معركة مخيم جنين... هل ينتقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة؟

مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدن والمخيمات الفلسطينية، بدا واضحًا بأن معركة جنين الأخيرة ستنقل الصراع إلى مرحلة جديدة أكثر عنفًا، حيث لم يشهد المخيم عملية عسكرية بهذه القوة منذ العام 2002.
Sputnik
العملية التي يصفها "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "حرب ضد الإرهاب"، مستمرة في يومها الثاني على التوالي؛ وذلك بعدما نفذت مقاتلات ومسيّرات إسرائيلية، فجر أمس الاثنين، عملية قصف واسعة النطاق للمخيم شمالي الضفة الغربية.
إعلام: العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين تقترب من نهايتها
المعركة التي انتقلت على الفور من جنين إلى تل أبيب، عبر عملية دهس وطعن، تسببت في إصابة 10 إسرائيليين، بينهم 5 في حالة حرجة، وأعلنت حماس مسؤوليتها عنه كرد أولي على مجزرة جنين، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية من جانبها وقف جميع الاتصالات، والتنسيق الأمني مع إسرائيل.
مرحلة جديدة
اعتبر تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن تفاهمات العقبة وشرم الشيخ لم تقدم أي قيمة تذكر قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على مخيم جنين، وكذلك لن تشكل فارقًا بعد العدوان في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
وفي حديثه لـ "سبوتنيك"، أيد نصر الله الفرضية القائلة بأن العدوان الإسرائيلي على جنين ينقل الصراع إلى مرحلة جديدة من العنف، فيما لن يستطيع جيش الاحتلال حسم الصراع مع فلسطين بالقوة، بل بإعادة الحقوق السياسية المغتصبة للشعب الفلسطيني.
ويرى القيادي في حركة فتح، أن الحملات العسكرية التي تشنها إسرائيل على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في مجملها، لن تجلب الأمن والاستقرار في المنطقة، بيد أن من شأنها زيادة الصراع والعنف هناك.
وقال إن الجيل الذي تستهدفه السلطات الإسرائيلية بالاغتيال والاعتقال سيكون أكثر عنفًا، واستعدادًا للتضحية، ولن يقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم والانتهاكات التي ترتكب.
فلسطين تطالب بتدخل دولي لوقف تهجير سكان جنين... وإسرائيل تنفي إخلاء المخيم بالقوة
كيل بمكيالين
في السياق، أكد المحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، أن القيادة الفلسطينية أوقفت التنسيق الأمني مع إسرائيل منذ أكثر من عام، وإعلانها أمس تأكيد على هذه الخطوة، وليس موقفًا جديدًا، حيث تؤكد السلطة على أن هذا التنسيق سيظل موقوفا طالما أن الاحتلال الإسرائيلي ماض في ارتكاب جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، بات واضحًا بأن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو تضرب بعرض الحائط كل التفاهمات الفلسطينية الإسرائيلية والتي كان آخرها برعاية أمريكية ومصرية وأردنية في شرم الشيخ والعقبة، والتي التزمت فيها حكومة الاحتلال بعدم اقتحام المدن الفلسطينية التي تقع تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
ويرى الأيوبي أن العدوان على مخيم جنين انقلاب إسرائيلي على هذه التفاهمات وتنصل من الالتزامات الدولية، فيما يكشف الانحياز الأمريكي الكامل للجرائم الإسرائيلية وفكرة الاستكبار والاستعلاء التي يحاول الاحتلال ممارستها على الشعب الفلسطيني، لا سيما وأن العدوان جاء بدوء أخضر من واشنطن.
الجيش الإسرائيلي يجبر أهالي جنين على إخلاء المخيم... فيديو
واستبعد المحلل السياسي أن يكسر هذا العدوان العسكري على المخيم الإرادة الفلسطينية في المقاومة، أو رفع الراية البيضاء، حيث جاءت العملية الأخيرة من داخل تل أبيب للتأكيد على أن جنين نبض الشعب الفلسطيني، وأن العنف لا يواجه إلا بالعنف، مؤكدًا أن الصراع سينتقل إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، سيظل يقاوم الفلسطينيون فيها حتى نيل حريتهم واستقلالهم وإقامة دولتهم الكاملة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا الأيوبي المجتمع الدولي بوقف ما أسماه بسياسة "الكيل بمكيالين"، وعملية "إدارة الظهر" للإرهاب الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، فيما لا يزال هذا المجتمع يتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان عليه القيام بدوره في حماية الشعب الفلسطيني ومعاقبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم التي تنحدر إلى مستوى جرائم الحرب المعاقب عليها وفقا لنظام روما لعام 1998م، مشددًا على أن الأمة العربية وفي مقدمتها مصر لن تترك الشعب الفلسطيني وحيدًا في مواجهة هذا العدوان.
وشهدت العملية اقتحام قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي للمخيم بشكل غير مسبوق منذ 20 عاما، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وأسفر الهجوم الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف مسلحين فلسطينيين وورشا لصنع الأسلحة والعبوات الناسفة، عن مقتل 9 فلسطينيين، وإصابة 100، واعتقال 20 آخرين.
وأصيب 10 إسرائيليين، بينهم 5 في حالة حرجة، اليوم الثلاثاء، إثر وقوع عملية دهس وطعن وإطلاق نار في مدينة تل أبيب.
الخارجية الإيرانية تدين التصعيد الإسرائيلي في جنين
وقالت حركة حماس، في بيان لها، إن "العملية البطولية في تل أبيب رد طبيعي على مجزرة جنين، ومقاومة شعبنا مستمرة حتى زوال الاحتلال".
وأضافت أن "أحد عناصرها المجاهد حسين عيسى حسين خلايلة (23 عاما)، من بلدة السموع في الخليل، ارتقى خلال تنفيذه العملية البطولية في تل أبيب"، مؤكدة أن "هذه العملية هي دفاع مشروع عن النفس أمام المجزرة الصهيونية المستمرة في جنين، وجرائم التهجير والقتل والتدمير التي ترتكبها قوات الاحتلال".
وقال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "القيادة الفلسطينية قررت وقف جميع الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني"، مشددًا على "ضرورة توحيد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي".
مناقشة