وزيرة الخزانة الأمريكية تجري زيارة إلى الصين... وخبراء: قد ترتكز على ديون الولايات المتحدة

وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين
أعلنت وزارة المال الصينية، اليوم الاثنين، أن وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، ستزور بكين، يوم الخميس المقبل.
Sputnik
وأضافت أن زيارة يلين ستمتد من 6 إلى 9 يوليو/ تموز الجاري، وفقا لقناة "سي جي تي إن" الصينية.
وتأتي زيارة جانيت يلين، بعد أسابيع فقط من زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، والتي قال الخبراء إنها فتحت نافذة أمام اشتباكات عملية بين الجانبين، كما تتزامن مع جهود أمريكا في محاولة تجنب الركود مع احتواء التضخم.
من ناحيتها، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن "يلين ستناقش أهمية بلداننا – باعتبارنا أكبر اقتصادين في العالم – وكذلك إدارة علاقتنا بشكل مسؤول، والتواصل بشكل مباشر حول مجالات الاهتمام المشتركة، والعمل سويا لمواجهة التحديات العالمية".
بلينكن: أمريكا لن تنقل تكنولوجيا نووية إلى الصين لأن ذلك لا يصب في مصلحتها
وتعليقا على زيارة يلين المرتقبة للصين، قال خبراء صينيون إن وزيرة الخزانة الأمريكية قد تتناول القضايا المالية بين البلدين خلال رحلتها إلى الصين، على خلفية تخفيف التوترات بين أمريكا والصين.
ويرى الخبير الاقتصادي الصيني المخضرم، تيان يون، في تصريحات لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، اليوم الاثنين، أن

الهدف الرئيسي من الزيارة هو إقناع الصين بالامتناع عن تقليص حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية، وبدلا من ذلك زيادتها في الوقت المناسب، من أجل مساعدة أمريكا على معالجة قضايا التضخم لديها.

وتابع، مشيرا إلى أنه "باعتباره مستثمر مهم في سندات الخزانة، فقد خفّض البر الرئيسي الصيني في شهر أبريل حيازته من سندات الخزانة الأمريكية بمقدار 400 مليون دولار إلى 868.9 مليار دولار، بسبب زيادة مخاطر التخلف عن السداد، وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية في 16 يونيو".
وبحسب المعلومات المحدثة على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، في 16 يونيو/ حزيران الماضي، فقد تجاوز حجم سندات الخزانة الأمريكية 32 تريليون دولار أمريكي، لتصل إلى 32.039 تريليون دولار، وهنا يرجّح الخبراء أنه إذا لم يكن هناك استحواذ أجنبي، فسيؤدي ذلك حتما إلى زيادة الضغط المالي على الولايات المتحدة.
وبالنسبة للجانب الأمريكي، فإنه "يمكن أن يكون لحيازة الصين لسندات الخزانة الأمريكية العديد من الآثار الإيجابية، بما في ذلك خفض التضخم والمساعدة في تخفيض الميزانية العمومية"، بحسب رأي الخبير الاقتصادي، تيان يون.
وفي يوم الأربعاء الماضي، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إنه من غير المرجح أن ينخفض التضخم المحلي في الولايات المتحدة إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي، البالغ 2% حتى عام 2025 على الأقل.
وتشير تصريحات باول إلى أن معركة البنك المركزي ضد التضخم لم تنته بعد، ويعتقد معظم الاقتصاديين أن زيادة معدل الفائدة ستدفع أمريكا في النهاية إلى ركود معتدل على الأقل.
الخزانة الأمريكية تقر بتوجه الدول نحو "استبدال الدولار"
وقال تيان يون إن "أمريكا قد تدرس أيضا خلال زيارة يلين خفض الرسوم الجمركية على الصين، وسيكون ذلك مفيدًا لكلا البلدين اقتصاديًا".
من ناحيته، أشار رئيس معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في جامعة بكين، وانغ جيسي، في تصريحات لصحيفة "غلوبال تايمز"، اليوم الاثنين، إلى أن "هناك العديد من القضايا التي تحتاج الحكومات والقطاعات المالية إلى معالجتها، مثل انخفاض سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي، وحيازة الصين للديون الأمريكية، بالإضافة إلى التضخم".
وشدد تيان، على أن

نتيجة مفاوضات وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، خلال زيارتها إلى الصين، تعتمد على ما إذا كان بإمكان واشنطن بالفعل تحويل أقوالها إلى أفعال ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان من الممكن تنفيذ واستمرار تعاون المتابعة بين البلدين بشكل فعال.

يشار إلى أنه في اجتماع أجرته مع قادة الأعمال في مجلس إدارة الأعمال الأمريكي الصيني، في شهر يونيو الماضي، أقرّت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، بأهمية التجارة والاستثمار مع الصين، نظرا للتكامل العميق بين الاقتصادين.
وفي خطاب ألقته في شهر نيسان/ أبريل الماضي، شددت يلين على أن أمريكا تسعى لعلاقة اقتصادية صحية مع الصين، تعزز النمو والابتكار متبادل المنفعة، وتوسع الفرص الاقتصادية للعمال والشركات الأمريكية، كما تسعى إلى التعاون في مواجهة التحديات العالمية الملحّة، مثل التغير المناخي وضائقة الديون.
مناقشة