اقتصادي لـ"سبوتنيك": مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني خطوة تحتاج إلى توضيح

قال عمر الحلبوسي، الخبير الاقتصادي العراقي، إن الإعلان عن نظام المقايضة بين بغداد وطهران، النفط مقابل الغاز الإيراني، "خطوة مفاجئة" تحتاج إلى الكثير من التوضيح حول الآليات التي سوف تستخدم، وكيفية سد الطريق أمام "مافيات الفساد".
Sputnik
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "مقايضة النفط الخام العراقي مقابل الغاز الإيراني والتي أعلن عنها (رئيس الوزراء العراقي محمد شياع) السوداني قد تثير الكثير من الريبة نتيجة الضبابية وعدم الوضوح، إذا لم يتم الإفصاح عن كيفية احتساب تسعيرة للنفط الخام أمام الغاز الإيراني، فضلًا عن طريقة التسديد، هل ستكون بشكل مباشر بين العراق وإيران أم أن العراق سوف يسلمه لدول معينة بدلا عن إيران، وهو ما يجعل هذا الاتفاق تشوبه الكثير من الأمور التي تسبب الخسائر الكبيرة للعراق".
وأشار الحلبوسي إلى أن "رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، كان قد صرح أنه تم تسديد كافة ديون إيران من الغاز، وكذلك قبل أيام أعلن أكثر من مسؤول إيراني عن استلامهم كافة المستحقات من الديون العراقية، ورغم ذلك إيران تقطع الغاز على العراق بحجة عدم تسديد الديون".
العراق يتفق مع إيران على تزويدها بالنفط الخام مقابل الغاز
وأعلن رئيس الوزراء العراقي السوداني، الثلاثاء الماضي، الاتفاق مع إيران على مقايضة النفط الخام العراقي بالغاز الإيراني.
وحسب وكالة الأنباء العراقية، تم توقيع الاتفاق في بغداد، والذي تتم بموجبه مقايضة الغاز الإيراني المستورد والمشغل لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية، بالنفط الخام العراقي والنفط الأسود.
وقال السوداني في كلمة للشعب إنه "تم الاتفاق مع إيران على تزويدها بالنفط الأسود مقابل الغاز"، لافتا إلى أن القرار سيضمن استمرارية توريد الغاز وبه ستنتهي الأزمة الحالية.
وأضاف أنه "تم استئناف توريد الغاز الإيراني وستتصاعد الكميات بدءاً من تاريخ التوقيع، إذ سيتدفق 10 مليون م3 قياسي وستعود إلى ذات الكميات السابقة".
مسؤول إيراني ينفي قطع صادرات الغاز إلى العراق
وأوضح السوداني أنه "بسبب عدم موافقة أمريكا على تحويل المبالغ لإيران تم إيقاف إمدادات الغاز في وقت سابق وانحسرت بنسبة تتجاوز الـ 50%".
وأكد السوداني أن "العراق سدد جميع مستحقاته الخاصة بالغاز الإيراني والبالغة 11 مليار دولار وأُودعت في حساب الشركات الإيرانية وحولنا 1.8 مليار يورو لإيران لسداد مستحقات الغاز".
وكان رئيس الوزراء العراقي قد أكد، الاثنين الماضي، أن العقوبات الأمريكية وعدم الالتزام بآلية دفع مستحقات الغاز المتفق عليها عام 2018، تسببتا بخفض التجهيز من الغاز الإيراني إلى أكثر من النصف، ما انعكس سلبًا على منظومة الإنتاج الوطنية.
السفير الإيراني لدى بغداد: واشنطن تستخدم ملف الكهرباء لتأجيج الشارع العراقي ضد طهران
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية أن البلاد ستواجه نقصا في الكهرباء، بعد قطع إمدادات الغاز من إيران بسبب عدم سداد المبالغ المستحقة.
وأفادت الوزارة، في بيان، بأن إجمالي إمدادات الكهرباء انخفض بشكل كبير، بعد أن أوقفت إيران تصدير 5 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا إلى العراق.
وذكر البيان أن "الجانب الإيراني طالب بسداد الالتزامات المالية لرسوم الغاز من الجانب العراقي".
وتعد واردات الغاز ضرورية للعراق لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، خلال أشهر الصيف، الذي يشهد درجات حرارة مرتفعة جدا في البلاد، لا سيما في المحافظات الجنوبية.
مناقشة