وأضاف، في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقيم وزنا للمجتمع الدولي وسط هذا الدمار المستمر والمتواصل، مرة في جنين ومرة في نابلس وأخرى في غزة، ويتنقل لمزيد من الدمار تجاه الفلسطينيين سواء البشر أو المنازل والبنية التحتية.
وأوضح أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الدمار، وكذلك المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية التغاضي وعدم التعامل بجدية مع تجاوز الاحتلال الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية.
وفيما يتعلق بالتبرعات الخاصة بإعادة تأهيل جنين، تبرعت الإمارات بـ 15 مليون دولار، والجزائر بـ 30 مليونًا، لإعادة الإعمار من خلال وكالة "الأونروا"، لكن رغم هذه التبرعات باقي الدول العربية وقفت موقف المتفرج إزاء ما يحدث، حتى على مستوى الإدانات والاستنكار لهذه المواقف التي مارستها سلطات الاحتلال، وفق خلف.
ومضى منسق اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين، قائلًا: "السؤال المهم إلى متى يمكن للاحتلال أن ينفلت من عقاله ويستمر في الدمار، والذي يدفع فاتورته الفلسطينيون من دمائهم ومنازلهم، والدول العربية التي تقوم بدفع الأموال، والاحتلال فقط يقوم بالدمار والتخريب".
وشدد على ضرورة وضع حد لهذه السلوكيات و"الممارسات العدوانية الإسرائيلية وإجراء محاسبة ومعاقبة لقادة الاحتلال على هذه الجرائم لوضع حد لها وعدم تكرارها، ووقف استهتار إسرائيل بهذه الممارسات"، مؤكدا أن "إسرائيل تستمر في سياسة القتل والدمار، طالما أن هناك من يدفع من أجل إعادة الإعمار، وهذه المحاولة مستمرة منذ عدوان 2008، والعدوانات مستمرة والخراب واسع وشامل للبنية التحتية والمنازل والأشخاص والدمار الذي يلحق بالفلسطينيين".
وقال خلف إن الأموال المدفوعة من أجل إعادة إعمار جنين تحتاج إلى مزيد من التعزيز والتبرع ليس فققط لإعادة تأهيل المنازل التي هدمت ودمرت في جنين، لكن لتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني، في ظل حالة الحصار والإغلاق والوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه المناطق الفلسطينية.
وأوضح أن هناك حاجة لإعادة التأهيل في جنين ليس فقط للمنازل، بل المصانع والمرافق الاقتصادية والممتلكات، والتي لحقت بها أضرار فادحة بسبب تكرار العدوان، مطالبًا بضرورة أن يكون هناك مزيد من التبرع وشبكة أمان مالي عبر صندوق خاص للدول العربية والإسلامية، من أجل تحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني جراء ما يجري من عدوان مستمر من قبل إسرائيل.
والاثنين الماضي، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية مفاجئة في مدينة جنين ومخيمها، استخدمت خلالها مروحيات حربية وطائرات من دون طيار ودبابات وقوات برية خاصة.
وخلفت العملية دمارا واسعا، حيث تم تسوية شوارع مخيم جنين المكتظ بالسكان بالأرض، وتدمير البنى التحتية على يد الجرافات العسكرية، كما قتلت القوات الإسرائيلية 12 فلسطينيا واعتقلت 300 آخرين، فيما قُتل جندي إسرائيلي وأصيب آخر خلال العملية نفسها.
وأعلنت الجزائر تقديم 30 مليون دولار لإعادة إعمار مخيم جنين، فيما أعلنت الإمارات العربية المحتدة تقديم 15 مليونا لذات الغرض.