ما أهمية التعاون والتقارب بين العراق وسوريا على المستويات كافة في هذه المرحلة؟

علم دولة العراق
تشهد العلاقات العراقية السورية تطورات إيجابية ومشاريع اقتصادية وتنموية مشتركة، بعد حالة الهدوء النسبي التي يعيشها البلدان، إذ ترتبط بغداد ودمشق بعلاقات تاريخية ومصير مشترك، فما المكاسب التي يمكن تحقيقها من التقارب الحقيقي بين سوريا والعراق وعلاقة ذلك بملفات المنطقة... وهل هناك جهات تعمل على تقويض هذا التوجه؟
Sputnik
بداية، يقول المحلل السياسي العراقي، إياد العناز: "تتميز العلاقات السورية العراقية بتاريخها الطويل وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية".
صفحات مشرقة
وأضاف العناز في حديثه لـ"سبوتنيك": "من أهم الصفحات المشرقة في التاريخ الحديث للبلدين هي مشاركة طلائع الجيش العراقي الباسل في الدفاع عن مدينة دمشق، ومنعها من السقوط في حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، ثم التعاون الاقتصادي وتصدير النفط العراقي عبر ميناء بانياس إلى البحر الأبيض المتوسط، إضافة للعلاقات الاجتماعية والإنسانية والأخوية بين الشعبين الشقيقين السوري والعراقي بحكم الجيرة والتاريخ المشترك".
وتابع:
"بعد الغزو الأمريكي للعراق، امتدت العلاقات بشكل متوازي وأخذت أبعادا أخرى بحكم المتغيرات السياسية التي طرأت على المنطقة العربية، وأهمها الأحداث التي شهدها الميدان السوري في مارس/ آذار 2011، ومنها انطلق الموقف العراقي أكثر عمقا وتأثيرا".
هدوء نسبي
وأشار العناز إلى أن "الدعم السياسي والاقتصادي لسوريا من الجانب العراقي أصبح أكثر حضورا في العقد الماضي واتسم بتقديم جميع أنواع المساعدات وتعزيز الجانب الاقتصادي والتبادلات التجارية والاتفاقيات المالية خلال السنوات الثلاث الماضية، بعد أن شهدت الساحة السورية هدوءا نسبيا".
وأوضح المحلل السياسي أن "العامل المشترك الذي يربط بين البلدين والحليف الاستراتيجي (إيران) يبقى لها دور أساسي أيضا في دعم وإسناد وتمتين العلاقات بين البلدين بحكم الوجود الإيراني وأدواته على الساحة السورية، ووجود بعض المجاميع المسلحة العراقية التي شاركت القوات العسكرية السورية في مواجهتها الأحداث التي مرت بالبلاد، والتي لم تعترض عليها الحكومة العراقية".
مخيم "الهول"... ما خطورته على سوريا والعراق ومن صاحب المصلحة في بقائه؟
دور مساند
وأشار العناز إلى أن "الحكومة العراقية لعبت دور مساند وحيوي في عودة سوريا للجامعة العربية وحضور مؤتمر القمة العربية الأخير في الرياض".
وحول التعاون الاستراتيجي بين بغداد ودمشق في الفترة القادمة، يقول العناز:
"على الصعيد العسكري والأمني، توجد العديد من الاتفاقيات وتبادل المعلومات الاستخبارية، حول التطورات الميدانية على الحدود المشتركة والفعاليات التي تقوم بها الفصائل المسلحة ومقاتلي "داعش" وتعزيز الإجراءات وبناء السواتر وتحليق الطائرات المقاتلة لرصد أي تحركات تهم الأمن القومي للبلدين".
وختم إياد العناز: "تبقى العلاقات بين البلدين قائمة ومستمرة نظرا لطبيعية التحالفات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية والتجاذبات والمحاور الإقليمية والدولية".
مصالح مشتركة
في المقابل، تقول السياسية السورية، نداء حرب: "تعمل العراق وسوريا على ترسيخ دعائم الروابط التي تجمع البلدين الشقيقين وتعزيزها وتحقيق مصالح شعبيهما، أكد ذلك اللقاء الأخير الذي جمع السفير السوري بالعراق، سطام جدعان الدندح، مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لرفع مستوى التعاون البناء والمثمر على الصعيد السياسي والاقتصادي بين بلديهما".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك": "على الصعيد السياسي، يحرص الجانبين السوري والعراقي على ضرورة دعم وتوثيق التعاون، لملاحقة فلول الإرهاب والقضاء على ما تبقى من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى)، وضبط الحدود لترسيخ أمن واستقرار البلدين لمكافحة تجارة وتهريب المخدرات، والعمل بتنسيق عال في شتى المجالات التي تخدم المصلحة المشتركة على الساحة الدولية والإقليمية".
القمة العربية
وأشارت حرب إلى أن "العراق كان له الدور والجهد الأكبر بالتأكيد على أهمية عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية، ومشاركتها مؤخرا بالقمة العربية، مؤكدا أن البلد السوري الشقيق كان وما زال هو مفصل الأمان والسند لدى العراق والعراقيين، ولطالما كانت سوريا الحضن الدافئ الذي شارك العراقيين مآسيهم أثناء حربهم".
وأشارت السياسية السورية إلى أن "العراق على الصعيد الإنساني قيادة وشعبا جسّد الترابط الأخوي بين الشعبين، وكان للعراقيين الدور الإيجابي الواضح خلال كارثة الزلزال التي ضربت البلاد".
العراق يعلن إعادة 3 آلاف إرهابي من سوريا ومحاكمة غالبيتهم
تذليل العقبات
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، تقول نداء حرب: "بما أن للبلدين من وزن وأهمية تاريخية وجغرافية تعود بالفائدة على مستوى الدعم والتبادل التجاري لكليهما، فقد وقعت اللجنة السورية - العراقية المشتركة عددا من مذكرات التفاهم المشتركة، المتضمنة مقترحات من شأنها تسهيل عمل القطاع الخاص والتشجيع على الاستثمار وإقامة شراكات لزيادة ورفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ودعت لتعزيز التعاون الفني و البحث العلمي والإعلام ومجالي الثقافة والسياحة بين العراق وسوريا".
وأكدت حرب أن
"التوأمة السورية العراقية تدفع بالشعبين للعمل بخطى متسارعة نحو تبديد وتذليل أي عقبات أو معوقات تحول دون تطور وتقدم البلدين والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيهما".
وأكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والسفير السوري لدى العراق، صطام جدعان الدندح، الأحد الماضي، على أهمية الانطلاق نحو تعاون ثنائي مثمر وبناء.
وذكر مكتب السوداني في بيان تناولته وسائل الإعلام العراقية، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل سفير الجمهورية العربية السورية لدى العراق، مبينا أنه "جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف أن "اللقاء شهد تأكيد أهمية الانطلاق نحو تعاون ثنائي مثمر وبناء في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما يعزز الروابط المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين، وتحقق مصالح شعبيهما في الازدهار والتنمية".
مناقشة