وفي الليلة الرابعة على التوالي، تشهد مدن فرنسية استمرار الاحتجاجات بما في ذلك العديد من المدن في إيل دو فرانس (منطقة في شمال وسط فرنسا، وتضم العاصمة باريس) وأماكن أخرى في البلاد، ولكن أقل من الليالي الثلاث السابقة، وفقًا لجيرالد دارمانان.
وقال وزير الداخلية إنه سيتم تعبئة 45 ألفا من رجال قوات الدرك الخاصة والشرطة مرة أخرى، مساء يوم السبت، لمواجهة خطر حدوث مزيد من العنف.
وبحسب آخر تقرير صادر عن وزارة الداخلية، تم اعتقال 1311 متظاهرا على خلفية الأحداث.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أقيمت جنازة نائل المرزوقي (17 عاما) وهو شاب من أصول جزائرية قُتل بنيران الشرطة صباح الثلاثاء الماضي على يد شرطي في منطقة نانتير، في ضواحي باريس.
وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون والحكومة، أمس الجمعة، عن إجراءات مختلفة، من بينها إلغاء "أحداث استثنائية"، وحشد قوات الشرطة المدرعة.
وقالت صحيفة "لوموند" إن الحكومة الفرنسية والسلطات الإقليمية ألغت الأحداث بما في ذلك الحفلات الموسيقية ومسيرة للمثليين في مرسيليا.
فيما ذكرت صحيفة "لو باريزيان" أنه على هامش الاحتجاجات، تتجمع العصابات لسرقة مراكز التسوق والمتاجر.
وأشارت إلى أنه بخلاف متاجر الملابس أو متاجر المجوهرات أو متاجر "أبل"، يتم استهداف شركات المواد الغذائية بشكل خاص.
في سياق متصل، أعلنت الحكومة الفرنسية، أمس الجمعة، عن نشر مدرعات ثقيلة تابعة لقوات الدرك الخاصة في محاولة لوقف ظاهرة العنف الحضري التي هزت شوارع المدن في أنحاء البلاد.
ودخلت مدرعة "سونتير" للخدمة لأول مرة خلال اليومين الماضيين لإخماد لهيب الاشتباكات العنيفة بين عناصر الشرطة والمحتجين.
وطلبت وزارة الداخلية تصنيع 90 نسخة من هذا النوع من المدرعات بمبلغ إجمالي يقدر بـ57 مليون يورو.
كما قرر عدد من البلديات الفرنسية استخدام الطائرات دون طيار لضمان سلامة الأفراد والممتلكات بعدما تعرض عدد من المقرات الحكومية والمدارس والمتاجر إلى عمليات تخريب وسرقة وحرائق على نطاق واسع.
وتخطط الحكومة الفرنسية لاتخاذ "إجراءات جمركية مشددة" للتحكم في نقل المنتجات المحظورة، بما في ذلك الألعاب النارية، من الدول الحدودية.
وكان عدد من المدن الفرنسية قد فرضت أمس حظر تجول ابتداء من الساعة التاسعة مساء إلى الساعة السادسة صباحا، وإلى أجل غير مسمى.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، قالت الرئاسة الألمانية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرجأ زيارة رسمية إلى ألمانيا كان من المتوقع أن تبدأ يوم غد الأحد.
وقالت الرئاسة في بيان إن "الرئيس الفرنسي تحدث هاتفيا اليوم مع الرئيس الألماني [فرانك فالتر] شتاينماير وأبلغه بالوضع في بلاده"، مضيفة أن ماكرون طلب "تأجيل زيارته الرسمية المزمعة إلى ألمانيا"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال مكتب ماكرون إنه تحدث مع شتاينماير و"بالنظر إلى الوضع الأمني الداخلي، قال الرئيس إنه يرغب في البقاء في فرنسا خلال الأيام المقبلة".
وكانت الرحلة ستشهد سفر ماكرون إلى برلين ومدينتين ألمانيتين أخريين.
وتعتبر هذه الخطوة محرجة للغاية لماكرون الذي أجبر في وقت سابق من هذا العام على تأجيل زيارة لملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى فرنسا بسبب الاحتجاجات على المعاشات التقاعدية، بحسب المصدر ذاته.
وصباح الثلاثاء الماضي، أطلق ضباط الشرطة النار وقتلوا مراهقًا يبلغ من العمر 17 عامًا، أثناء تفتيش على طريق في نانتير، والذي رفض، وفقًا لمسؤولي الأمن، الامتثال لمطالبهم.
واندلعت أعمال شغب استمرت عدة أيام، في عدد من المدن الفرنسية، أضرم شبان النيران في سيارات ومباني الشرطة والسلطات. وتنتشر قوات الشرطة الخاصة في عدد من المدن وتشارك في ذلك عربات مدرعة ومروحيات.