القاهرة - سبوتنيك. وتشهد هذه المحافظة تجاذبات سياسية متصاعدة بعد تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي لتمثيل تطلعات المحافظات اليمنية الكبرى في جهود التوصل إلى حل شامل للصراع المستمر في اليمن منذ تسع سنوات.
وشهدت مدينة المكلا ومدن سيئون والقطن والشحر وتريم فعاليات تجمعها المجلس الانتقالي الجنوبي بمناسبة "يوم الأرض الجنوبية"، وهو يوم يحتفل فيه بانتهاء الحرب في صيف عام 1994 وسيطرة قوات شمال اليمن على محافظات الجنوب.
وخلال الفعاليات، صرح سعيد المحمدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، في كلمة نقلتها صفحة المجلس على "فيسبوك" (التابع لشركة "ميتا" المحظورة في روسيا بسبب أنشطتها المتطرفة)، أن "الشعب في الجنوب مصمم على المضي قدمًا لتحقيق أهدافه في التحرر والاستقلال وإقامة دولته الجنوبية ذات السيادة الكاملة".
وأضاف: "شعبنا لن يتخلى عن أهدافه في تحرير الوادي وطرد قوات المنطقة العسكرية الأولى وبناء دولته الفيدرالية المدنية المستقلة".
واعتبر المحمدي تشكيل "مجلس حضرموت الوطني" ومنح محافظة حضرموت حكمًا محليًا ذا صلاحيات واسعة لمجلس القيادة الرئاسي "مؤامرة" تهدف إلى استبعاد المحافظة من خارطة الدولة الجنوبية التي يطالب المجلس الانتقالي باستعادتها وفقًا للحدود السابقة للوحدة في مايو/أيار 1990.
وقال:
تلك المؤامرات التي تهدف إلى استفزاز البسطاء من خلال الإدارة الذاتية وتفتيت حضرموت عن الجنوب المحيط بها.
واتهم المجلس الانتقالي الجنوبي قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجيش اليمني والتي تتمركز في وادي حضرموت بشن هجوم بالرصاص على المهرجان الذي أقيم في مدينة سيئون، وأدى إلى إصابة اثنين من المشاركين فيه.
في الـ 25 من يونيو/حزيران الماضي، أعلن رئيس مجلس القيادة اليمني منح محافظة حضرموت تجربة الحكم المحلي ذي الصلاحيات الواسعة، بعد 5 أيام من إعلان تشكيل مجلس سياسي في المحافظة يمثل تطلعات أبناء تلك المحافظات التي تمثل ثقلاً سياسيًا وجغرافيًا في اليمن.
ويطالب المجلس الانتقالي الجنوبي باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قائمة في محافظات جنوب اليمن، وتوحدت مع شماله في 22 مايو 1990، مكونة الجمهورية اليمنية، مبرراً ذلك بتعرض أبناء المحافظات الجنوبية إلى ظلم واضطهاد من الشمال عقب حرب صيف 1994.
ويشهد اليمن للعام التاسع على التوالي، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله" ، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأدت الحرب المستمرة في اليمن حتى نهاية 2021 إلى مقتل 377,000 شخص وتسببت في خسائر اقتصادية تراكمية تقدر بنحو 126 مليار دولار، بينما يحتاج 80% من الشعب اليمني إلى مساعدات إنسانية وفقًا للأمم المتحدة.