العملية العسكرية الروسية الخاصة

سببان دفعا واشنطن لتزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية... خبير سوري يكشف حقائق حول مستودعات الغرب

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العميد علي مقصود، أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك الحصة الكبرى في استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، وتسعى من خلال تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية إلى استفزاز روسيا وشيطنة القيادة الروسية وإلحاق الضرر بدول أوروبا.
Sputnik
وأشار العميد مقصود في تصريح خاص لمراسل "سبوتنيك" في دمشق، إلى أن "الولايات المتحدة هي من استخدم أسلحة نووية كما حصل في يوكوهاما وناغازاكي في اليابان، وهي من استخدم القنابل التي تحتوي على اليورانيوم المنضب في العراق، وفي أكثر من مكان في منطقة الشرق الأوسط، وفعل الكيان الصهيوني الأمر نفسه حين استخدم القنابل العنقودية في لبنان".

وتابع الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، قائلًا: "الولايات المتحدة ورغم أنها دولة عضو في مجلس الأمن، إلا أنها لم توقع على قرار دولي صدر في فرنسا، يحرم استخدام الذخائر العنقودية نظرًا لخطورتها على حياة البشر، فالكثير من هذه القنابل لا تنفجر ويمكن أن تصبح لغمًا متفجرًا بالبشر والأطفال، فهذه القنابل تحتوي على كرات كبيرة العدد، هي عبارة عن قنابل صغيرة داخل الأسطوانة التي تشكل القنبلة الكبيرة".

العملية العسكرية الروسية الخاصة
تصويت... هل تغير القذائف العنقودية الأمريكية مجريات الصراع بعد إعلان شويغو عن مثيلاتها الروسية؟

من أين تنبع خطورة العنقودي؟

وأضاف، قائلًا: "الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت هذه القنابل العنقودية في كل من العراق وسوريا، وهي قنابل غير موجهة وتحتوي الواحدة منها على مئات الكرات العنقودية التي لا تنفجر في معظمها، وبالتالي مع الزمن تتآكل وبسبب الصدأ تصبح وكأنها ملقمة ومجهزة (للانفجار)، فعندما يحصل أي تماس من قبل البشر أو الحيوانات تنفجر هذه الكرات، ويمكن أن يقع الأطفال ضحايا لهذه القنابل عندما يحاولون الإمساك بها، فتنفجر بهم مسببة تشوهات كبيرة في أجسادهم".

وأكمل العميد مقصود، قائلًا: "الصدى الكبير في المجتمع حول هذه القنابل سببه أنها لا تؤدي إلى القتل والموت المباشر للإنسان، بل إنها تحدث إصابات كبيرة وحالة من الشلل في جسم الإنسان، لأنها تؤدي إلى بتر الأذرع والأرجل وأجزاء أخرى من الجسم، ما يشكل الخطر الأكبر على المجتمع، حين يكون هناك جزء كبير منه مشلولًا وعاطلًا عن العمل، وبحاجة إلى من يعينه ويساعده، من هنا يأتي هذا الصدى الكبير حول هذا السلاح المحرم دوليًا، لأنه يحدث شللًا كبيرًا في المجتمع بسبب الإصابات الكبيرة، وهذا يأتي في صلب العقيدة والاستراتيجية الأمريكية التي تريد أن تحول المجتمعات إلى دول عاجزة ومنهارة وفاشلة، وهذا الشلل وهذه الإصابات الكثيرة تحقق للولايات المتحدة هدفها".

مجلس النواب الأمريكي يرفض تعديلا يؤيد حظر نقل القنابل العنقودية إلى أوكرانيا

%60 من مستودعات الأسلحة الأمريكية فارغة

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي السوري إلى أن "هناك أمران دفعا بالقيادة الأمريكية إلى تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، يتمثل الأمر الأول بأن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية قدمت (حتى الآن)، أكثر من 60 في المئة من محتويات مستودعات الأسلحة والذخائر لديها، وخاصة قذائف المدفعية عيار 122 مم و155 مم وغيرها، لذلك وبناء على توصية الأركان العامة بألا يكون هناك عجز في الأسلحة والذخائر، فربما تحتاج هذه الدول 10 سنوات أو أكثر لإعادة ملء هذه المستودعات بالأسلحة والذخائر مجددًا".

روسيا تجنبت المدنيين... وهذا أزعج الأمريكيين الذين حاولوا "شيطنة روسيا"

ومضى العميد مقصود، قائلًا: "الخيار البديل (بالنسبة لدول الغرب)، أن يتم تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، فيما يتمثل الأمر الثاني في أن استخدام أوكرانيا للذخائر العنقودية المحرمة دوليًا يمثل استفزازًا لروسيا بعد أن فشل الهجوم الأوكراني المضاد، ما قد يدفع بالقيادة الروسية إلى أن تستخدم هي أيضًا نوعًا من الأسلحة المحرم دوليًا، وبالتالي تتحقق الفرصة للولايات المتحدة لتجييش الرأي العام العالمي ضد روسيا، وشيطنة القيادة الروسية بأنها هي من يقوم باستهداف أوكرانيا وتدمير شعبها وتحقيق إصابات بليغة به".

وختم الخبير العسكري والاستراتيجي حديثه لـ "سبوتنيك"، بقوله: "الولايات المتحدة الأمريكية تريد تحويل نتائج الحرب التي تعاملت معها روسيا بكل إنسانية وتجنبت استهداف أي موقع أو مقر يتواجد ضمنه أو حوله مدنيون، ولذلك بدأت الولايات المتحدة تواجه رأيًا ومزاجًا عامًا متصاعدًا بأنها (الولايات المتحدة)، تريد إلحاق الضرر بأوكرانيا وشعبها بل والقتال بالجيش الأوكراني حتى آخر جندي فيه، وكذلك إلحاق الضرر بدول أوروبا وتهشيمها لكي تبقى تابعة وخاضعة تحت المظلة والمعطف الأمريكي".
مناقشة