرة الثانية".

وتابع حسون، بالقول: "بالنسبة لي أقول للحكومة والشعب السويديين، كنا نكن لكم بالأخص للدول الاسكندنافية احتراما خاصا ونعتبركم واحة من الأخلاق والديمقراطية والحرية، لكن ثبت أنكم متطرفون أكتر من تنظيم "داعش" الإرهابي لأنكم تعبرون عن تطرفكم باحتقار رسالات السماء".
خبير استراتيجي: موافقة السلطات السويدية على حرق القرآن جريمة تؤكد استهداف الغرب للمسلمين والعرب
وتمنى حسون من أبناء عالمنا الإسلامي ألا يكون رد الفعل بإيذاء الآخر وإنما في إصلاحه وترشيده.
وقال حسون في هذا الصدد، لن نحرق كتابا مقدسا ولن ندمر مكتبة ولن نحرق سيارة ولن نقتل بشرا، نحن سنستمر بنشر السلام والحب و رسالات السماء إبراهيم وعيسى وموسى ومحمد سلاما وأمانا وإيمانا.
وأردف حسون، قائلا: "تصدر السويد والدول الأوروبية بشكل عام، مثل هذه القوانين بهدف إذلال الناس وإهانة مشاعرهم ونحن المسلمون نؤيد تبني مثل هذه القوانين التي تحظر الانتهاكات الصارخة لمعتقدات وجنسية وهوية الناس. على وجه الخصوص، هذه هي المرة الثانية التي تسمح فيها السويد بعمل بحرق القرآن، وهو ببساطة غير مقبول".
وأضاف حسون: "روسيا مرتبطة بالقرآن الكريم، فهل تعلمون أن أقدم نسخ للقرآن الكريم موجودة في روسيا، في الجمهوريات السوفيتيية السابقة، وحوفظ عليها منذ آلاف السنين، وكان الروس المسلمون يحفظون القرآن في صدروهم أنذاك بشكل عجيب دون أن تتوفر لهم نسخ منه، لذلك نشكر الرئيس بوتين على هذه اللفتة منه وحضوره وتأييده ودعمه الدائم للقيم الروحية بكل رسالاتها السماوية".
وختم قائلا: "أرجو ألا تكون ردود الفعل سلبية خاصة بعد أن أصدرت المحمكة السويدية هذا القرار، وألا تكون ردة الفعل فوضوية، بل يجب أن تكون من دول إسلامية وعربية في مقاطعة السويد حكومة لا شعبا كي لا نظلم الشعوب بتصرف حكوماتها المتطرفة، بما يسيء للعالم الإنساني والإسلامي وللقرآن الكريم وسنبقى نحترم كل كتب السماء".
مناقشة