واعتبر التقرير المكون من 87 صفحة، أن قرارات ترامب وبايدن بإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية في أفغانستان، كانت لها عواقب خطيرة، على قابلية الحكومة الأفغانية وأمنها للاستمرار.
وأوضح أن إدارة بايدن صرحت عدة مرات من قبل، أن جائحة فيروس "كورونا" المستجد أثّرت بشدة على العمليات داخل السفارة الأمريكية بأفغانستان خلال الأشهر التي سبقت انسحاب القوات الأمريكية، الأمر الذي جعل من الصعب معالجة التأشيرات الأمريكية الخاصة للأفغان، الذين يأملون في مغادرة البلاد قبل عودة حركة "طالبان" (منظمة تخضع لعقوبات الأمم المتحدة).
فيما لفت التقرير إلى أن إدارة ترامب التزمت بسحب القوات من أفغانستان بعد احتلال دام 20 عاما، دون أن تخطط لكيفية احتفاظ أمريكا بوجود دبلوماسي في البلاد، وماذا تفعل حيال عشرات الآلاف من الأفغان الذين يخشون من انتقام "طالبان"، والذين كانوا تقدموا بطلب للحصول على تأشيرات خاصة.
من الذي كان يتولى القيادة في "الخارجية الأمريكية"؟
وأضاف أنه:
"على الرغم من أن الجيش الأمريكي بدأ التخطيط لإخلاء كابول بالكامل "منذ بعض الوقت"، قبل أن يبدأ فعلا في منتصف أغسطس/ آب 2021ـ إلا أن مشاركة وزارة الخارجية الأمريكية في التخطيط أعاقتها حقيقة أنه لم يكن واضحا من كان يقود فريق الوزارة في هذه العملية".
وتابع التقرير أن "الخمول البيروقراطي وعدم القدرة على التصور لعبت أدوارا مهمة في الفوضى والعنف، الذي اندلع خلال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان".
وأشار إلى أن انهيار العاصمة الأفغانية كابول، ترك الإجلاء الأمريكي في أيدي الدبلوماسيين الذين لم يقضوا في بعض الحالات في أفغانستان سوى بضعة أيام أو أسابيع.
كما لفت إلى أن كبار المسؤولين الأمريكيين وعلى مستوى رفيع، أعطوا اهتماما غير كاف بأسوأ السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث في كابول، قبل أن تنهار الحكومة الأفغانية في أغسطس 2021.
وخلص تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الجديد، إلى نتائج رئيسية، من أبرزها:
"ضرورة أن تخطط الخارجية الأمريكية بشكل أفضل للسيناريوهات الأسوأ، وتقوية قدراتها في إدارة الأزمات والتأكد من أن كبار المسؤولين يستمعون إلى "أوسع نطاق ممكن من وجهات النظر"، بما في ذلك تلك التي تتحدى افتراضاتهم وقراراتهم".
وتسبب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في صيف 2021 في الانهيار المفاجئ للحكومة الأفغانية، والذي تطلب تدشين جسر جوي ضخم، لإجلاء ما يقرب من مليون و250 ألف مواطن أمريكي وأفغاني، ممن قدموا المساعدة للولايات المتحدة.
توقيت نشر التقرير يثير تساؤلات
وتساءلت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الجمعة، عن توقيت نشر وزارة الخارجية الأمريكية لتقريرها الجديد، قبل أيام من عطلة عيد استقلال الولايات المتحدة في 4 يوليو/ تموز المقبل، حيث بدأ العديد في واشنطن إجازاتهم، بينما تلقى مراسلو وزارة الخارجية "إحاطة معلومات أساسية"، بعد مرور دقائق من توزيع التقرير عليهم، مما حد من قدرتهم على طرح أسئلة مفصلة حول النتائج التي توصل إليها.