من أين يأتي المرتزقة؟
في الوقت ذاته، أقامت قوات الاحتلال الأمريكية في سوريا، عدة مراكز تدريب في أرياف محافظتي دير الزور والحسكة، لتدريب المرتزقة على التعامل مع مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة، ووُعد المرتزقة بدفع ما يصل إلى 2000 دولار شهريًا.
في الوقت ذاته، كتبوا في المنتديات العراقية أن المرتزقة المحتملين وعدوا براتب 4000 دولار شهريًا.
وإلا فلماذا تدعم واشنطن تشكيلا كرديا مسلحا يعمل، من بين أمور أخرى، ضد مصالح الحكومة في بغداد؟
"كبش فداء" أقل كلفة
تدفع القيادة الأوكرانية بوحدات يقودها مرتزقة أجانب في "هجمات الهلاك" على المواقع الروسية في المقام الأول.
ومنذ بداية العملية الروسية العسكرية الخاصة، أعلنت القوات النازية الأوكرانية عن تشكيل فيلق الأجانب، وكان يضم مرتزقة من جنسيات مختلفة، وبما أن هذا الفيلق تعرض لخسائر جسيمة، تريد القوات الأمريكية أن تستثمر وتستغل حلفاءها في سوريا، من بعض أفراد العشائر العربية، وقوات تنظيم "قسد"، من خلال ترغيب هؤلاء المسلحين بمبلغ شهري يعادل الألفي دولار، للانخراط في حرب إلى جانب الجيش النازي الأوكراني، ضد الجيش الروسي.
ومن المثير للاهتمام أن المرتزقة من الشرق الأوسط أرخص بالنسبة للرعاة الأوكرانيين، إذا عرض على المهاجرين من الدول العربية راتبًا يتراوح بين 2000 و4 آلاف دولار شهريًا، فإن المرتزقة الأوروبيين، وفقًا لوزارة الدفاع، يعملون مقابل أجر 5000 دولار شهريًا.
مقاتلون من ذوي الخبرة
خاصة في معارك الشوارع، ومعارك المجموعات الصغيرة، وهو تكتيك جديد تعتمد عليه الجيوش الحديثة، كالجيش السوري، لتقليل الخسائر وتحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر لدى العدو، وهم متمرسون في هذا الموضوع، لكن اليوم هذا الأمر لن يشكل فارقا في الميدان، لأن مثل هؤلاء الأشخاص الذين يقاتلون من أجل المال، فإنهم سيتركون السلاح ويفرون من أرض المعركة بمجرد أن يشعروا بالخطر، كما فعلوا أمام الجيش السوري والعراقي وأمام الحشد الشعبي.
أين سيذهب الناجون؟
لا أتوقع أن يعود أحد من هؤلاء المرتزقة سالما من أوكرانيا، وقد ينجون أو ربما يفرون كمجموعات صغيرة من اثنين إلى ثلاثة باتجاه أوروبا، وهذا بحد ذاته يشكل خطرا كبيرا على الأمن الأوروبي كون هؤلاء الأشخاص مؤدلجين عقائديا بطريقة متطرفة، بحيث لا يندمجون في المجتمع الأوروبي، وبهذا تزج الولايات المتحدة بالإرهابيين الذين يشكلون خطرا على المجتمعات الأوروبية.