بنغازي – سبوتنيك. وجه قائد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر عدة رسائل خلال لقاء مصور مع قيادات عسكرية وأمنية نشر على الصفحة الرسمية للقيادة العامة للجيش على موقع "فيسبوك" (التابع لشركة "ميتا" التي تخضع لعقوبات في روسيا بسبب أنشطتها المتطرفة)، مطالبا بتشكيل لجنة عليا للترتيبات المالية لتوزيع الإيرادات بطريقة عادلة بين البلديات كافة، متهماً مصرف ليبيا المركزي في طرابلس بارتكاب جرائم في الاعتمادات المستندية.
وقال حفتر إن "بيانات المصرف تفيد بأن الاعتمادات المستندية لعام 2022 جرى توزيعها على 1646 شركة، كان نصيب المنطقة الشرقية 7 في المئة ولم تحصل المنطقة الجنوبية إلا على 2 في المئة من مجموع هذه الاعتمادات".
ولفت القائد العام للجيش الليبي في كلمته إلى أن "تقارير ديوان المحاسبة والرقابة الإدارية في طرابلس تشير إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي بأكثر من 200 مليار دينار، دون أي استفادة للشعب الليبي". مؤكداً أن "تفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد جعل الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ خطوات عملية لتوزيع إيرادات النفط بشكل عادل". منوهاً بأن "مصرف ليبيا المركزي في طرابلس أعلن أرقاماً صادمة، إذ إن إنفاق الحكومة بلغ 122 مليار دينار في حين بلغت الإيرادات النفطية 135 مليار دينار".
وتابع حفتر قائلا: "بناء على ما تقدم فإن أبناء الشعب الليبي لا يمكن لهم السكوت على هذه التصرفات غير المسؤولة، ولم ينصت أو يلتفت المسؤولون لكل النداءات أو الطلبات المتكررة للتوزيع العادل لثروة النفط دون أي اعتبار لليبيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وتلقينا مئات المذكرات من مناطق مختلفة من الليبيين يطالبون بتشكيل لجنة عليا للترتيبات المالية لتوزيع الإيرادات بطريقة عادلة بين كافة البلديات.. يجب تشكيل هذه اللجنة في خلال الفترة القليلة المقبلة".
واعتبر أنه "في حالة تأخر تشكيل هذه اللجنة سيكون أبناء الشعب الليبي في الموعد للمطالبة بتحقيق طلباتهم المشروعة في الثروة"، داعياً إلى "إعادة النظر في كيفية توزيع الثروة بشكل عادل، وسيجري منح مهلة للجنة في مدة أقصاها نهاية شهر أغسطس/ آب 2023".
ووجه القائد العام للجيش الوطني الليبي خطاباً إلى سفراء الدول الأجنبية، جاء فيه، "ابتعدوا عن ليبيا والليبيين وعدم تجاوز حدودكم، لأنكم أنتم من صنعتم الأزمة وزرعتم الفتن بين الليبيين"، وذلك ردًا على تصريحات أخيرة للسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند بشأن مسألة النفط. وقال حفتر:
"نود أن نشير لتطاول بعض السفراء وفي مقدمتهم نورلاند (السفير الأمريكي) الذين ساهموا في تعميق الخلافات بين الليبيين، مطالبهم بالابتعاد عن حشر أنوفهم في شؤون الشعب الليبي".
وتابع أن "حل الأزمة الليبية ليبي ليبي خالص"، معتبراً أن "التجربة أثبتت خلال السنوات الماضية فقدان سفراء هذه الدول لأي رؤية لهؤلاء السفراء لحل الأزمة الليبية، لأن رؤاهم مختلفة ومصالح بلدانهم متقاطعة في ليبيا"، مشدداً على أن "الانتخابات ستمكن الليبيين من التعبير عن إرادتهم دون تدخل خارجي".
وأضاف حفتر أن "القوات المسلحة على أهبة الاستعداد للقيام بالمهام المنوطة بها في الوقت المحدد".
وأشار إلى أن الحل الحقيقي للقضية الليبية يكمن في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وطالب القائد العام للجيش الوطني الليبي "بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن واحترام أعمال لجنة (5+5) بالخصوص"، مشيراً إلى أن "القوات المسلحة مؤسسة وطنية منضبطة ومنظمة تحمي التراب وتصون الوحدة الوطنية".