وقال السعدي في حديثه لـ"سبوتنيك": "منذ اليوم الأول ومجلس الرئاسة اليمني المنبثق عن مشاورات الرياض يعلن بوضوح عن فشله، ليس في إدارة المناطق المحررة افتراضا، بل أيضا في تجاوز مشكلاته الداخلية التي أفرزتها حالة الصراع بين جماعات هذا المجلس، والتي انعكست بدورها سلبا على حياة الناس اليومية وأضافت على البؤس بؤسا في جميع مناحي الحياة".
وأضاف القيادي في الحراك: "الحقيقة أن الخطأ هنا ليس خطأ هذا المجلس الفاقد للقرار المستقل بقدر ما هو خطأ وقتي في حسابات دول التدخل التي أنتجت هذا المجلس ورعت فكرة إعلانه دون دراسة واقعية مستفيضة لما سيترتب عليه لاحقا".
وأشار أن إعلان مثل هذا التجميع المتناقض ومثل هذه الشخصيات التي كانت في مرحلة الرئيس الشرعي هادي، لا تمثل سوى قيادات حزبية من الصف الثالث والرابع في أحزابها وتفتقد إلى ملكة القيادة، وقيادات لا تتجاوز امكاناتها قيادة المجموعات المسلحة المناطقية والفئوية ولا ترتقي إلى مستوى قيادة دولة ومؤسساتها.
وأوضح السعدي: "أنه منذ الإعلان عن هذا المجلس والتحركات السلبية لأعضائه مستمرة، وكذلك قراراتهم الفردية المخالفة لوثيقة وجود ومهام هذا المجلس، وأعتقد أنها لن تتوقف إلا بالإعلان رسميا عن إنهاء هذا المجلس والعمل على إيجاد قيادة لا تستند في وجودها على الولاء للاقليم ولا على أسلحة ودعم أطراف هذا الإقليم المتصارعة"، بل يكون وجودها مستندا على العمق التاريخي لليمن شمالا وجنوبا، وعلى تجربتها في إدارة الدولة ومؤسساتها، وقبل كل ذلك يكون مستندا على الولاء للوطن وقضاياه في المقام الأول".
ولفت القيادي في الحراك إلى أنه من الطبيعي أن نرى تحركات في كل مرحلة لأطراف مجلس مشاورات الرياض المتصارعة، كلما دعت حاجة الصراع الإقليمي لتلك التحركات، فالأدوات لا تمثل إلا صدى لمن يملك قرارها ويدير تحركاتها، فقد شهدنا على سبيل المثال تحركات منفردة لبعض أطراف هذا المجلس استهدفت اقتحام بعض محافظات الجنوب عسكريا ومنها محافظة أبين، وشهدنا تزامنا مع تلك التحركات المنفردة حالة رفض لرئيس هذا المجلس وبعض أطرافه تجاه تلك التحركات المنفردة.
وتابع السعدي: "اليوم تستمر عجلة القرارات التصادمية بين أطراف هذا المجلس كصدى لتصادم وصراع أطراف الإقليم، مما يهدد عملية السلام برمتها ويهدد استمرارية أي حلول سلمية في المستقبل".
واختتم بقوله: "لا نرى في التحركات الحالية لبعض الكيانات إلا حالة من حالات التهيئة لحلول المرحلة القادمة، التي ترسم ملامحها الاتفاقات والتوافقات السعودية مع الحوثيين والتي ستكون أولى خطواتها إنهاء الحالة الغير طبيعية لهذا المجلس المتناقض والمتصارع والعاجز كليا عن آداء مهامه التي أوجدته المرحلة للقيام بها".
ومنذ شهر أغسطس/ آب 2019، تسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة لليمن، وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية أفضى إلى تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها المجلس بـ5 حقائب.
ويشهد اليمن للعام التاسع على التوالي، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" اليمنية، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، وتسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة نحو 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة