بعد أحداث جنين… هل يقود القصف المتبادل إلى حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة؟

مع إعلان إسرائيل انتهاء عملياتها العسكرية في جنين، لا تزال أصداء القصف العسكري لقطاع غزة حاضرة، وسط مخاوف من حرب جديدة مع المقاومة الفلسطينية هناك.
Sputnik
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، يوم الأربعاء، ضربات جوية على قطاع غزة، ردا على إطلاق صواريخ استهدفت جنوب إسرائيل قبل ساعات، ونقلت وكالة "قدس" الفلسطينية عن مصادر أمنية ومحلية أن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل
وذكرت المصادر أن طائرات استطلاع إسرائيلية رصدت موقع بيت لاهيا الشرقي، التابع لكتائب "القسام" شمال قطاع غزة، ومن ثم تعرض الموقع للاستهداف من قبل طائرات حربية إسرائيلية بصاروخين على الأقل.
كما رصدت طائرات موقع "البيدر" التابع لكتائب القسام جنوب غرب مدينة غزة بصواريخ.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان قصير، أنه شن ضربات جوية على قطاع غزة، مشيرا إلى أن الهجوم يأتي ردا على إطلاق الصواريخ.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن خمسة صواريخ تم إطلاقها على إسرائيل من قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تم اعتراضها بنجاح.

قواعد الاشتباك

اعتبر حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل الفلسطيني، أن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية تجاه إسرائيل، جاءت لإيصال رسالة بأن المقاومة الفلسطينية في غزة حاضرة، وتترقب وتنظر بغض النظر عن الجهة التي تقف خلفها.
نتنياهو: إذا عادت جنين إلى "الإرهاب" سنعود إليها
وقال لـ"سبوتنيك": "الحديث عن حرب جديدة ما بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في القطاع في الوقت الراهن، أمر مستبعد، ولا يمكن توقع حدوثه بعد أحداث جنين والقصف المتبادل".
وأوضح الدجني أن قواعد الاشتباك باتت معروفة سلفا، وأن إسرائيل ردت على الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، وأعلنت انتهاء العملية برمتها، مستبعدا أن تشن حربا جديدة على القطاع.

حرب قريبة

بدوره اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة تجاه إسرائيل، رسالة مفاداها بأن جبهة غزة لا تزال حاضرة، ولو تمادت إسرائيل في عدوانها فعليها أن تفهم الرسالة بشكل جيد.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن هذه الصواريخ والرد الإسرائيلي عليها، لا يمكن أن تقود إلى حرب أو معركة جديدة شاملة بين المقاومة والاحتلال، مشيرا إلى أن إسرائيل غادرت وتعد العدة لمعركة مع المقاومة، لكن في النهاية لديها حسابات كبيرة لهذا العدوان والآثار التي يمكن أن تترتب عليه.
لحظة انفجار آلية عسكرية إسرائيلية في شوارع جنين... فيديو
وأوضح الصواف أن إسرائيل قد تقدم على شن عدوان على قطاع غزة، والاعتداء على قوى المقاومة والمواطنين الفلسطينيين هناك، دون الحاجة إلى وجود أي مبرر، إذ أنه من المعلوم أنها تخطط لمعركة قريبة في غزة، وتسعى لجر المقاومة إلى هذه المعركة.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني إن قوى المقاومة تدرك تماما ما يخطط له الاحتلال، وتعمل على ضبط النفس وعدم الانجرار لهذه المعركة، مشيرا إلى أن إسرائيل تنتظر الفرصة للرد على اعتداءات إسرائيل وانتهاكاتها، أي أن تكون قوى المقاومة من يبدأ هذه المعركة كما حدث في معركة "سيف القدس" عام 2021.

حفظ ماء الوجه

بدوره اعتبر أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح"، أن الصواريخ التي أطلقت من غزة بعد انسحاب الاحتلال من جنين بلا قيمة، وهي صواريخ محدودة المدى والعدد.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "لم تعر إسرائيل ولا حكومة بنيامين نتنياهو أي اهتمام لهذه الضربات، فهي تدرك أنها صواريخ انطلقت فقط من أجل كسب ماء الوجه".
وأوضح أن "الرد الإسرائيلي على صواريخ حماس كان محدودا وفي مواقع فارغة، نظرا لعدم أهميتها، مؤكدا أن إسرائيل تدرك تماما بأن عملية تل أبيب فردية، لكن حركة حماس باركتها لتتربح منها إعلاميا".
وفيما يتعلق باحتمالية الدخول في حرب مفتوحة، قال الرقب إن إسرائيل تركز حاليا في الضفة، وغير معنية بفتح جبهة جديدة في قطاع غزة، وأن ما يحدث هو مجرد رسائل تهديد دون فعل".
ولم تتبن حتى الآن أي جماعة فلسطينية المسؤولية عن إطلاق الصواريخ، الذي جاء بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ عملية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة بدأتها يوم الاثنين الماضي.
وشهدت العملية اقتحام قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي للمخيم بشكل غير مسبوق منذ 20 عاما، وقتل اثنا عشر فلسطينيا وجندي إسرائيلي واحد.
مناقشة